أجمل ماقيل عن الأم في الشعر

كلام شعر عن الأم

  • قال أبو العلاء المعري:[١]

العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ

والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ

وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ

أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ


  • قال إبراهيم المنذر:

أَغرى امرؤٌ يومًا غلامًا جاهلًا

بنقودهِ حتى ينالَ به الوطرْ

قال ائتني بفؤادِ أُمِّكَ يا فتى

ولكَ الدراهمُ والجواهرُ والدُّررْ

فمضى وأَغمدَ خنجرًا في صدرِها

والقلبَ أخرجَهُ وعادَ على الأثرْ

لكنهُ من فرطِ دهشتهِ هوى

فتدحرجَ القلبْ المعفرُ إِذا عثرْ

ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو معفرٌ

ولدي حبيبي هل أصابَكَ من ضررْ

فكأَنَّ هذا الصوتَ رغمَ حُنُوِّهِ

غضبُ السماءِ على الولدِ انهمرْ

فاستسلَّ خِنْجَرَه ليطعنَ نفسهُ

طعنًا سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ

ناداهُ قلبُ الأمِّ كفَّ يدًا ولا

تطعنْ فؤادي مرتينِ على الأثرْ


  • قال نزار قباني:

طفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر ولم أعثر..

على امرأة تمشّط شعري الأشقر

وتحمل في حقيبتها.. إليّ عرائس السكر

وتكسوني إذا أعرى وتنشلني إذا أعثر

أيا أمي.. أيا أمي.. أنا الولد الذي أبحر


  • قال معروف الرصافي:

أوجـب الـواجبـات إكرام أمـي

إن أمـــي أحــق بـالإكـرام

حملتني ثقلًا ومن بعد حملي

أرضعتني إلى أوان فطامي

ورعتني في ظلمة الليل حتى

تركت نومها لأجل منامي

إن أمي هي التي خلقتني

بعد ربي فصرت بعض الأنام

فلها الحمد بعد حمدي إلهي

ولها الشكر في مدى الأيام


  • قال ابن الجوزي:

زُر والِديكَ وقِف على قبريهما

فكأنني بك قد نُقلتَ إليهما

لو كنتَ حيث هما وكانا بالبقا

زاراكَ حبْوًا لا على قدميهما

ما كان ذنبهما إليك فطالما

مَنَحاكَ نفْسَ الوِدّ من نفْسَيْهِما

كانا إذا سمِعا أنينَك أسبلا

دمعيهما أسفًا على خدّيهما

وتمنيّا لو صادفا بك راحةً

بجميعِ ما يَحويهِ مُلكُ يديهما

فنسيْتَ حقّهما عشيّةَ أُسكِنا

تحت الثرى وسكنتَ في داريهما

فلتلحقّنهما غدًا أو بعدَهُ

حتمًا كما لحِقا هما أبويهما

ولتندمّنَّ على فِعالِك مثلما

ندِما هما ندمًا على فعليهما

بُشراكَ لو قدّمتَ فِعلا صالحًا

وقضيتَ بعضَ الحقّ من حقّيهما

وقرأتَ من ءايِ الكِتاب بقدرِ ما

تسطيعُهُ وبعثتَ ذاكَ إليهما

فاحفظ حُفظتَ وصيّتي واعمل بها

فعسى تنال الفوزَ من بِرّيهما


الأمُّ مدرسةٌ إِذا أعدَدْتَها

أعددْتَ شعبًا طيبَ الأعراقِ

الأمُّ روضٌ إِن تعهَدَه الحيا

بالرِّيِّ أورقَ أيما إِيراقِ

الأمُّ أستاذُ الأساتذةِ الألى

شغلتْ مآثرهم مدى الآفاقِ


شعر عن الأم لماجد البلداوي

يا سيدَة الحب.. يا كلَّ الحب

يا سيدةَ القلب.. كلَّ القلب

كيف أوزّع وجعي،

والحلمُ الورديُّ يهددني باليقظةِ..

يا منْ أمطرتِ الأرضَ

بهذا الجريان،

أمي سيدةُ الروحِ، العمرِ

يا فيضَ حنانْ

يا سورةَ رحمن في إنسانْ

يا قدّاسا يمنحُ للجنةِ كل فتوتها،

ويلون تاريخ الأشياء بلمسة إيمان

يا أمي... كيف أسطر حرفي،

هل تكفي عنك قصيدة شعر واحدة

أو ديوان..

أنتِ نبيّةُ حزني، فرحي

عاصمةُ الأحزان

يا أكبرَ من كل حروفي

من كل أناشيدي

يا أكبرَ من نافذة الغفران

قد أعطاكِ اللهُ ويعطيكِ الحكمةَ، يعطيكِ السلوانْ

سأقبّل أسفلَ قدميكِ القدسيينِ

كي أحظى بالجنةِ،

يا سيدةَ الحبِ وعاصفة الوجدان

أستغفركِ الآنَ وأطلبُ غفرانكِ،

أطلبُ غفرانَ الله على كفيكِ،

فأمطري الغيمَ،

وشدّي أزري

أزرَ الروح....

روحي متعبةٌ وخطاي خفافًا يوطؤها الحرمانْ

وأنا مازلتُ أنا

أحبو تحتَ ظلالِ الدهشةِ،

اتلو ما يتيسّر لي من شغفٍ أو أحزانْ،

أمي يا كلَّ جنانِ الأرض

يا أكبرَ عنوان

آهٍ كيفَ أسدّدُ كلَّ ديوني نحوكِ

وأنا ثمة خطأ أو خطآن


شعر عن الأم لغازي القصيبي

أتذكُرينَ صبيًّا عادَ مُـكتهلا

مسربلًا بعذابِ الكونِ.. مُشتملا؟

أشعاره هطلتْ دمعًا... وكم رقصتْ

على العيونِ، بُحيراتِ الهوى، جَذلا

هُفوفُ! لو ذقتِ شيئًا من مواجعهِ

وسّدتِهِ الصدرَ.. أو أسكنتِه الخُصَلا

طال الفراقُ.. وعذري ما أنوءُ بهِ

يا أمّ! طفلُكِ مكبولٌ بما حَمَلا

لا تسألي عن معاناةٍ تمزّقني

أنا اخترعتُ الظما.. والسُّهدَ.. والملَلا

هل تغفرينَ؟ وهل أمٌّ وما نثرتْ

على عقوقِ فتاها الحبَّ والقُـبُـلا

ضربتُ في البحرِ.. حتى عدتُ منطفئًا

وغصتُ في البرّ.. حتى عدتُ مشتعلا

أظمأ.. إذا منعتني السحبُ صيِّـبَـها

أحفى.. إذا لم تُردني الريحُ مُنتعلا

ويستفزُّ شراعي الموجُ... يلطمُهُ

كأنّه من دمِ الطوفانِ ما غُزلا

ورُبَّ أوديةٍ.. بالجنِّ صاخبةٍ

سريتُ لا خائفًا فيها... ولا عَجِلا

تجري ورائي ضباعُ القفرِ.. عاويةً

والليثُ يجري أمامي.. يرهبُ الأجَلا

كأنّما قلقُ الجُعْفيّ.. يسكنني

هذا اللي شَغَلَ الدنيا.. كما شُغِلا

يا أمُّ عانيتُ أهوالًا.. وأفجعُها

مكيدةُ الغدرِ في الظلماءِ مُختتِلا

أواجهُ الرمحَ في صدري.. وأنزعهُ

والرمحُ في الظهرِ.. مسّ القلبَ.. أو دخلا

ألقى الكُماةَ بلا رُعبٍ.. ويُفزِعُني

هجرُ الحبيبِ الذي أغليتُهُ.. فسَلا

أشكو إليكِ حسانَ الأرضِ قاطبةً

عشقتهنّ.. فكانَ العشقُ ما قتَلا

ويلاهُ من حرقةِ الولهانِ... يتركُهُ

مع الصبابةِ.. شوقٌ ودّع الأملا

أشكو إليكِ من الستّينِ ما خَضبَتْ

من لي بشيبٍ إذا عاتبتهُ نَصَلا ؟!

تهامسَ الغيدُ "ياعمّي!" فوا أسفًا

أصيرُ عمًّا.. وكنتُ اليافِعَ الغَزِلا

لا تعجبي من دماءِ القلبِ نازفةً

واستغربي إن رأيتِ القلبَ مندمِلا

يا أمُّ! جرحُ الهوى يحلو.. إذا ذكرتْ

روحي مرارةَ شَعبٍ يرضَعُ الأَسَلا

يفدي الصغارُ بنهرِ الدمِّ مَقدسنا

مالي أقلّبُ طرفي.. لا أرى رجلا؟!

أرى الجماهيرَ.. لكن لا أرى الدُوَلا

أرى البطولة.. لكن لا أرى البطلا

لا تَذكري.. لي صلاحَ الدين.. لو رجعتْ

أيَّامُه.. لارتمى في قبرهِ خجَلا

أين الكرامةُ.. هل ماتتْ بغُصّتِها؟

أين الإباءُ.. أملَّ الجُبْنَ.. فارتحلا؟

عجبتُ من أمّةِ القرآنِ.. كيفَ غَدَتْ

ضجيعةَ الذُلِّ.. لا ترضى به بدَلا

أسطورةُ السِلْمِ.. ما زلنا نعاقرُها

يا مَنْ يصدّق ذئبًا صادقَ الحَمَلا !

حمامةُ السِلمِ.. حُلمي أن أقطعها

وأن أعود بصقرٍ يقنصُ الوَجَلا

"شارونُ" نحن صنعناهُ بخشْـيـَتـِنا

كم خشيةٍ صنعتْ من فأرةٍ جَبَلا

تعملقَ القِزْمُ.. لمّا قُزّمت قِمَمٌ

واستُنْسِختْ نملةٌ في ذُعرنا جَمَلا

هاتِ الفؤادَ الذي ثارَ اليقينُ بهِ

واقذفْ بيَ النصرَ.. أو فاقذف بيَ الأجَلاَ

أمَّ النخيل !... هبيني نخلةً ذَبُلتْ

هل ينبتُ النخلُ غضًّا بعد أن ذَبـُلا؟!

يا أمُّ.. رُدّي على قلبي طفولَته

وأرجعي لي شبابًا ناعمًا أفِلا

وطهّري بمياهِ العينِ.. أوردتي

قد ينجلي الهمُّ عن صدري إذا غُسـِلا

هاتي الصبيَّ... ودُنياه.. ولُعبـَتـَه

وهاكِ عُمري... وبُـقيا الروحِ والمُـقَلاَ


شعر قصير عن الأم لكريم معتوق

وصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ

والشـعرُ يدنو بخـوفٍ ثم ينـصرفُ

مــا قــلتُ والله يـا أمـي بـقـافــيـةٍ

إلا وكـان مــقـامـًا فــوقَ مـا أصـفُ

يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها

غـيـمٌ لأمي علـيه الطـيـبُ يُـقتـطفُ

والأمُ مـدرسـةٌ قـالوا وقـلتُ بـهـا

كـل الـمدارسِ سـاحـاتٌ لـها تـقـفُ

هـا جـئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي

كـأنـما الأمُ في اللاوصـفِ تـتصفُ

إن قلتُ في الأمِ شعرًا قامَ معتذرًا

ها قـد أتـيتُ أمـامَ الجـمعِ أعـترفُ[٢]

المراجع

  1. "العيش ماض فأكرم والديك به"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2020. بتصرّف.
  2. "الأم"، أدب، اطّلع عليه بتاريخ 11-5-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :