محتويات
في أي سنة كانت حجة الوداع؟
بعدما هَاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المُكرمة إلى المدينة المنورة لم يحجّ سوى حجة واحدة، وهي حجة الوداع، ولا خلاف بين علماء الأمة على وقتها، فقد كانت في السنة العاشرة للهجرة، الذي يوافق ميلاديًا سنة 631 م [١][٢].
لماذا سميت حجة الوداع بهذا الاسم؟
سُمّيت حجة الوداع بهذا الاسم؛ لأنّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودَعَ فيها النّاس، وقال: (ليبلغ الشاهد الغائب)، وقال: (لعلكم لا تلقوني بعدها)، أما عدد المسلمين الذين حجوا معه فيه أختلاف، فقيل مائة ألف، وقبل مائة وأربعة عشر ألفًا، وقيل أكثر من ذلك[١].
وبعد أنّ انتهى الرسول عليه الصلاةُ والسّلام من إلقاء خطبة الوداع، أنزَلّ الله قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ،}[٣]، وبعد نزول هذه الآية بكى الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فسُئل عن سبب بكائه، فقال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان، وهذا يعني أنه أحسّ بقُرب انتهاء أجل النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن حجر: "وهيَ قبل موته صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِ ثمانين يوْماً"[٤][٥].
أهم ما جاء في مضمون خطبة حجة الوداع
تُعدّ حجة الوداع أعظم وأهم حجة في التاريخ الإسلامي، ففيها أقام الرسول عليه الصلاة والسّلام شعائر الله، وبيّن للمسلمين مناسكهم، وعظّم حرمات الله، وخطب بهم ليعلمهم ويُحذرهم ويبشرهم، وفيما يلي سنتطرق لذكر أهم المواضيع التي تناولتها هذه الخطبة العظيمة[٦][٧]:
- التوصية بالتمسك بكتاب الله والاعتصام به، والعمل بسنة نبيه؛ لأنها من لوازم التمسك بالقرآن الكريم.
- ترسيخ التوحيد، وإنكار جميع مظاهر الشّرك، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا كُلُّ شَيْءٍ من أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ)[٨]والمقصود بأمر الجاهلية هو كل شيء يُعارض الإسلام في كل زمانٍ ومكان، وليس فقط في الجاهلية.
- إنكار شعائر الجاهلية وعاداتهم كالثأر الذي كان مُنتشر بين القبائل، والربا، وأول ربا أنكره الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربا عمه العباس.
- التوصية بالنساء، وبيان حقوقهن وواجباتهن في بيت الزوجية، كما وضّح الرسول صلى الله عليه وسلم طريقة التعامل مع الناشز من النساء.
- التأكيد على حرمة الدماء والأموال في غير حق، كحرمة الشهر الحرام والبلد الحرام.
- التحذير من اتّباع الشيطان في أي عملٍ كان.
- التوصية بتقوى الله، والتأكيد على أهمية الالتزام بالصلوات الخمس، وأداء الزكاة، وصيام شهر رمضان، ووجوب طاعة ولاة الأمر.
- التأكيد على أنّ كل إنسان مسؤول عن عمله، وهو وحده من يتحمل ذنوب خطاياه، وهذا بعكس ما كان يفعله أهل الجاهلية من تحميل الأسرة أو القبيلة ذنب ارتكبه أحد أفرادها.
- النهي عن الاختلاف والفرقة والاقتتال بين المسلمين.
- التأكيد على أنّ كل إنسان مسؤول عن عمله، وهو وحده من يتحمل ذنوب خطاياه، وهذا بعكس ما كان يفعله أهل الجاهلية من تحميل الأسرة أو القبيلة ذنب ارتكبه أحد أفرادها.
المراجع
- ^ أ ب عبد الله بن عبد العزيز العقيل (6/8/2015)، "حجة الوداع"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "كتاب موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر"، المكتبة، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:3
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (17/4/2010)، "حجة الوداع"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "إشارات ودلالات على قُرب وفاة النبي"، إسلام ويب، 11/6/2019، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم بن محمد الحقيل رابط المادة (23/10/2013)، "مضامين خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم بن محمد الحقيل (14/10/2013)، "خطب النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2068، خلاصة حكم المحدث صحيح.