اسرع مركبة فضائية في العالم

ارتياد الفضاء

حلم بلوغ الفضاء وارتياده يلاحق الإنسان منذ القِدم؛ فقد تمكَّن منذ عام 1609م من بدء استكشاف السماء وصب جل الاهتمام عليها من خلال الأدوات البسيطة؛ فجاء العالم الفلكي الإيطالي غاليليو غاليلي بأداة التلسكوب التي استخدمت لرصد مكونات الفضاء؛ فتمكَّن من مشاهدة تلك الحفر والجبال الموجودة فوق سطح القمر، واستمر الحلم بالتطورِ جيلًا تلو الآخر حتى تمكن الإنسان من وصول سطح القمر؛ فقد بلغ عدد الواصلين إلى هناك 12 رجلًا على الأقل، إلى جانب تحقيق نجاح العديد من الرحلات غير المأهولة إلى القمر والكواكب، وفي كل مرة يُكتشَف أمر جديد من بينها 150 نجمًا خارج مجموعة النظام الشمسي؛ وقد اكتُشِف ذلك في غضونِ الأعوام العشرة الماضية، ومن المتعارف عليه أن الدول العظمى قد دخلت في حرب باردة بالتنافس فيما بينها بمن يحقق تقدمًا أكبر ويأتي بالمركبة الفضائية الأمثل والأسرع تاريخيًا وعالميًا، وفي هذا المقال سيتم التعرف على أسرع مركبة فضائية في العالم والتاريخ^[١].

أسرع مركبة فضائية في العالم

• مركبة باركر:

في شهرِ آب سنة 2018م أعلنت وكالة ناسا استعدادها رسميًا لإطلاقِ مسبارٍ فريد من نوعه ليكون أسرع مركبة فضائية في العالم أجمع؛ إذ من المتوقع أن يصل المسبار إلى تفاصيل الغلاف الشمسي للتعرف على الجو في الإشعاع الشمسي والفضاء عامةً، وتُعد هذه المركبة هي الأولى من بين المركبات الفضائية التي ستصل لأقرب نقطة حول كوكب الشمس، ويشار إلى أن المعلومات المتداولة قد أشارت إلى قدرة المركبة على قطع مسافة تتجاوز 6 ملايين كيلو متر، أي ما يُقارب 690 ألف كيلو متر في غضونِ الساعة الواحدة^[٢].

بالإضافةِ إلى ما تقدّم فإن وكالة ناسا كانت حريصةً على منح أسرع مركبة فضائية في العالم تسمية عالم الفيزياء الشهير يوجين باركر؛ وذاع صيت المركبة Parker Solar Probe كثيرًا حتى تجمهرت حشود الأميركيين لمشاهدةِ اللحظة الحاسمة في إطلاق المركبة نحو الفضاء في 11 أغسطس سنة 2018 في منطقة كيب كانافيرال في ربوع ولاية فلوريدا في أمريكا، إلا أن المعضلة كانت حدوث عطل فني قبيل حلول الوقت المحدد للإطلاق، فأُلغيت الرحلة المقررة لذلك، وقد عاودت الوكالة إطلاقه مجددًا في فجرِ يوم 12 أغسطس وسط حشود المتفرجين؛ وقد التصقت به عبارات "المس الشمس"^[٣].

• مركبة Breakthrough Starshot:

حملت هذه المركبة لقب أسرع مركبة فضائية في العالم سنة 2016 م، وقد جاء ذلك بعد أن رُصِدت مبالغ مالية طائلة تتجاوز 100 ملون دولار لإطلاقها معتمدةً على مبدأ شعاع الضوء في إرسال مراكب نانو كرافت؛ ويكون ذلك بسرعةٍ تصل إلى 20% من سرعة الضوء، ومن الممكن أن تستغرق رحلتها 20 سنةً لتصل إلى ألفا سنتواري، وقد جاء ذلك ضمن نطقِ برنامج الأبحاث والهندسة الذي يُشرف عليه المليونير الروسي ومستثمر الإنترنت يوري ميلنر وعالم الكونيات المشهور ستيفن هوكينغ بالإضافة إلى انضمام مؤسس فيسبوك مارك زكبيرغ إليهما لإكمال المشروع وتحفيزه على اكتشافِ كل ما هو جديد في الكون.

مكونات المركبة الفضائية

تأتي هذه المبادرة لغاياتِ الإتيان ببرنامج بحثي يسهم في توطيد وترسيخ جذور مفهوم النانوكرافت المدفوع بالضوء وتعزيزه في عالم التكنولوجيا كاملًا، فمن الممكن للمركبة أن تتجاوز وتنطلق بنحو 20% من سرعة الضوء وتبدأ برصد صور الكواكب المتوقعة وتلتقطها وتقدِّم معلومات وبيانات علمية قيمة في أقرب نظام كواكب بالنسبة للأرض؛ والمتعارف عليه بأنه ألفا سنتواري، ومن الجديرِ بالذكرِ أن أسرع مركبة فضائية في العالم قد تصل إلى بُعدٍ يتجاوز 25 تريليون ميل على الأقل؛ أي ما يساوي 4.37 سنةً ضوئيةً، وتتمتع المركبة بالقدرة على الطيران بأضعافِ سرعة المركبات الأخرى بنحو 1000 مرة، ومن المتوقع أن يعود ذلك بالنفع العظيم على وادي السيليكون من تطورات وإنجازات عظيمة، وتتألف النانوكرافت المستخدمة في تصنيع المركبة مما يأتي^[٤]:

• ستارشيب، يزود برقاقة يصل وزنها إلى غرام مزودة بالكاميرات وإمدادات الطاقة بالإضافة إلى دفاعات الفوتون، كما أنها تمد المركبة بمعدات الاتصال والملاحة اللازمة، ويعتمد المسبار الفضائي عليها كليًا لاستمداد طاقته.
• الشراع الضوئي، من التقنيات المتطورة في تكنولوجيا النانو، تُصدر مواد رقيقةً وذات وزن خفيف للغاية، ومن الممكن أن تساهم في تصنيع أشرعة ذات مساحة مترولا.
• اللايت بيمر، وهي تلك القوة الفائقة متدنية تكلفة الليزر، ويتناسب ذلك مع قانون مور.
• الأشعة المرحلية لليزر، إذ يتجاوز 100 جيجا واط.

المراجع

1. ↑ Ahmed Ragab، "ارتياد الفضاء"، بحث علمي، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
2. ↑ "أسرع مركبة فضائية في تاريخ الإنسان تسافر إلى الشمس"، bbc عربي، 10-8-2018، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
3. ↑ "ناسا تطلق أسرع مركبة فضائية في التاريخ في مهمة لـ”لمس الشمس”"، روتانا، 12-8-2018، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
4. ↑ "مستثمر الإنترنت ورجل الخير في مجال العلوم يوري ميلنر والفيزيائي ستيفن هوكنغ يعلنان عن مشروع اختراق ستارشوت "، دنيا الوطن، 14-4-2016، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.