محتويات
تاريخ مدينة القسنطينة وأصل التسمية
تقع مدينة القسنطينة في دولة الجزائر في الجزء الشماليّ من إفريقيا على جانبيّ ممرّ مائي يبلغ طوله 200 متر تقريبًا، وتُعدّ من أكبر مدن الجزائر، إذ تتواجد هذه المدينة بين دائرتي عرض 23 - 36 درجة شمالًا، وخطّي طول 35 - 7 درجات شرقًا، كما يتمركز موقعها شرق دولة الجزائر تحديدًا، ويُحدّ مدينة القسنطينة البحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وواد الصمار أو ما يُعرف بوادي بني منصور وبني عبّاس من جهة الغرب، أمّا من جهة الجنوب، فيحدّها الصحراء ومدينة ورقلة، ومن الجهة الشرقية يُحدّها إقليم تونس، وتُطلق على مدينة القسنطينة أسماء أخرى منها مدينة الجسور، وعاصمة الشرق الجزائريّ؛ ويعود سبب تسميتها بمدينة الجسور إلى العديد من الجسور التي شُيّدت فيها عبر الزمن بهدف العبور من ضفة إلى أخرى.
وبالنسبة لتاريخ نشأة المدينة فهناك بعض الجدل والاختلاف فيما يخصُّه؛ فقد أشار المؤرّخ القسنطيني أحمد اللنبيري إلى أن المدينة أُنشئت على يد بني كنعان النازحين من أرض فلسطين في سنة 1450 قبل الميلاد، وقد أشار مؤرّخ آخر يُدعى رنيست ميرسي إلى أن تاريخ نشأة المدينة يعود إلى العهد الذي غادر فيه الإنسان من الكهوف والمغائر وأصبح يعيش حياة الاجتماع والانتظام مع الآخرين[١][٢][٣].
الفتوحات الإسلامية لمدينة القسنطينة
وصلت الفتوحات الإسلامية مدينةَ القسنطينة، وكانت هذه الفتوحات سببًا في إحداث تغييرات وتطوّرات في مجالات الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية، ومن الأمور التي قام بها المسلمون خلال فترة فتوحاتهم واستقرارهم في مدينة القسنطينة منذ عهد النبيّ هو إنشاء واستحداث أدب الرسائل وتطويره تطوّرًا كبيرًا؛ فكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يكتب الرسائل إلى أولياء الأمور في الداخل والخارج، واستمرّ ذلك الأمر في العهود الإسلامية الأخرى؛ ثمًّ أسّس الأمويّون تبعًا لذلك ديوان الرسائل في عهد معاوية بن سفيان خلال فترة عهد الدولة الأموية، وأصبحت الرسائل ذات قيمة كبيرة في العهد الإسلامي، ولذا استمرّ تبادل الرسائل في العهود الإسلامية[٢].
الاحتلال الفرنسي لمدينة القسنطينة
عندما احتلّت فرنسا دولة الجزائر رفض أهالي القسنطينة الاعتراف بوجود الفرنسيّين والرضوع لسلطتهم، وتمكّنوا من التغلُّب على الفرنسيّين مرتين خلال معارك شّننتها فرنسا بهدف الاستيلاء على القنطرة في الجهة الشرقية من الجزائر، إلّا أن فرنسا تمكّنت من التسلُّل إلى القسنطينة واحتلالها عام 1837 للميلاد بقيادة دوموريير؛ إذ وصلوا إلى المدينة بمساعدة الخائنين من يهود المنطقة من خلال المسير في معابر سرّية توصل إليها، كما تمكّن العدوّ الفرنسيّ من إحداث ثغرة في جدار المدينة باستخدام المدفعية، وحدثت بعد ذلك مناوشات واصطدامات عنيفة بين الفرنسيّين وأهالي المدينة وامتدّ القتال بين الطرفين حتى وصل الشوارع والبيوت، وانتهت المواجهات بينهم إلى مقتل العديد من أهالي المدينة، وفوز المحتلّ الفرنسيّ، واستقراره في المدينة[٢].
أبرز معالم مدينة قسنطينة
فيما يلي مجموعة من أبرز المعالم الموجودة في مدينة القسنطينة[٢][٣]:
- جسر قنطرة الجبل، وقد بُني هذا الجسر عام 1912 للميلاد، علمًا أنَّ هذا الجسر كان من أعلى الجسور في العالم في فترة من الفترات.
- الآثار الرومانية، وقد بُنيت هذه الآثار في عهد الإمبراطور الرومانيّ قسطنطين الكبير في الفترة التي تلي عام 313 للميلاد.
- كهف الدببة، يقع هذا الكهف في منطقة الصخرة الشمالية لمدينة قسطنطينة، ويبلغ طوله حوالي 60 مترًا.
- ضريح لوليوس، يقع هذا الضريح على بُعد 25 كيلومترًا شمال مدينة قسطنطينة في منطقة جبل شواية، ويتّخذ هذا الضريح الشكل الأسطوانيّ، كما يتميّز بحجارته المنحوتة التي بُني منها، وقد بُني من قبل حاكم روما المدعوّ بلوليوس إبريكيس.
- المسجد الكبير، ويقع هذا المسجد في الضواحي الشرقية من مدينة القسطنطينة، وهو من الأماكن التي تستحقّ الزيارة في المدينة، ومن الممكن التوجه إلى المكان سيرًا على الأقدام أو من خلال استقلال سيارة أجرة.
- مسجد الأمير عبد القادر، يُعدّ هذا المسجد من أكبر المساجد الموجودة في المدينة وقد بُني في عام 1994 للميلاد، ويتّسع هذا المسجد لحوالي 15,000 مصلٍّ.
- إقامة صالح باي، هذا المكان عبارة عن منتجع يقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة القسطنطينة على بُعد 8 كيلومترات فقط، وسُمّي المنتجع بهذا الاسم نسبةً إلى صالح باي الذي بناه كمنزل خاصّ بأسرته خلال القرن 18 للميلاد، ويتوسّط هذا المنزل منطقة خضراء جميلة وسط الحدائق في منطقة منحدرات تصل حتى وادي الرمال.
- جامع سوق الغزل، بُني هذا الجامع في عهد الباي حسن خلال الفترة 1143هـ - 1730 للميلاد، وعندما احتلّت فرنسا الجزائر حوّلت هذا الجامع إلى كاتدرائية حتى عاد مسجدًا كما كان في السابق بعد استقلال الدولة.
أشهر أعلام الفكر في قسنطينة
برز في مدينة القسطنطينة مجموعة من العلماء والأدباء والفلاسفة، وقد عُرفت المدينة بكونها مدينة العلم والفكر، ومن أهمّ أعلام الفكر الذين برزوا فيها[٢]:
- أحمد باي، وهو القائد الأخير لمدينة قسطنطينة، إذ قاوم الاستعمار الفرنسيّ، واستطاع أن يُحقّق النصر عليه في عدة معارك.
- صالح باي، وهو أيضًا من أحد قادة المدينة، ومن علمائها ومفكّريها.
- عبد الحميد بن نمديل، يُعدّ عبد الحميد من أهمّ فقهاء الجزائر، وقد عمل جاهدًا من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية في بلده.
- مالك بن نبي، وهو أحد أكبر المفكّرين في مدينة قسطنطينة.
- يوسف بوغاية، أمّا هذا الشخص فهو من كبار علماء ودعاة المدينة، وقد عمل كإمام وخطيب في معهد الإمام البيضاوي للعلوم الشرعية، كما ترأّس الكثير من المناصب من أهمّها منصب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين، ورئيس المجلس العلميّ للشؤون الدينية.
- حسيبة بولمرقة، وهي بطلة عالمية جزائرية في مجال ألعاب القوى والألعاب الأولمبية.
- عبد الحقّ طوابي، وهو النائب الأصغر عمرًا في المجلس الشعبيّ الولاتي، كما أنّه أحد شعراء الجزائر.
- سيدي نمديل، وهو عالم إسلامي ورجل وطني كذلك.
المراجع
- ↑ سعـودي يمينة، الحياة الأدبية في قسنطينة خلال الفترة العثمانية، صفحة 10-11 . بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج محمد مروان مراد (5/3/2014)، "قسنطينة التاريخ والحضارة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 6/3/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب "CONSTANTINE (THE AMAZING CITY OF BRIDGES IN ALGERIA)", unusualtraveler, 29/8/2018, Retrieved 6/3/2021. Edited.