محتويات
موقع جزر البليار
توجد جزر البليار شرق إسبانيا قريبًا من الجهة الشرقية من ساحل شبه الجزيرة الإيبيرية، وبالجهة الغربية من البحر الأبيض المتوسط، وهي تتشكل من أربع جزر أساسية كبيرة الحجم مُحاط بها مجموعة من الجزر الصغيرة، وتُعد جزيرة ميوركا أكبر جزرها، وهي أيضًا عاصمة لها، أما الجزر الأخرى فهي جزيرة منورقة، وجزيرة إيبيزا، وجزيرة فورمينيترا التي تُعد أصغر جزرها، والتي يُعتقد بأنها كانت خالية، ومهجورة قديمًا، ومن الجزر الصغيرة التابعة لجزر البليار جزيرة كابريرا وجزيرة ميورقة وجزيرة منورقة المعروفة باسم الجزر الجرداء، أما جزيرة أبيزا، وجزيرة فورمنتيرا فمعروفة باسم الجزر الصنوبرية.[١][٢]
تسمية جزر البليار
تُعرف جزر البليار باللغة الإسبانية باسم "إيسلاس باليارس"، وكلمة "البليار" مأخوذة من الكلمة اليونانية "جيمنسي"، والكلمة اللاتينية "بالياريس"، وتوجد العديد من الآراء بخصوص تسميتها بجزر البليار، فيوجد رأي يقول إن إطلاق اسم جيمنسي اليوناني عليها آتٍ من كلمة جيمنوس، والمقصود بها "عاري"، وسبب التسمية أن سكانها كانوا عراة لا يرتدون الملابس أغلب الأحيان، إذ إن مناخها مُعتدل دائمًا، وذُكر هذا الرأي من قبل الشاعر اليوناني ليكوفرون ألكسندرا، والرأي الآخر ينص على أن تسمية جزر البليار ب "بالياريس" ترجع إلى أن من سكنوا تلك الجزر كانوا ماهرين في الرماية، فكلمة بالياريس يُقصد بها الرمي، وهو الرأي السائد بين معظم الناس، وذُكر هذا الرأي من قبل عدد من الكتاب اليونانيين والرومانيين، أما كلمة جمينتاس فيُقصد بها الجنود المسلحين بأسلحة خفيفة، وسُميت جزر البليار أيام الحكم العربي الأندلسي بالجزائر الشرقية.[١]
سكان جزر البليار
لم تُعرف معلومات كثيرة عن السكان الأوائل الأصليين لجزيرة البليار، إذ لا يوجد إلا عدد قليل من الأساطير المتكلمة عن ذلك، منها سيطرة رودس عليها بعد حرب طروادة، وقد حكى الشاعر "ليكوفرون" عن وجود حطام لسفينة قديمة جدًّا اسمها سفينة "بيوتيّة"، والتي بقيت آثارها عالقة في الجزيرة، وفيما يخص المعلومة التي تنص على بقاء أهالي الجزر عراة طيلة العام، فإن عددًا من الروايات قالت بأنهم لم يتعروا إلا في فصل الصيف شديد الحرارة، وعندما قدم الفينيقيون ألبسوا الأهالي ملابس فضفاضة مريحة.[١]
سيطر ملك وندال المدعو باسم "جايسرك" على جزر البليار، وكان جايسرك أعظم ملوكهم، فقد ضم عددًا لا بأس به من البلدان تحت حكمه، ومن ضمنها جزر البليار، وحدث ذلك بعد سقوط قرطاج، بعدها عَمِد "جستنيان الأول" إلى إرجاع عدد من الجزر للإمبراطورية الرومانية، ومنها جزر البليار، وبعد مدة من الزمن غزا القائد موسى بن نصير ثلاثًا من جزر البليار، وضمها للدولة الأموية بعد إنهائه لثورة البربر، وبعد فتحه للمنطقة المغرب العربي، ثم حصلت بعد ذلك معركة "العقاب"، ونجم عنها ضم ملك كل من أراغون وكونت وبرشلونة المدعو جيمس الأول لجزر البليار.[١]
السياحة في جزر البليار
فيما يأتي أبرز جزر البليار السياحية:[٣]
- مايوركا: تُعد جزيرة مايوركا من أبرز وجهات جزر البليار السياحية، إذ يلجأ إليها السائحون من كافة أرجاء العالم لقضاء العطلات، ويوجد في جزيرة مايوركا أفضل شواطئ أوروبا قاطبة، إضافة إلى المنتجعات المزدحمة، والخلجان المتمتعة بالهدوء، والمشاهد الطبيعية الجبلية الرائعة الجمال، كما يوجد فيها مدينة "بالما مايوركا" المليئة بالحياة والمعالم التاريخية والثقافية المُذهلة، وهي تتمتع بمناخ معتدل طيلة السنة، ويُنصح الزائرين بالتوجه إلى مدينة قودية الواقعة شمال مايوركا، وهي من أجمل المدن التاريخية بها، إذ تُحاط بجدار يرجع إلى العصور الوسطى، فالزائر لها يرى سحر العالم القديم في أوروبا، إضافة إلى شوارع المشاة المرصوفة بالحصى، والأبنية التاريخية المُدهشة، وفيها أيضًا مدينة مالوركان التقليدية ذات المتاجر المحلية الصغيرة، والمطاعم، والمتاحف، فهي مكان مثالي لأخذ الصور التذكارية.
- إيبيزا: جزيرة إيبيزا من الجزر الجميلة جدًّا، وهي تتسم بسكانها الودودين، وقراها الساحلية المُذهلة، ومشاهدها الطبيعية الخلابة للبحر الأبيض المتوسط، وهي تُعرف بحفلاتها الصاخبة، وبرغم ذلك فهي تمتلك جانبًا هادئًا لطيفًا للجزيرة الأمر الذي جعل منها مكانًا سياحيًّا رائعًا لمن يُريد الراحة، خاصة عاصمتها الساحرة، والغنية بالأمور التي تستحق السفر إليها، ويوجد في جزيرة إيبيزا عدد كبير من الأماكن التاريخية، كما أنها محمية من اليونسكو لأسباب ثقافية، وأسباب بيئية، ومن أوائل تلك المواقع موقع المدينة القديمة، وهي من أجمل القرى في إسبانيا، إذ تتمتع بشوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى، وممراتها المتعرجة الخاصة بالمشاة، وبيوتها التاريخية الجاذبة للزائرين.
- فورمينترا: جزيرة فورمينترا جزيرة شاعرية، فهي هادئة غير مزدحمة، وهي تتمتع بشواطئ غير ملوثة، ومنعزلة، ومحمية جيدًا الأمر الذي جعل منها مكانًا ممتازًا للراحة والاسترخاء، خاصة للفنانين، والباحثين عن العزلة، والراغبين بالاستحمام بين شجيرات إكليل الجبل البري، والنباتات الخضراء الجميلة.
- مينوركا: جزيرة مينوركا جزيرة ذات خلجان، وشواطئ معزولة، ومنتجعات ساحلية صغيرة، إضافة إلى ريف مُذهل، وهناك يستطيع السائح الاستمتاع بالطعام المحلي المُعتمد على الأسماك، والأطعمة البحرية، وأجوائها باردة أكثر من الجزر الأخرى، وهادئة أكثر من غيرها من الجزر، كما أنها غنية بالأماكن التاريخية التي تُسطر الماضي القديم الذي يرجع إلى ما قبل التاريخ، ويُنصح السائحون بالذهاب لزيارة العاصمة ماهون، فهي من أبرز، وأجمل المناطق في جزيرة مينوركا، فهناك يستطيع الشخص السير برفق في الشوارع القديمة، والتمتع بإطلالات البحر، والتوجه إلى ساحة البلدة الرئيسية مكان وجود السوق التقليدي، إضافة إلى وجود المطاعم، والمقاهي الراقية.
وبالإمكان ممارسة الكثير من الأنشطة في جزر البليار، منها ركوب الدراجات، ففي كل جزيرة منها مسارات خاصة بركوب الدراجات المتعددة التي توصل الشخص إلى أماكن رائعة في الريف، والتمتع بالمشاهد الطبيعية رائعة الجمال، والهواء الطلق النقي، وبالاستطاعة أيضًا ممارسة الغوص، واكتشاف الكهوف أسفل الماء، ومشاهدة حطام السفن الغارقة القديمة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "اين تقع وتوجد جزر البليار التابعة لإسبانيا"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-30. بتصرّف.
- ↑ "افضل 10 اماكن سياحية في جزر البليار ننصح بزيرتها"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-30. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في جزر البليار وأفضل الأماكن السياحية هناك"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-30. بتصرّف.