أكبر كوكب في المجموعة الشمسية

توجد ثمانية كواكب تشكل نظامنا الشمسي في مجرة درب التبانة، وتدور جميع الكواكب حول الشمس، وفي البداية كان يعتقد أنه يوجد تسعة كواكب، وعندما اكتشف بلوتو في 1930 تأكّد الأمر، ومع ذلك خُفّض بلوتو في التسعينات إلى وضع كوكب قزم بدلًا من كوكب حقيقي، أما بالنسبة لأكبر كوكب في المجموعة الشمسية فهو المشتري الذي يبلغ قطره 69.911 كيلومترًا، ويُعد كوكب المشتري أكبر من كوكب الأرض ب11.2 مرة، ويعد كوكب المشتري كوكبًا عملاقًا لدرجة أن جميع الكواكب الأخرى في النظام الشمسي يمكن أن تنسجم معه، ويعود أصل تسميته إلى ملك الآلهة الروماني.

تجدر الإشارة إلى أن الغلاف الجوي يتكون من غازات الهيدروجين والهيليوم، أما سطح كوكب المشتري فيتكون من محيط من الهيدروجين السائل، ويحتوي على أقوى غلاف مغناطيسي من بين جميع الكواكب الأخرى، أي ما يقارب 20.000 مرة من كوكب الأرض، ويدور المشتري حول محوره أسرع من أي كوكب آخر في أقل من 10 ساعات فقط، ويحتوي على ثلاث حلقات باهتة تتكون من جزيئات الغبار والتي تنتج عن تأثير المذنبات والكويكبات^[٢].

البعد والدوران

يبعد كوكب المشتري عن الشمس مسافة مقدارها 778 مليون كيلومترًا، وهو الكوكب الخامس من ناحية البعد عن الشمس، كما أنه الكوكب الثاني من ناحية اللمعان الظاهري، إذ يحتل كوكب الزهرة المرتبة الأولى، وهنا تجدر الإشارة أنَّه يحتوي على 63 قمر أكبرها هي جانميد وكالستو وآيو وأوروبا التي اكتشفت من قبل غاليلو غاليلي بمجرد أنَّه نظر إلى المشتري لأول مرة من خلال التلسكوب، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الكوكب مميز بشكله الهندسي الكروي المفلطح من ناحية القطبين، وهو منتفخ عند الاستواء، كما يدور في مدار إهليجي واسع حول الشمس، وتكتمل الدورة كل 12 عامًا تقريبًا بسبب بعده عنها، كما أنه يدور حول نفسه بسرعة، وتتطلب فترة دورانه مسافة زمنية مقدارها 10 ساعات تقريبًا^[٣].

كما يسود الكوكب جو سميك ممتلئ بغاز الأمونيا، وحديثًا وجدت السحب الكثيفة فيه، كما قُدّرَت سماكتها بحوالي 35 كيلومترًا، وتُغلق سطح المشتري، وتظهر على شكل أحزمة رقيقة متعددة تُوازي خط الاستواء، كما تتكون من التربة والحجارة التي تكونت بفعل تفكك قمر من أقمار المشتري التي تدور حوله، ووجد الباحثون أنَّه توجد عاصفة كبيرة المساحة تتحرك على سطحه حركة سريعة جدًا كرياح مدمرة مقارنةً بالرياح الموجودة على سطح الكرة الأرضية، وتظهر مثل البقعة الكبيرة التي يتراوح لونها ما بين الأحمر والأصفر والبني^[٣].

الظهور والمشاهدة

قال الكثير من العلماء أنَّ كوكب المشتري يظهر طوال شهر حزيران واضحًا بالنسبة لجميع سكان الكرة الأرضية، ومع ذلك فإنَّ الوقت المفضل لمشاهدة هذا الكوكب هو الوقت الممتد ما بين 10 و12 من شهر حزيران، إذ تتوسط الكرة الأرضية المسافة بينها وبين كوكب المشتري والشمس، ويظهر كل منهما على شكل خط واحد تقريبًا، كما رصد بعض العلماء موعد ظهور المشتري، وقالوا أنه سيظهر يوم الاثنين الموافق 10 حزيران بعد غياب أشعة الشمس، وسيكون بارزًا كجرم سماوي، ويُشاهد بجانب القمر، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ تلك الدراسات كانت عام 2019^[٤].

معلومات عامة عن كوكب المشتري

يُوجد العديد من المعلومات الخاصة بكوكب المشتري، وأبرز تلك المعلومات ما يلي^[٥]:

اكتشف جاليليو كوب المشتري عام 1610 للميلاد، كما اكتشف معه أربعة أقمار أساسية يُطلق على كل منها أوروبا، وأيو، وكاليستو، وجانيميد، وهي تُعرف في الوقت الحاضر باسم أقمار جاليلو، كما تجدر الإشارة إلى أنها لوحظت للمرة الأولى كجرم سماوي يدور حوله أي شيء آخر ما عدا الأرض التي تدور حولها الأقمار على شكل مدارات، وهذه الملاحظة كانت دعمًا ممتازًا وجيدًا للعالم الفلكي البولندي نيكولاي كوبرنيكوس والنظرية الخاصة به التي تُبيّن أن الأرض ليست مركزًا للكون.
انقسام النطاقات الواسعة من المشتري لطبقات مضيئة وأحزمة مظلمة تنتج عن القصف المستمر من الرياح الشرقية القوية إلى الغربية، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ سرعتها تقدَّر بحوالي 650 كيلومترًا في الساعة، وهي تتكون من مناطق السحب البيضاء المتواجدة في الغلاف الجوي العلوي الذي ينتج عن تكوين متجمد ومتبلور من الأمونيا، وتوجد أيضًا فيه غيوم داكنة تحتوي على مواد كيميائية موجودة في الأحزمة المظلمة، ويُوجد فيها سحب زرقاء تظهر على مستوى عميق من الرؤية.
المجال المغناطيسي لكوكب المشتري أقوى 20 ألف مرة من المجال المغناطيسي لكوكب الأرض، وهو ملك المغناطيس في مجموعة الكواكب الشمسية، كما يُوجد حزام قوي جدًا ومكثف من الإلكترونات في هذا الكوكب، كما أنَّ الشحنات الكهربائية تكون في قصف مستمر للنظام المتواجد مع مستوى الإشعاع الذي يكبر عنه ألف مرة تقريبًا، وهو إشعاع قوي لدرجة يُمكنها إلحاق الضرر بالمركبة الفضائية الخاصة بناسا.
استغراق أقل من 10 ساعات من قبل كوكب المشتري بهدف إكمال الدورة الكاملة حول المحور مقارنة بالكرة الأرضية التي تستغرق فترة زمنية مقدارها 24 ساعة، وفي الوقت الحاضر تتطلب عملية الدورات ما بين تسع ساعات و56 دقيقة من كلا القطبين إلى تسع ساعات و50 دقيقة عند خط الاستواء للكوكب العملاق.
قدرة كوكب المشتري على تفجير موجات الراديو الطبيعية القوية، مما يؤدي إلى ظهور الضوضاء التي تستقبل على الأرض من خلال مستقبلات أرضية خاصة بالموجات القصيرة وموجات الراديو.
اكتشاف ثلاث حلقات حول خط استواء كوكب المشتري، مما أدّى لخلق مفاجأة سارة لوكالة ناسا الفضائية عام 1979 للميلاد، وهنا تجدر الإشارة أنَّ تلك الحلقات كانت خافتةً أكثر من حلقات زحل، لذا لم يتمكن العلماء من اكتشافها بالأجهزة الأرضية العلمية.
الغلاف الجوي لكوكب المشتري مكون من مجموعة منوعة من المواد الكيميائية، كما يحتوي الغلاف الجوي على هيدروجين جزيئي بنسبة مقدارها 98.2%، و10.2% هيليوم، وفيما يتعلق بالنسبة المتبقة فهي مكونة من الأمونيا وديوترايد الهيدروجين والميثان والإيثان والماء والهباء الجوي للمياه الجليدية والهباء الجلوي للأمونيا الجليدية والهباء الجوي من الكبريتيدات المائية، وجميع تلك المكوّنات كابوس خطير مرعب للإنسان.

أصغر كوكب في المجموعة الشمسية

توجد طريقتان لتحديد ما هو أكبر أو أصغر كوكب في المجموعة الشمسية، وذلك من خلال معرفة كتلة الجسم أي معرفة مقدار المادة التي يحتوي عليها، ومعرفة حجمه أي معرفة المساحة التي يشغلها، وإنّ أصغر كوكب من حيث الكتلة والحجم على حد سواء هو عطارد، إذ يبلغ قطره 4.879 كم و3.3010 × 1023 كجم، وتبلغ كتلة هذا الكوكب الصغير أقل بحوالي 20 مرة من كتلة الأرض، وقطره أصغر بحوالي مرتين ونصف من قطر الأرض، وهو في الحقيقة أقرب إلى حجم القمر، ورغم أن عطارد هو أصغر كوكب في المجموعة الشمسية؛ إلا أنه أحد أكثر الكواكب كثافة، ويحتوي على نواة كبيرة جدًّا تساهم في هذه الكثافة، ويبلغ قطرها الإجمالي حوالي 4849 كم من الناحية النسبية، ورغم أن كوكب عطارد هو أقرب كوكب إلى الشمس، إلا أنه ليس كوكبًا دافئًا نظرًا لعدم قدرته على الاحتفاظ بالحرارة مثل الأرض لأنه كوكب صخري^[٦]^[٢].

الكواكب مرتبة ترتيبًا تنازليًّا من حيث الحجم

تتفاوت أحجام كواكب المجموعة الشمسية، وهذا بيان لها من الأكبر حجمًا إلى الأقل حجمًا^[٢]:

المشتري: يبلغ قطره 142800 كم، أي أنه أكبر بـ 11.2 مرة من الأرض.
زحل: يبلغ قطره 120.660 كم، أي أنه أكبر بـ 9.5 مرة من الأرض، ويحتل المرتبة الثانية فيما يتعلق بحجم الكوكب، ولا يشمل نصف القطر حلقاته، ويمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة، ويدور حول محوره كل 10 ساعات و34 دقيقة ويدور حول الشمس في 29.4 سنة أرضية، ويتكون الغلاف الجوي فيه من ثلاث طبقات، إذ تتكون الطبقة الأولى في معظمها من جليد الأمونيا، بينما تتكون الطبقة الثانية من جليد الماء، في حين أن مزيجًا من الهيدروجين والكبريت يشكل الجزء الأكبر من الطبقة الثالثة.
أورانوس: يبلغ قطره 51118 كم، أي أنه أكبر من الأرض بـ 4 مرات، واكتُشف على يد العالم البريطاني ويليام هيرشل، إذ كان اكتشافًا غير مسبوق تم في 13 مارس 1781، ويحتل أورانوس المرتبة السابعة من حيث بعده عن الشمس، وهو ثالث أكبر كوكب، وقد اشتق اسمه من الإله اليوناني القديم أورانوس، ويستغرق 17.24 يومًا ليدور في محوره حول الأرض، ويدور حول الشمس في 84 سنة أرضية، ويعد أورانوس والزهرة الكوكبان الوحيدين من بين الكواكب الثمانية المعروفة التي تتبع مسارًا باتجاه عقارب الساعة أثناء الدوران حول الشمس.
نبتون: يبلغ قطره 49.528 كم، أي إنّه أكبر من الأرض بـ 3.8 مرة، وهو أبعد كوكب عن الشمس، واكتُشف في 23 سبتمبر في عام 1846 من قبل يوهان غال، وقد سُهّل هذا الاكتشاف من خلال معلومات مسبقة مقدمة من عالم الفلك الفرنسي أوربين لو فيرير وفلكي بريطاني آخر اسمه جون كوتش آدمز، ويدور نبتون حول الشمس في 164.79 سنة أرضية وله 14 قمرًا وخمس حلقات باهتة.
الأرض: يبلغ قطرها 12.756 كم، وهي خامس أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، وهي أيضًا ثالث أقرب كوكب إلى الشمس، وهي الكوكب الوحيد في الكون الذي يؤوي الحياة، وتبلغ نسبة مساحة الأرض المغطاة بمياه المحيط حوالي 71٪.
كوكب الزهرة: يبلغ قطره 12.104 كم، أي أنه يساوي 95٪ من حجم الأرض، ويشتهر كوكب الزهرة بأنه مشرق في السماء ويكون أحيانًا مرئيًّا من الأرض، وقد زارته العديد من سفن الفضاء على مر التاريخ، وكوكب الزهرة هو كوكب حار للغاية مع متوسط درجة حرارة يصل إلى حوالي 460 درجة مئوية، فضلًا عن وجود سطح جاف وجو يتكون أساسًا من ثاني أكسيد الكربون وهذا يعني أن كوكب الزهرة غير مجهز إلى حد ما للحياة، وهو مغطى بالحمم البركانية.
المريخ: يبلغ قطره 6777 كم، أي ما يقارب نصف حجم الأرض، ويُعرف باسم الكوكب الأحمر، ويتألف جزء كبير من سطح المريخ من الصخور، ومن المحتمل وجود حياة على كوكب المريخ في مرحلة ما، إلا أن العلماء لم يكتشفوا أي دليل على ذلك.
عطارد: يبلغ قطره 4849 كم، أي أنه يساوي 38٪ من حجم الأرض.

فكرة لطفلكِ عن الفضاء

يتعلّم الأطفال بالاعتماد على التجارب العلمية بشكل أفضل من الوسائل الأخرى، وذلك لأنّهم يعتمدون على أكثر من حاسة لاستيعاب المعلومات، مما يُمكّنهم من تثبيتها في أذهانهم بشكل أفضل، لذا يُمكنكِ استخدام هذه التجربة العلمية لتعليم طفلكِ كيفية حركة الكواكب حول الشمس باستخدام أدوات بسيطة:

الأدوات:

صينية دائرية.
قطعتان من الصلصال بلونين مختلفين.

الطريقة:

شكّلي أحد ألوان الصلصال على شكل دائرة، وثبتيها بمنتصف الصينية علمًا أن هذه القطعة ستُمثّل الشمس في التجربة.
اصنعي من قطعة الصلصال الأخرى كرة صغيرة، والتي ستُمثّل دور أحد الكواكب.
ضعي الكرة في الصينية الدائرية، ثمّ حرّكيها حول قطعة الصلصال الأخرى بشكل دائريّ؛ مما سيساعدُ طفلكِ على فهم كيفية حركة الكواكب حول الشمس في مسار ثابت.

المراجع

↑ " Solar system", britannica, Retrieved 20-8-2019. Edited.
^ ^أ ^ب ^ت "What is the Largest Planet in the Solar System?", worldatlas, Retrieved 20-8-2019. Edited.
^ ^أ ^ب "نظام شمسي/المشتري"، ويكي الأطفال، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2019. بتصرّف.
↑ "المشتري يصل أقرب نقطة له إلى الأرض وهكذا يمكنكم مشاهدته"، dw، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2019. بتصرّف.
↑ "10 معلومات مثيرة عن كوكب المشتري"، سحر الكون، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2019. بتصرّف.
↑ Maria Temming (5-7-2014), "What is the smallest planet and largest planet in our solar system?"، skyandtelescope, Retrieved 20-8-2019. Edited.

أكبر كوكب في المجموعة الشمسية

محتويات

المجموعة الشمسية