أين تقع جزر الكناري

جزر الكناري

جزر الكناري، أو كما تعرف بجزر الخالدات هي أرخبيل إسباني يقع مقابل الساحل من الجهة الجنوبيّة الغربيّة للبر الرئيسي في المغرب، ويمتد على طول مئة كيلومتر باتجاه الغرب من الحدود الجنوبيّة للمغرب، وهي واحدة من سبع عشرة جزيرة تتمتع بالحكم الذاتي في إسبانيا، كما أنّها ضمن مناطق الاتحاد الأوروبي الخارجيّة السليمة، وتضم هذ الجزر جزيرة تينيريفي، وفويرتيفنتورا، والكناري الكبرى، ولانزاروت، ولا بالما، ولا غوميرا، وهييرو وغيرها، وأهم ما يميّز هذا الأرخبيل ثقافاته المتعددة والمتنوعة العائدة لتنوع أصول السكان فيها، ويبلغ عدد السكان في هذه الجزر حوالي 2117000 نسمة حسب التعداد للسكان عام 2011 للميلاد، ويتكلم سكانها اللغة الإسبانيّة، والعاصمة لجزر الكناري مدينتي كروث دي تينيريفي ولاس بالماس دي غران كناريا، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم بشيءٍ من التفصيل على جزر الكناري.[١][٢]


تاريخ جزر الكناري

تعود أرض جزر الكناري إلى الشعب الإفريقي العريق، إذ ينحدر شعبها من الأصول الأمازيغيّة أو كما يعرفون بالبربر، وقد سُكنت هذه الجزر من قبل السكان القادمين من الشمال الغربي الإفريقي لأول مرة في الألفية الأولى قبل الميلاد، وتوالت الهجرات إلى تلك المنطقة حتى وصلت إلى حد الاستعمار الروماني للجهة الشماليّة من القارة الإفريقيّة، ويشار إلى ابتداء الغزو الأوروبي لهذه الجزر في القرن الخامس عشر للميلاد وقبل ذلك لم يشكل الأوروبيين نسبة من التركيبة السكانيّة الموجودة فيها، وبعدها اجتاحت أعداد كبيرة من الأوروبيين المنطقة وقطنوا فيها حسب تقديرات المؤرخين، وتأتي أهميّة هذه الجزر منذ عصور القرون الوسطى، وذلك بسبب مرور الرحالة كريستوفر كولومبوس خلال ترحاله لاستكشاف أمريكا اللاتينيّة، وقد رسا فيها بسفنه للحصول على المواد التموينيّة المطلوبة لإكمال الرحلة، وهذا ما جعل من جزر الكناري طريقًا إجباريًّا لمرور الرحالة والمهاجرين إلى بلاد العالم المكتشفة حديثًا.[٣]


اقتصاد جزر الكناري

يعتمد اقتصاد جزر الكناري على تصدير بعض المنتجات الزراعيّة المتمثلة بفواكه الموز والتين والعنب والحمضيّات، وخضار البندورة والبطاطس والبصل وقصب السكر، وتوجد أيضًا الحبوب، ويكون غالبية التصدير إلى إسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي، كما يسيطر القطاع الصناعي على نسبة لا بأس بها من الاقتصاد، والمتمثل في صناعة المواد الغذائيّة والأقمشة، هذا بالإضافة إلى قطاع الخدمات والسياحة والموانئ البحريّة، كما توجد بعض الأنشطة الإنتاجيّة كتجارة النفط، وتجدر الإشارة إلى أنّ العائدات من هذه القطاعات ليست ملكًا للسكان الكناريين فقط، وإنما تنهب ثروات البلاد من قبل الشركات متعددة الجنسيّة، والأطراف الاحتكاريّة، والضرائب المفروضة على السكان وخزينة الدولة مما يجعلها تعاني من عجز وانخفاض في دخل الفرد السنوي.[٣]


أماكن السياحة في جزر الكناري

  • جزيرة لانزاروت: تعد جزيرة لانزاروت محميّة طبيعيّة تبعًا لما أعلن عنه، إذ تتميّز بالبراكين المتنوعة التي من الممكن الصعود إلى قممها كنوع من المغامرة، كما يمكن ممارسة العديد من الأنشطة الشاطئيّة في ظل طبيعة ساحرة وجذابة، بالإضافة إلى هدوئها الذي لا مثيل له كونها لا تحتوي على مراكز ترفيهيّة أو منتجعات ضخمة فيها.[٤]
  • فويرتيفنتورا: تحتوي هذه الجزيرة على أطول شاطئ موجود في جزر الكناري، وينتشر على امتداده مجموعة من المنتجعات والفنادق الرائعة والمشهورة، وعند السير فيها لعدد من مئات الكيلومترات يمكن الوصول إلى ساحل الصحراء المميّز والخلاب، وبسبب طبيعتها الساحرة تحظى هذه الجزيرة بإقبال كبير من الزوّار والسيّاح المحليين والأجانب.[٤]
  • غران كناريا: تحتوي جزيرة غران كناريا على مجموعة كبيرة من المنتجعات، والبنيّة التحتيّة السياحيّة المعدّة جيّدًا، هذا بالإضافة إلى وسائل الترفيه والمراكز الخاصة بالرياضات المائيّة وعدد كبير من أماكن التسوق والمطاعم، وأهم ما يميّز هذه الجزيرة كثبانها الرمليّة، وصحرائها التي تمتد على مساحة خمسة آلاف متر، وفيها الشواطئ التي من الممكن ممارسة فيها رياضة ركوب الأمواج والعديد من الأنشطة الرياضيّة المغامرة.[٤]
  • تينيريفي: تعدّ هذه الجزيرة من أهم وأبرز الوجهات السياحيّة في إسبانيا ككل، إذ يزيد إقبال السيّاح عليها من كافة أنحاء العالم بهدف التمتع بمعالمها السياحيّة المتنوعة التي تتمثل بالمراكز التاريخيّة، والمزارع الريفيّة، والقرى الصغيرة، هذا بالإضافة إلى المتنزّه الوطني ذي المساحة الواسعة جدًّا، ويشار إلى احتوائها على جبل تيد الشاهق ومجموعة من الشواطئ الخلابة.[٤]
  • جزيرة لابالما وجزيرة لاغوميرا وجزيرة لاهييرو: تعدّ جزر لابالما ولاغوميرا ولاهييرو من الجزر الأصغر الموجودة في الأرخبيل والواقعة في جهته الغربيّة، والتي تتميّز بجمالها الطبيعي الساحر، وهي من الجهات ذات الشعبيّة الكبيرة للأشخاص الذين يحبون الطبيعة وتناول الطعام، وتختلف هذه الجزر بطبيعتها ليكون لكل واحدة منها طابعها الخاص، وهي تختلف عن الجزر الكبرى بأنها ليست فقط لقضاء العطلة على الشاطئ، ولكنها وجهة مهمة للممارسة الأنشطة التي تحتاج للهواء الطلق كالسير على الأقدام لمسافات طويلة، ومن أكثر هذه الجزر كثافة سكانيّة لابالما، وتحتوي على أكثر المدن تطورًا، أما جزيرة لاغوميرا فتتميّز بحياتها البريّة وطابعها الطبوغرافي الوعر مما جعل سكانها يطورون لغة صفير خاصة للتواصل فيما بينهم عبر وديانها، أما جزيرة لاهييرو فهي من أكثر الجزر هدوءًا.[٤]

كما تتميّز جزر الكناري بوجود أحد أنواع رياضات المصارعة فيها، والمعروفة باسم كفاح الكناري، والعائد تاريخها إلى عام 1420 للميلاد، وفي وقتنا هذا أصبحت هذه الرياضة من الفلكلور المحلي للجزر، كما يمكن القيام برحلة غوص ومشاهدة واحدة من أكبر السلاحف الموجودة في العالم، كما أنّها من أحد الأنواع المهددة بالانقراض إذ يقارب عمرها ما بين السبعة والأربعين والسبعة والستين عامًا، كما يصل طول الذكر منها إلى حوالي ثلاثة أقدام.[٢]


المراجع

  1. اسماء سعد الدين (12-1-2015)، "جزر الكناري بالصور"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "معلومات مثيرة عن جزر الكناري بالصور والفيديو"، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "جزر الكناري (منطقة ذاتية الحكم)"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج "السياحة في جزر الكناري وأجمل الأماكن السياحية للزيارة"، ar-traveler، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :