الفرق بين الزكاة والصدقة

الفرق بين الزكاة والصدقة

ما الفرق بين الزكاة والصدقة؟

نُبيِّن فيما يلي الفرق بين الزكاة والصدقة[١]:

الزكاة
الصدقة
الزكاة هي طاعة اللّه سبحانه، وتطبيق أمره وشرعه الذي فرضه على المؤمنين، بدفع ما أوجبه من أنواع الزكاة إلى من يستحقها.
الصدقة هي طاعة اللّه سبحانه بإنفاق المال إلى من يستحقه من غير إلزام من الشرع.
تجب في أشياء معيَّنة ومنها، الذهب والفضة، الزروع والثمار، أرباح التجارة، وبهيمة الأنعام من إبل وبقر وغنم.
لا تجب في أشياء محددة بل هي ما ينفقه المؤمن بما تجود به نفسه.
لها شروط، وهي ملك النِّصاب ومُضيّ الحَول، أي أن يمُر عامًا هجريًّا كاملًا على امتلاك النِّصاب، كما أنّ لها مقدار محدد من المال.
ليس لها شروط معيَّنة، كما لا تُحدد بوقت أو مقدار.
يجب أن تُعطى لمن يستحقها ولأصناف معيَّنة، وهم المذكورون في الآية الكريمة: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}[٢]، ولا تجوز للغني والقوي.
تُعطى لمن ذكروا في الآية ولغيرهم بمن يراهم المؤمن أنَّهم يستحقون، ولكنَّها تجوز للغني والقوي.
لمانع الزكاة عقاب وعذاب يوم القيامة.
لا يُعذَّب تاركها.
لها أولويَّة على الوصيَّة والورثة ويجب أن تُخرج من مال الميت.
لا يجب فيها شيء من ذلك
لا تُعطى للأصول كالأب والأم والأجداد، ولا للفروع كالأولاد، كما لا يجوز إعطاؤها للكفار والمشركين.
يجوز أن تُعطى للأصول والفروع وللكفار والمشركين.


أحاديث عن الزكاة والصدقة

فيما يأتي ذكر للأحاديث النبوية عن الزكاة والصدقة:

أحاديث عن وجوب الزكاة

من الأحاديث التي بيَّنت وجوب الزكاة ما يلي[٣]:

  1. عنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُما، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صلى اللّه عليه وسلم قَالَ: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)[٤].
  2. وعن طَلْحَةَ بنِ عُبيْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قالَ: (جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من أهلِ نجدٍ ثائرُ الرأسِ ، نسمعُ دَوِيَّ صوتِه ، ولا نفهمُ ما يقولُ ، حتى دنا ، فإذا هو يسألُ عن الإسلامِ ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ ، قال : هل عليَّ غيرُهن ؟ قال : لا ! إلا أن تَطَّوَّعَ . ُقال: وصيامُ شهرِ رمضانَ . قال : هل عليَّ غيرُه ؟ قال : لا ! إلا أن تَطَّوَّعَ . وذكر له رسول الله الزكاةَ ، قال: هل َّغيرُها ؟ قال : لا ! إلا أن تَطَّوَّعَ . فأدبرَ الرجلُ وهو يقولُ : واللهِ لا أزيدُ على هذا ولا أنقُصُ منه . قال رسولُ اللهِ : أفلحَ إن صدقَ)[٥].
  3. عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)[٦].

أحاديث عن فضل الصدقة

حثَّت الكثير من الأحاديث النبويَّة على الصدقة وبيَّنت فضلها، نذكر منها ما يلي[٧]:

  1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فيه إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ، أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ، أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)[٨].
  2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تصدَّقَ بعدْلِ تمرَةٍ مِنْ كسبٍ طيِّبٍ، ولَا يقبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ، فإِنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِهِ، ثُمَّ يُرَبيها لصاحبِها، كما يُرَبِّى أحدُكم فَلُوَّهُ حتى تكونَ مثلَ الجبَلِ)[٩].
  3. عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: (قالَ اللَّهُ: أنْفِقْ يا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ)[١٠].
  4. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أضْحًى أوْ فِطْرٍ إلى المُصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَوَعَظَ النَّاسَ، وأَمَرَهُمْ بالصَّدَقَةِ، فَقَالَ: أيُّها النَّاسُ، تَصَدَّقُوا، فَمَرَّ علَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ ... فَلَمَّا صَارَ إلى مَنْزِلِهِ، جَاءَتْ زَيْنَبُ، امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، تَسْتَأْذِنُ عليه، فقِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هذِه زَيْنَبُ، فَقَالَ: أيُّ الزَّيَانِبِ؟ فقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّكَ أمَرْتَ اليومَ بالصَّدَقَةِ، وكانَ عِندِي حُلِيٌّ لِي، فأرَدْتُ أنْ أتَصَدَّقَ به، فَزَعَمَ ابنُ مَسْعُودٍ: أنَّه ووَلَدَهُ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتُ به عليهم، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ ابنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ ووَلَدُكِ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتِ به عليهم)[١١].


فوائد الزكاة والصدقة

للزكاة والصدقات فوائد عظيمة نذكر منها ما يأتي[١٢]:

  1. تُطمئن النُّفوس وتُهذِّبها وتُزكِّيها.
  2. تُطهِّر النُّفوس من الذنوب والآثام، وتُضاعف حسناتها وتكفر سيئاتها.
  3. تدل على البرِّ والتقوى وشكر نعم اللّه سبحانه.
  4. تحفظ المال وتُنمِّيه.
  5. تشفي صاحبها من الأمراض النفسيّة والبدنيَّة.
  6. تُنمِّي الأخلاق والأعمال الصالحة التي ترفع من علو ومنزلة صاحبها.
  7. تدفع الخوف والبلايا والشدائد عن النَّفس والأهل.
  8. تجلب المحبة والمودَّة بين النَّاس، وتضعف الحسد والحقد والبغضاء بينهم.
  9. تُنجِّي صاحبها من عذاب القبر، وهي سبب لدخوله الجنة.
  10. ينال صاحبها الثناء والمحبة من اللّه سبحانه، ويتجنَّب غضبه.
  11. ينال صاحبها البركة في العمر والرزق.


هل يجوز الجمع بين الزكاة والصدقة؟

لا يجوز أن يُدفع المال بنيَّة الزكاة والصدقة معًا، لأنَّ الزكاة مفروضة على صاحبها، ولكن إذا أخرج صاحب الزكاة من ماله بنيِّة الزكاة المفروضة وما زاد من ماله تصدق به فلا حرج في ذلك، ويدلّ على ذلك قول الشيخ العثيمين: (نعم يجوز أن يزيد الإنسان في الفطرة وينوي ما زاد على الواجب صدقة)[١٣].


المراجع

  1. "الفرق بين الزكاة والصدقة"، الإسلام سؤال وجواب، 23/10/2002، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية:60
  3. "باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله ابن عمر، الصفحة أو الرقم:16، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم:457، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1395، صحيح.
  7. "أحاديث في فضل الصدقة"، الإسلام سؤال وجواب، 6/6/2003، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1010، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6152، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5352، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1462، صحيح.
  12. "57 فائدة للزكاة والصدقات. "، طريق الإسلام، 13/4/2015، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. بتصرّف.
  13. "حكم إخراج الزكاة بنية الزكاة والصدقة معا"، إسلام ويب، 17/11/2008، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :