ما هو التحرش الإلكتروني، وكيف تحمين نفسك منه؟

ما هو التحرش الإلكتروني، وكيف تحمين نفسك منه؟

التحرش الإلكتروني

التحرّش الإلكتروني هو مصطلح واسع يشير إلى التفاعلات العدوانية بين الأشخاص، والتي تحدث عبر الإنترنت أو من خلال الأجهزة المحمولة، ويمكن أن تكون أحد أشكال التنمّر لدى المراهقين عندما تكون متكررة وتنطوي على سلوكيات معينة، وغالبًا ما تكون الإناث أكثر عرضةً للتحرّش الإلكتروني من الذكور، وإذا تكرّر هذا الفعل لمدة طويلة قد يترك آثارًا جسدية ونفسية على الشخص المتضرّر، بما في ذلك الأرق، وآلام البطن المتكررة، والقلق، والاكتئاب، وقد تصل إلى التفكير بالانتحار، ويؤثّر التحرش الإلكتروني على 20-40٪ من المراهقين، ومن خصائص التحرش الإلكتروني أن المتحرّش لا يكشف عن هويته، كما يكون له عدد كبير من الضحايا، ويعدّ هذا النوع من التحرّش أكثر ضررًا من أشكال الاعتداءات الأخرى، وهو يتطلّب جهودًا حثيثة للوقاية منه، والقضاء عليه، أو على الأقل الحد منه[١]، وفي ما يلي بعض الخطوات الواجب اتباعها عند التعرض للتحرش الإلكتروني[٢]:

  • عدم الاستجابة للمتحرش بأي شكل من الأشكال، فالانخراط مع المتحرش سيؤدي إلى تفاقم الأمور.
  • عمل نسخة من الرسالة أو الصورة أو الفيديو الذي يرسله المحترش، وأفضل طريقة لذلك هي نسخ عنوان URL الخاص بصفحة الويب التي أُرسلت لها الرسائل، ثم أخذ لقطة شاشة صفحة الويب.
  • الاتصال بمشغلي الموقع عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني، وطلب إزالة المحتوى على الفور، ويجب الاستمرار في الاتصال وإرسال بريد إلكتروني إلى مشغلي الموقع إلى أن يُزال المحتوى.
  • تقديم شكوى إلى قسم الشرطة، إذ إن بعض أقسام الشرطة لديها قسم الجرائم الإلكترونية.


كيف تحمين نفسكِ ومن حولكِ من التحرش الإلكتروني؟

يدل التحرش الإلكتروني على ضعف المتحرش، ولكن تقع عليكِ مسؤولية كبيرة لحماية نفسكِ ومن حولكِ من التحرش الإلكتروني، لذلك عليكِ اتخاذ بعض الخطوات الصحيحة لتتجنبي ذلك، وهي كما يأتي[٢]:

  • تجنّبي المشاركة في المنتديات أو المواقع التي تنشر منشورات مجهولة، إذ تحتوي هذه المواقع على تاريخ مليء بشكاوى المستخدمين للسماح للمحتوى غير المناسب بالبقاء على مواقعهم، وعدم اتّخاذ خطوات كافية لحظر الشخص الذي نشره.
  • استخدمي تنبيهات جوجل، فسيسهل ذلك إرسال إشعارات بالبريد الإلكتروني إليكِ عندما يظهر اسمكِ أو اسم أحد أفراد عائلتكِ على الإنترنت.
  • تجنّبي استخدام أي شبكة اجتماعية أو منتدى عبر الإنترنت كمفكرة على الإنترنت، لأن إظهار التحديثات عن الحالة ونشر قصص عن حياتكِ الشخصية طرق سهلة للأشخاص الذين لديهم نوايا سيئة للاستفادة منها، لذلك من المهم أن تدركي أن ذلك الأمر تمامًا كما هو الحال في الحياة الواقعية، فبعض الأشياء التي لا يجب مشاركتها مع الجمهور، وإذا كان عليكِ مشاركة شيء شخصي مع أشخاص آخرين عبر الإنترنت، فأرسلي إليهم رسالة خاصة أو رسالة بريد إلكتروني.
  • اعثري على معلوماتكِ الشخصية وأزيلها من الموقع، فمثل هذه المعلومات تجعل من السهل على الأفراد الآخرين الحصول على معلومات دقيقة نسبيًّا عنكِ.
  • أخيرًا، يجب أن تدركي أن هذه الخطوات على الرغم من أنّها مفيدة، ولكنها ليست مضمونة تمامًا ولا يمكنك ضمان عدم تعرّضك أنتِ أو أحد أفراد أسرتكِ للمضايقة عبر الإنترنت، وفي حين أنه من المهم اتباع هذه الخطوات، من المهم بالقدر نفسه أن تتحاوري مع أطفالكِ لتعلّميهم الكيفية الصحيحة لاستخدام الإنترنت، وكيفية التصرف في حال تعرّضهم للتحرش الإلكتروني.


آثار التعرض للتحرش الإلكتروني

يستخدم المتحرشون الإنترنت كسلاح ليضايقوا به أشخاصًا آخرين، وهم عادةً يختبؤون خلف أسماء مزيفة، ولا يفصحون عن هويتهم، وتشير الدلائل إلى أنّ التحرش عبر الإنترنت منتشر على نطاق واسع وأنّ الشابات تحديدًا يعانين من أشكال التحرش الإلكتروني، مثل التهديدات الجسدية أو المضايقة المستمرة أو التحرش الجنسي، ومن غير المستغرب أن تواجه النساء تحرشًا جنسيًّا عبر الإنترنت بمعدلات أعلى بكثير من الرجال، وبينما يقول 9% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا أنهم تعرضوا للتحرش الجنسي عبر الإنترنت، فإنّ العدد يزيد عن ضعف ذلك (21%) للشابات من الفئة العمرية نفسها، فقد أفادت أكثر من نصف الشابات (53%) بتلقي صور إباحية غير مرغوب فيها، وذلك ما تأكّد منه الباحثون، إذ أنشؤوا حسابات مزيفة عبر الإنترنت، بأسماء ذكورية وأنثوية، ووجدوا أن الحسابات الأنثوية تتلقى عدة رسائل تحرش في اليوم، فيما أن الحسابات الذكورية تتلقى عددًا قليلًا جدًّا من رسائل التحرش، وقد وجد أن أكثر عامل يساعد المتحرش على فعل هذا الأمر المزعج هو إخفاء الهوية، فهذه الميزة تسمح للناس بأن يشعروا بالحرية في خرق المعايير الاجتماعية، كما أنّها تزيل الخوف من العقاب بسبب أفعالهم، وهذا يشجعهم على الاستمرار بأفعالهم، وكأنها بسيطة وغير ضارة، ولكن التحرش الإلكتروني له العديد من الآثار السلبية على الضحية، فقد يضطر بعض الضحايا إلى إغلاق مواقعهم الإلكترونية على الإنترنت، أو تغيير أرقام هواتفهم، أو قد يغيّروا عملهم، أو مدرستهم للهروب من المطاردة، وكل هذه الأمور قد تكلّف الضحية مبالغ مالية، إضافةً إلى ذلك قد يُصاب الشخص بأذًى نفسي واضطراب عاطفي، خاصةً إذا شعر أن الجاني لا مفر منه، وأنه يتتبعه طوال الوقت[٣].


علامات تشير إلى تعرّض طفلكِ للتحرش الإلكتروني

أصبح التحرش الإلكتروني شائعًا جدًّا في عصر الإنترنت، ويعد الأطفال والمراهقون هدفًا للمتحرشين، إذ يتعرّض أكثر من نصف المراهقين والأطفال للتنمّر والتحرش عبر الإنترنت، ولا يخبر أغلبهم آباءهم عند تعرّضهم لذلك، وإذا شككتِ أن طفلكِ يتعرّض للتحرّش الإلكتروني، عليكِ ملاحظة بعض الأمور الواضحة التي ستظهر عليه، ومنها ما يأتي[٤]:

  • شعور الطفل بالانفعال أو الانزعاج أثناء استخدام الإنترنت أو الهاتف أو بعده.
  • حفاظه على السرية أو الحماية لحياته الإلكترونية.
  • انسحابه من المشاركة في الأنشطة مع العائلة أو الأصدقاء.
  • تجنّبه التجمعات الاجتماعية أو المدرسية.
  • انخفاض ملحوظ في الدرجات المدرسية.
  • تغيرات في المزاج أو السلوك أو النوم أو الشهية.
  • التوقّف عن استخدام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول.
  • العصبية عند تلقّي رسالة نصية أو بريد إلكتروني فوري.
  • تجنب المناقشات حول الأنشطة المتعلقة بالإنترنت.


إذا تحقّقتِ من تعرض طفلكِ للتحرش الإلكتروني، يجب أن تأخذي الموضوع على محمل الجد، لذلك تحدّثي معه، واستمعي إلى ما سيقوله، واجعليه يشعر بالأمان عند تحدّثكِ إليه، ثم احظري المتحرش من جميع حسابات التواصل الاجتماعي لطفلكِ، وكوني على اطّلاع بالإجراءات القانونية في حال رغبتِ برفع قضية ضد المتحرش، إذ يعدّ التحرش الإلكتروني جريمة يُعاقب مرتكبها، بموجب قوانين خاصة معمول بها في أغلب الدول.


المراجع

  1. Ellen Selkie-Yolanda Evans- Adrienne Ton (6-8-2018), "Ideas for addressing electronic harassment among adolescents attending a video blogging convention"، bmcpublichealth.biomedcentral, Retrieved 3-8-2020. Edited.
  2. ^ أ ب MARY KAY HOAL (21-3-2012), "5 Ways to Handle and Prevent Cyber-Harassment"، abcnews, Retrieved 3-8-2020. Edited.
  3. Katz Marshall & Banks LLP (3-8-2020), "Victims of Anonymous Online Harassment Suffer Serious Consequences"، lexology, Retrieved 3-8-2020. Edited.
  4. "How to Handle and Prevent Online Harassment", pandasecurity,3-8-2020، Retrieved 3-8-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :