محتويات
طواف الوداع
تمرّ العمرة بمجموعة من المراحل التي يجب على المعتمر أداؤها وإتمامها، إذ تبدأ مراسم العمرة من المرور بالميقات، ثمّ الاستعداد للإحرام من خلال قصّ الأظافر وحلق شعر العانة والإبط، ثمّ الاغتسال ولبس ملابس الإحرام، والتي تستر جسم المعتمر، ثمّ الطواف حول البيت سبع مرات، وصلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام بعد إتمام الأشواط السبعة، ويُفضّل شرب ماء زمزم، والتوجّه للسعي بين الصفا والمروة، ومن الأفضل للمعتمر أن يحرص على الإكثار من الدعاء، وذكر الله سبحانه وتعالى والإكثار من التسبيح والاستغفار، وبعد الانتهاء من السعي يحلق شعر الرأس أو يُقصّره، وبهذه الخطوات تتم مناسك العمرة[١].
ويُعدّ طواف الوداع طواف توديعًا للبيت، ويُسمّى أيضًا طواف الصدر؛ وسمّي بذلك نسبةً لصدور الناس من مكة، وهو عبارة عن سبعة أشواط، ويكون وقته عند فراغ المسلم من إنهاء جميع أمور الحج والعمرة وكذلك أموره الخاصّة، وقد عفيت منه المرأة أثناء الحيض، أمّا إذا طهُرت قبل أن تغادر مكة المكرمة لزمها أن تؤدّي طواف الوداع، ولا يجوز للمسلم أن يؤدِّي طواف الوداع، ثمّ يتأخّر في مكة بضعة أيام، ففي هذه الحالة لا يجب عليه طواف الوداع، وذلك لأنّ القصد من طواف الوداع هو أن يكون آخر نسك يؤدّيه الحاج أو المعتمر في البيت، وفي الوقت ذاته لا يُستحبّ أن يُؤخّر إلى حين السفر، ورأى بعض الجمهور أنّه يمكن للمسلم أن يُباشر السفر، ويُمكن كذلك أن يُشغل نفسه بأسباب السفر، مثل شراء الطعام[٢].
كيف يمكن أداء طواف الوداع؟
بعد وصول المُحرِم إلى الكعبة، يجب عليه البدء بالطواف لسبعة أشواط متتالية، وهذا ما يُسمّى بطواف القدوم للحاج أو طواف العمرة للمعتمر، أمّا كيفية الطواف فتكون كما يأتي[٣]:
- يبدأ المُحرِم طوافه بعد أن يلبس لباس الإحرام، ويجعل كتفه الأيمن مكشوفًا، بينما يكون طرف الرداء الآخر على الكتف الأيسر إذ يكون هذا المُحرِم مضطبعًا؛ أي أن يُخرج رداءه من تحت الإبط الأيمن، ويُلقيه على الكتف الأيسر، ثمّ يبدأ بتقبيل الحجر الأسود مع حرصه على أن يكون محاذيًا له، ويستقبل الحجر بوجهه وجميع بدنه ويبدأ بالتكبير، ثمّ يستلم الحجر الأسود بيده، ويقبله ويسجد عليه، أمّا إذا لم يستطيع تقبيله فيكفي أن يستلمه بيده، وإن لم يستطيع فليستلمه بشيء معه، وفي حال لم يتمكّن من ذلك فيكفي أن يشير إليه، ثمّ تُكرّر الخطوات السابقة في كلّ شوط من الأشواط السبعة.
- يبدأ المُحرِم بعد ذلك بالطواف حول الكعبة، ويجب أن يجعلها على يساره، ويكمل الأشواط السبعة، إذ يبدأ كلّ شوط من الحجر الأسود وينتهي عنده أيضًا، ويجب أن يرمل المُحرِم خلال الثلاثة أشواط الأولى، أمّا الرمل فهو عملية المشي، ولكن بخطوات سريعة ومتقاربة، بينما في الأشواط الأربعة المتبقيّة تكون مشيًا عاديًّا، أمّا في حال عدم قدرة المُحرِم على الرمل بسبب أزمة المعتمرين أو الحجاج فيسير على قدر استطاعته وما يتيسّر له.
- عند وصول المحرم إلى الركن اليماني أو الركن الذي يسبق الحجر الأسود أثناء الطواف، فإنّه يستلمه بيده في كلّ مرة دون أن يكبّر أو يقبّله، أمّا في حال لم يقدر على استلامه يتوجّب عليه عدم الإشارة بل عليه الاستمرار بالمشي.
- يُستحبّ أن يدعو المسلم بين الركن اليماني والحجر الأسود بدعاء خاص، وهو دعاء الوقاية من عذاب النار.
من المعروف بأنّ الرمل والاضطباع في طواف القدوم فقط، وهما مخصصان للرجل فقط، وليس للنساء، أمّا في حال الشكّ بعدد الأشواط المقطوعة فيجب على المُحرِم أن يبني ذلك على العدد الأقل، ومن أهم الآداب الشرعية أثناء الطواف عدم التدافع وعدم المزاحمة أو الاختلاط.
ما هو حكم طواف الوداع للمعتمر؟
اختلف العلماء في أداء طواف الوداع للمعتمر، فمنهم من رجَّح بأنه لا يلزم للمعتمر أداء طواف الوداع، ولكن في حال قام بذلك فهو أفضل وله الأجر، وبهذا يكون طواف الوداع للمعتمر عند الخروج من مكة كالحاجّ تمامًا، ولن في حال ترك المعتمر للوداع فلا حرج عليه، وفي حال قام المعتمر، وطاف للعمرة، وسعى، ثمّ مشى فيكون طوافه للعمرة كافيًا، ولا يحتاج إلى وداع، ولكن إذا ودَّع فهو أفضل له، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر المعتمرين أن يطوفوا الوداع[٤].
ما هي شروط صحة الطواف؟
لطواف الوداع شروط أساسية تتمثل في النقاط الآتية[٥]:
- أن تكون نيّة المعتمر حاضرةً لأداء طواف الوداع، ولكنّ النيّة لا تُعدّ شرطًا أساسيًا عند الحنفية، فعند الطواف بعد إتمام طواف الزيارة كان هذا طواف صدر، وينصرف مطلق النية إليه، تمامًا مثل صوم شهر رمضان المبارك.
- أن يكون طواف الوداع بعد إتمام طواف الزيارة، فإذا طاف المعتمر بعد النفر من عرفات من دون وجود النية، أو إذا طاف المعتمر تطوعًا أو طواف صدر فإن الطواف وقع عن طواف الزيارة، لأنّ الوقت لطواف الزيارة لا للصدر، إذ إن طواف الصدر مترتب عليه.
- توجد شروط أخرى لصحة الطواف وتكون كما يأتي[٦]:
- الطهارة والمقصود بها الطهارة من النجاسة، مثل الحيض، فإذا كانت المرأة حائضًا يتوجّب عليها الانتظار حتى تطهر، ثمّ تؤدّي طوافها ليكون طوافًا صحيحًا، أمّا في حال الاستحاضة فيجوز لها الطواف، كما لا بأس بطواف من كان عنده عذر، كسلس البول وانفلات الريح.
- ستر العورة فهي من الشروط الأساسية والضرورية للمرأة وللرجل.
- إتمام سبعة أشواط من الطواف، فلا يجوز له ترك أي خطوة منها، ولكن إذا شك المُحرِم في عدد الأشواط يأخذ بالأقل أو على ما يغلب به ظنه.
- إتمام سنن الطواف، وهي استقبال الحجر الأسود واستلامه أو الإشارة إليه، والاضطباع خلال إتمام طواف القدوم، والرمل في طواف القدوم خلال الأشواط الثلاثة الأولى، بالإضافة إلى استلام الركن اليماني الذي يسبق الحجر الأسود، وهي التي ذكرنا سابقًا في كيفية طواف الوداع.
ما هي البدع التي يجب تجنّبها في الطواف؟
تُوجد بعض الأمور التي لا يجوز القيام بها سيّدتي أثناء الطواف، إذ تُعد من البدع، ويجب عليكِ أن تُنبّهي نفسكِ، ومن حولكِ عليها، ومن أهمها ما يأتي[٦]:
- أن يقول بعض المعتمرين أثناء الطواف: "نويت بطوافي هذا كذا وكذا".
- إخراج صوت أثناء تقبيل الحجر الأسود أو أخذ البركة منه.
- التسبيق للإمام بالتسليم وقت الصلاة، ليستطيع تقبيل الحجر الأسود.
- أن يلبس المسلم الجوارب أثناء طوافه حتى لا يصله ذرق الحمام.
- الدعاء ببعض الأدعية المخصوصة وقت استلام الحجر الأسود أو أثناء الطواف عند كل شوط، أو خلف المقام.
- تقبيل الركن اليماني أو تقبيل الركنين الآخرين أو حتى استلامهما.
- أن يرفع المسلم يديه كما يرفع يديه للصلاة؛ وذلك عند استلامه للحجر الأسود بدلًا من أن يُشير له.
- وضع اليد اليمنى فوق اليد اليسرى في الطواف كما يُفعل في الصلاة.
- قول دعاء خاص عند الوقوف تحت الكعبة.
- التبرّك في موضع عالٍ من جدار البيت يُطلق عليه اسم العروة الوثقى.
- أن يتقصّد المسلم أداء طوافه تحت المطر ظنًا منه أنّ من يفعل ذلك يغفر له ما سلف من ذنبه.
- الطواف دون أن يكون البيت في الجهة اليسرى، إذ يطوف البعض ووجهه للبيت وبعضهم الآخر ظهره للبيت وذلك لحماية بعض الضعفاء من الزحام، ولكن ذلك لا يجوز، إذ لا يجوز الطواف إلا إذا كان الكتف الأيسر محاذيًا للكعبة.
ماذا تلبس المرأة للعمرة؟
كما نعلم فإنّ الرجال يلبسون ملابس الإحرام عادةً لأداء مناسك العمرة والحج، ولكن بالنسبة للمرأة، فإنّ أحكام لباسها تكون مختلفة، فبعد الاغتسال للإحرام، والذي يُسنّ للمرأة حتى لو كانت في فترة النفاس، أو الحيض، تستطيعين أن تحرمي بما تشائين من اللباس، بشرط أن يكون لباسًا ساترًا، وغير مُلفتٍ للأنظار، وليس به زينة، ولا زخرفة، كما لا يجب أن تتبرّجي بزينة، ولا أن تُغطّي وجهكِ بالنقاب، كما تجدُر الإشارة إلى أنّ ما يتداوله الناس من ضرورة لبسكِ للون مُحدّد، كالأبيض، أو الأخضر، هو بدعة، لا دليل عليها في الدين[٧][٨].
المراجع
- ↑ "أداء العمرة من بدئها إلى نهايتها"، fatwa، اطّلع عليه بتاريخ 02-04-2019. بتصرّف.
- ↑ أ. د عَبد الله بن محمد الطيّار، أ. د عبد الله بن محمّد المطلق، د محمَّد بن إبراهيم الموسَى.، "الفقه الميسر"، shamela، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحكام الطواف "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 02-04-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم طواف الوداع للحاج والمعتمر"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019. بتصرّف.
- ↑ أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، "الفقه الميسر"، shamela، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أحكام الطواف"، alukah، 31-10-2013، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2019. بتصرّف.
- ↑ "خصوصيات النساء في الحج"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "صفة العمرة للمرأة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2020. بتصرّف.