آثار الطلاق على الأطفال

ما هو الطلاق؟

يُعرَّف الطلاق بأنَّه الحالة التي ينفصل بها الزوجان عن بعضهما بسبب عدم وجود الأسباب الكافية لاستمرار الحياة فيما بينهم، وممّا لا شك فيه أنَّ أهم ما يطمح إليه الإنسان في حياته سواءًا كان ذكرًا أو أنثى هو العيش بهدوء واستقرار، والحصول على عائلة خاصة به يستطيع من خلالها الاستمرار في حياته بطمأنينة، ولكن من الممكن أن يتعرَّض الفرد إلى الكثير من الضغوط الحياتيَّة، والمشاكل الشخصيَّة التي يصعب معها العيش بسكينة، ولذلك يقع الطلاق بين الزوجين، ومن الجدير بالذكر أنَّ الدوافع الرئيسيَّة التي تؤدّي للطلاق تختلف من حالة إلى أخرى، فبعض حالات وقوع الطلاق تكون بسبب عدم وجود المشاعر اتجاه الطرف الآخر أو انعدام التفاهم والانسجام فيما بينهما، وفي حالات خاصّة يكون بسبب تدخلات خارجيَّة، أو تعرُّض أحد الطرفين للخيانة الزوجية من الطرف الآخر، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ الطلاق يؤثّر سلبًا على حياة كلّ من الرجل والمرأة والأبناء، كما أنَّه يؤثِّر على المجتمع بأكمله، ومن خلاله يتغيَّر سلوك ونفسيَّة كل فرد من أفراد العائلة، وفي هذا المقال حديث عن آثار الطلاق على الأطفال[١].


ما هي آثار الطلاق على الأطفال؟

توجد مجموعة من الآثار السلبيَّة لوقوع الطلاق على الأطفال، ومنها[٢][٣]:

  • يتعرَّض الأطفال بعد وقوع الطلاق بين الزوجين إلى الكثير من الضغوط النفسيَّة التي تؤدّي إلى اضطرابات واضحة في السلوك الخاص بهم، وتراجع في مستواهم الأكاديميّ والتعليميّ، بالإضافة إلى التشتُّت الفكريّ والضياع بين مشاكل ذويهم.
  • يتولَّد بداخل الأطفال الخوف من فقد أحد والديهم بعد وقوع الطلاق، فيُصبحون في حالة من القلق الدائم والتوتر العصبيّ؛ نتيجة لانفصال ذويهم عن بعضهم، كما أنَّ الطفل يفتقد كثيرًا لحنان والدته ورعاية والده، وسيؤدّي ذلك إلى الكثير من المشاكل النفسيَّة والسلوكيَّة.
  • يُصبح الأطفال بعد وقوع الطلاق أكثر عرضةً للانحراف الأخلاقيّ والتشرَّد، ويرجع ذلك إلى عدم وجود الرعاية الكافية والاهتمام، والحرص ضمن بيئةً عائليَّةً مستقرةً على كافّة الأصعدة، وبالتالي قد يفقد الأطفال فرصتهم بالعيش باستقرار نفسيّ.
  • يظهر التغيير السلبيّ في التحصيل الدراسيّ للأطفال، ورغبتهم في التواجد مع أقرانهم والانعزال الدائم، والابتعاد قدر الإمكان عن الناس لتجنُّب الأسئلة المحرجة والمضايقات المستمرة.
  • تأثّر شخصيّة الطفل، وتحميله مسؤوليّةً أكبر من عمره، فقد تعرّضه التجربة للدخول في أسباب الانفصال، وقد يُحمّل نفسه سببه.
  • تراجع تعبير الطفل عن مشاعره تبعًا لشعوره بعدم الثقة والخوف، أو ربما قد يُعبّر بطريقة فعليّة؛ كالغضب، أو الضرب، أوالصراخ.
  • صعوبة تقبّل الحياة الجديدة، خاصةً إذا انتقل الطفل من مكانه إلى مكان آخر، أو في حال دخول طرف جديد في حياة أحد الوالدين كالزواج.
  • شعور الطفل بالسخط والحقد على الوالدين، أو أحدهما إن كان متسببًا بذلك.


ما هي آثار الطلاق على المجتمع؟

توجد مجموعة من الآثار السلبيَّة لوقوع الطلاق على المجتمع، ومنها[٤]:

  • يُولِّد وقوع الطلاق الكثير من مشاعر الكره والحقد والغضب عند كل من الزوجين، وعند عائلة كل منهما، وبالتالي قد يؤدّي ذلك إلى وقوع الخلافات والمشاحنات فيما بينهم باستمرار، وفي حال كان الزوجان من عائلة واحدة سيتسبَّب ذلك في انقطاع صلة الرحم.
  • يترتَّب على وقوع الطلاق الكثير من التكاليف والمصاريف سواءًا المنصوص عليها في عقد الزواج، أو أتعاب المحامي في حال كانت قضية الطلاق في المحكمة، وستؤدّي هذه الضغوط الماليّة إلى الكثير من المشاكل النفسيَّة عند كل من الزوجين.
  • يتفكَّك أفراد العائلة عن بعضهم عند وقوع الطلاق، ومن الجدير بالذكر أنَّه في حال عدم وجود رعايةً حقيقيَّةً للطفل من والده ووالدته قد يؤدّي ذلك إلى انحرافه أخلاقيًّا، وتغيُّر سلوكه سلبيًّا بطريقة واضحة؛ نتيجةً للظروف العائليَّة غير المستقرّة، وبالتالي زعزعة أمن المجتمع.


كيف تحمين أطفالكِ من آثار الطلاق؟

خلال خوضكِ سيّدتي للطلاق، عليكِ أن تتجنّبي قدر الإمكان تأثيره السلبيّ، سواءً عليكِ، أو على أطفالكِ، وفيما يأتي نُقدّم لكِ الطريقة التي تستطيعين فيها حماية أطفالكِ من آثار الطلاق السلبيّة[٥]:

  • اعملي على توضيح مفهوم الطلاق أو الانفصال لأطفالكِ بطريقة بسيطة ولا تتعمّقي فيه، إذ يجب أن تبقي الأطفال خارج بيئة الطلاف قدر الإمكان، وتوضّحي لهم فكرة أنّ الانفصال يكون بين الأبوين، وليس في العلاقة التي تربط أحد الأبوين مع أطفاله.
  • احرصي على طمئنة أطفالكِ بإخبارهم بأنّ ما يحدث ليس بسببهم، وذلك لتبرئتهم من شعورهم بالذنب؛ فتبعًا للتجارب فإنّ كثيرًا من الأطفال لا يدركون أسباب الطلاق، ويعتقدون أنّه حدث بسببهم أو أنّه عقاب لهم.
  • لا تتحدّثي عن الطرف الآخر أمام الأطفال بطريقة سيّئة؛ فذلك قد يعرّض أطفالكِ لصدمة لا يمكنهم تقبّلها تجاه الطرف الآخر، عدى عن أنّه لا يجب عليكِ الحديث بسوء عن الطرف الآخر في أيّ وقت، فانتهاء العلاقة لا يعني انتهاء الأخلاق.
  • حاولي الحفاظ على علاقة طبيعيّة بينكِ وبين زوجكِ السابق، فهذا من أجل مصلحة أطفالكِ، على الرغم من أنّه أمر صعب، وليس سهلًا، إلّا أنّه الأفضل للأطفال، حتى يستطيعوا تمضية الوقت من الأب بدون الشعور بالذنب من أجلكِ.


المراجع

  1. "آثار الطلاق على المجتمع"، annajah، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2020. بتصرّف.
  2. " الطلاق.. وتأثيره على الأطفال "، التغيير، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2020. بتصرّف.
  3. "عمر الطفل يحدد درجة تأثره بالطلاق"، الأهرام، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2020. بتصرّف.
  4. " آثار الطلاق على (الرجل-المرأة-الأطفال-المجتمع) "، الحوار، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2020. بتصرّف.
  5. "How To Do Divorce Without Wrecking Your Children", scarymommy, Retrieved 5-4-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :