إسبانيا
توجد إسبانيا جنوب غرب القارة الأوروبية، وتحديدًا في شبه الجزيرة الأيبيرية، ويُحيط بها من جهة الجنوب القصوى جبل طارق، ويعد الحد البري الوحيد لدولة إسبانيا، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشرق والجنوب الشرقي، وفرنسا من الجهة الشمالية الشرقية، والمحيط الأطلسي من الجهة الشمالية الغربية، ومن الجنوب الغربي، والبرتغال غربًا، وخليج بسكاي شمالًا، وتُعد جزر الكناري الموجودة في المحيط الأطلسي، والموجودة غرب المغرب تابعة لإسبانيا، إضافة إلى جزر البليار الواقعة غرب البحر الأبيض المتوسط، وتصل مساحة إسبانيا إلى 504.782 كيلومترًا مربعًا، وبذلك تحتل المرتبة الثالثة كأكبر دولة أوروبية.[١]
معنى كلمة إسبانيا
يُقصد بكلمة إسبانيا الشيء النفيس الغالي، والمتفرد من نوعه، وبلاد إسبانيا تعني بلاد الأرانب، وسُميت بأسماء كثيرة مثل "أشفتفية"، ويُعد الفينيقيون هم من أسموها بذلك، والمسلمون أطلقوا عليها اسم الأندلس، ثم إسبانيا.[٢]
تُعد اللغة الإسبانية لغة رسمية لاثنين وعشرين دولة وأكثر، ومن الدول المتكلمة بها الأرجنتين، ويعود أصل هذه اللغة إلى اللغة اللاتينية، وعندما فتح المسلمون إسبانيا امتزجت كلماتها بمفردات عربية، وبلغت أعداد الكلمات العربية التي دخلت على اللغة الإسبانية أربعة آلاف كلمة، ومن أبرز هذه الكلمات كلمة أُطلقت على رواية شهيرة، وهي "الخيميائي"، وتحتل اللغة الإسبانية المركز الثاني كأكثر لغة مُتكلمة بعد اللغة الصينية، إذ تبلغ نسبة المتكلمين بها ما يُقارب ال 567 مليون فرد، ويوجد عليها إقبال هائل لتعلمها، وبالأخص الصغار في عمر الدراسة، كما احتلت المركز الثالث كأكثر لغة يُبحث عنها على شبكة الإنترنت، وهي لغة رسمية في الاتحاد الأوروبي.[٢]
تاريخ إسبانيا
أقام في إسبانيا شعب السلتيون، وشعب الأيبيريون، بعدها استوطن البلاد الرومان، وظلوا مُسيطرين عليها إلى أن فُتحت من قبل المسلمين في القرن الثامن الميلادي، ونشأت فيها حضارة اعتُبرت من أعظم الحضارات في التاريخ، فسمى المسلمون إسبانيا آنذاك باسم الأندلس، وكانت ذروة ازدهارها وقتها، واتُخذت مدينة قرطبة عاصمة للخلافة الإسلامية في الأندلس، وكانت مضرب المثل في التطور والتقدم والغنى، وأسس الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل دولة الإسلام في الأندلس، وتلاه في ذلك عبد الرحمن الناصر الذي عمد إلى تثبيت أركان الدولة الإسلامية هناك بتأسيسه لمدينة الزهراء، وجاء بعده القائد محمد بن أبي عامر الذي أسس مدينة الزاهرة، وبدأ بعدها زمن ملوك الطوائف، وفي هذه الفترة أخذت الأندلس بالضعف، فكان ملوك تلك الفترة يُركزون على مصالحهم الشخصية، فاختلفوا فيما بينهم، وكادوا المكائد لبعضهم، وظلوا كذلك إلى أن جاءت فئة يُقال لهم المرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين، تلاهم الموحدون الذين عمدوا إلى توحيد الأراضي الإسلامية، وجاء بعدهم ملوك الطوائف مرة ثانية، وأصبحت الإمارات تسقط بتتابع، ولم يتبق سوى إمارة واحدة للمسلمين، وهي إمارة غرناطة، وسقطت غرناطة عام 1492 بعد أن أعطى أبو عبد الله الصغير مفاتيحها للجيش القشتالي، وهو آخر ملوك غرناطة.[٣]
عمدت القوات المشتركة من القشاتلة والأرغون إلى طرد عدد كبير من المسلمين من الأندلس في الوقت الذي أُقيمت فيه محاكم التفتيش، ثم استعملت كلمة إسبانيا للدلالة على المملكتين، وكان ذلك سنة 1793 للميلاد، ونتج عن الاحتلال الفرنسي تخريب البلاد وانقسامها، وانتهى حكم الجنرال ميغيل بريمو ريفيرا الدكتاتوري عام 1931، بعدها اندلعت حرب أهلية أدت إلى موت عدد كبير من الأهالي تجاوز ال 500.000 فرد، وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية عُزلت إسبانيا من الناحية السياسية والاقتصادية، فلم تكن عضوًا في الأمم المتحدة، وعندما توفي رئيس الجمهورية فرانكو نُصِّب خوان كارلوس كملك لإسبانيا، وعدل دستور البلاد عام 1978، فأصبحت مملكة، ولا زالت إلى يومنا هذا.[٣]
السياحة في إسبانيا
تُعد إسبانيا من أجمل الدول السياحية في العالم، فهي تشتمل على كثير من المناطق السياحية الخلابة، فهناك الشواطئ الزرقاء، والمدن التاريخية، والقرى الجميلة، والآثار التي تعود إلى عصور قديمة جدًّا تسبق العهد الروماني، والقلاع التي تعود إلى القرون الوسطى، وهناك أيضًا كثيرًا من المطاعم والمقاهي الراقية، فهي مزيج جاذب من المعالم الثقافية والطبيعية، وفيما يأتي أبرز الأماكن السياحية في إسبانيا:[٤]
- بلدة بيسالو: توجد بلدة بيسالو في مقاطعة جرندة التي تتبع منطقة كتالونيا في الجهة الشمالية الشرقية لإسبانيا، وتصل مساحة البلدة إلى 4.9 كيلومتر مربع، وقد كانت بيسالة مركزًا أساسيًّا في العصور الوسطى، فقد كانت تتفرد بعمارة تلك العصور، وهي غنية بالكنائس القديمة من أبرزها كنيسة سانت بيري التي تعود إلى القرن الثاني عشر، وكنيسة سانت ماري، وكنيسة المستشفى القديمة، والحمامات اليهودية، فهي مليئة بالمباني القديمة، والشوارع الضيقة الجاذبة للسياح.
- بلدة فريخيليانا: توجد بلدة فريخيليانا في مقاطعة مالقا التي تتبع أندونيسيا في الجهة الجنوبية من إسبانيا، وتصل مساحتها إلى 41 كيلومتر مربع، وتُعد من أجمل الأماكن في إسبانيا، وهي ذات تاريخ حافل بالأحداث، وفريخيليانا تمتلك مجموعة مُتشابكة من المتاهات، إذ إنها مليئة بالشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى، والبيوت ذات اللون الأبيض المُصطفة على كلا الجانبين، والبلكونات الحديدية المشتملة على أُصص نباتات من ورود خزامى، وياسمين، ويوجد بها نافورة قديمة تُسمى بنافورة "فوينتي فيجا"، وكنيسة "سان أنطونيو"، وصومعة "ريال إكسبوسيتو"، وكنيسة "سانتو كريستو لاقانا"، إضافة إلى عدد من الحدائق، والمتاجر الراقية المختصة ببيع الفخار والسيراميك والخزف ذي التصميم العربي، والمطاعم، والمقاهي على الأسطح تُوفر إطلالات خلابة على الطبيعة.
- ليكيايتايو: توجد ليكيايتايو في مقاطعة بيسكاي الموجودة في الباسك من الجهة الشمالية لإسبانيا، وكانت بالأصل قرية صغيرة مُخصصة لصيد السمك، وتوجد فيها شواطئ جميلة ومقاهي ومطاعم تُقدم أطعمة بحرية متنوعة لذيذة الطعم، وكنائس قديمة، وهناك أيضًا كنيسة ترجع إلى القرن الخامس عشر للميلاد اسمها كنيسة سانتا ماريا، وهي ملائمة للسياحة في فصل الصيف بسبب مناخها المعتدل الجذاب.
المراجع
- ↑ "أين تقع إسبانيا"، معلومات، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-19. بتصرّف.
- ^ أ ب روان مرسي، "ما معنى دوله اسبانيا"، الموسوعة العربية الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-19. بتصرّف.
- ^ أ ب "تقرير عن السياحة في اسبانيا و اجمل مدن اسبانيا السياحية"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-19. بتصرّف.
- ↑ "."، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-19. بتصرّف.