محتويات
أين تقع مدينة زيورخ؟
مدينة زيورخ أكبر مدن سويسرا، وهي عاصمة كانتون زيورخ (الكانتون تقسيم إداري مثل المحافظات أو الأقاليم)، وتُعدّ زيورخ مركزًا ماليًّا وثقافيًّا وصناعيًّا مهمًّا للدولة، وتقع المدينة في منطقة جبال الألب، في الجهة الشمالية الغربية من بحيرة زيورخ، وتمتدّ المدينة بين سلسلتيْن من تلال الأشجار الحرجيّة على بعد مسافة 60 كيلومترًا تقريبًا من سفوح جبال الألب الشمالية، ويمرّ عبر المدينة نهران، هما نهر ليمات وسهل، وتتكوّن حدود زيورخ الغربية والشمالية الشرقية من جبال الألب، والتي تتضمّن قمّة زيورخ بطول 870 مترًا مع إطلالة مدهشة على البحيرة والجبال والمدينة، وتتميّز زيورخ بكونها منطقةً جبليةً مشجرةً تبلغ مساحتها 88 كيلومترًا مربعًا[١].
تاريخ مدينة زيورخ
فيما يأتي بيان لتطوّر مدينة زيورخ عبر التاريخ[٢]:
- ما قبل التاريخ، كان شعب السلتيك من أوائل شعوب الذين سكنوا مدينة زيورخ، إذ أسّسوا مجتمعهم على الضفة اليمنى لنهر ليمات، إلى أنّ احتل الرومان المنطقة في عام 58 قبل الميلاد، وأخضَعوا المدينة لحكمهم، ونمت زيورخ إلى أن أصبحت مركزًا صغيرًا للجيش الروماني، وبعد انهيار الدولة الرومانية، أصبحت زيورخ في يد (Alemanni)، وهو شعب يعود أصله إلى شمال ألمانيا، ثم بعد ذلك أصبحت المدينة تحت حكم الفرنجة، الذين اتّخذوا من زيورخ مقرًّا ملكيًّا لهم، وعندها بدأت المدينة بالازدهار؛ إذ استقرّ التجار فيها، وساعدها في ذلك موقعها الاستراتيجي الممتدّ عبر طرق التجارة الأوروبية، إلى أن أصبحت زيورخ مدينة مستقلة في عام 1218، وانضمّت إلى الاتحاد السويسري، وهو تحالف يضمّ كانتونات عارضت آل هابسبورغ النمساويّين (أهم العائلات المالكة في أوروبا).
- في عام 1336، أُصدِر دستور يضمَن حرية تشكيل النقابات، الذي يساوي بين طبقتيّ الحرفيّين والنبلاء، وعندما قَوِيت شوكة النقابات، تمكّنت المدينة من الاستقلال، والحصول على حريّتها عام 1400، وفيها تحرّرت المدينة من الالتزامات الضريبية، وازداد نموّها الاقتصادي.
- في عام 1519، بدأ الكاهن هولدريخ زوينكلي، في بثّ الخُطب والمواعظ التي أدّت إلى إصلاحات في المذهب البروتستانتي السويسري، وغيّرت هذه الإصلاحات هوية مدينة زيورخ نفسها، وحوّلتها إلى مدينة متشدّدة وكادحة، محافظة على علاقاتها التجارية ومتواصلة فكريًّا مع المدن البروتستانتية الأخرى، خاصّةً مدينتيّ برن وجنيف، وخلال هذه المرحلة الإصلاحيّة، مَنحَت زيورخ حقّ اللجوء للعديد من سكان شمال إيطاليا وفرنسا، ممّا عزّز النمو الثقافي والاقتصادي للمدينة.
- في عام 1798، ألغى احتلال نابليون لسويسرا النظام السياسي القديم، وأصبحت زيورخ تحت مظلّة جمهورية هيلفتيك، ولكن لم يحب مواطني المدينة الهيمنة التي فرضتها الجمهورية الحديثة، ممّا أدّى إلى صراعات داخليّة في كافة أنحاء المدينة، ولم تنتهي هذه النزاعات إلا في عام 1803، عندما أصبح نابليون كانتون زيورخ، وأصبحت المدينة ذات سيادة مستقلة، واستُبدِل الحكم السياسي للنظام الأرستقراطي، بنظام ديمقراطي ليبرالي عام 1816، أعطى النظام الليبرالي الجديد للمواطنون حق الانتخاب، والمشاركة في السلطة التشريعية، كما أُجريت العديد من الإصلاحات السياسية والتشريعية، التي أخرجت دستورًا ديمقراطيًّا جديدًا للمدينة، يتضمن انتخاب المواطنين لحكومة الكانتونات، ووضع زمن محدد لفترة للرئاسة، وقد جعل هذا الدستور من مدينة زيورخ مثالًا يُحتذى به من قِبل المدن السويسرية الأخرى، وبهذه الخطوة أصبحت المدينة جاهزة للدخول إلى العصر الصناعي الحديث، واستُبدِلت الزراعة وصناعة المنسوجات تدريجيًّا بالصناعات الصغيرة، مما ساهم في توسّع اقتصاد المدينة.
- في عام 1833، أُسّست جامعة زيورخ، والتي تُعدّ أول جامعة في أوروبا تدرّس الطالبات الإناث، وقد خرج من مدينة زيورخ العديد من المبدعين والمخترعين في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب، مثل ألبرت أينشتاين، ورولف زينكرناجيل، وبحلول نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت زيورخ المركز المالي والاقتصادي لسويسرا، وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبح مطار زيورخ المطار الدولي الرئيسي للبلاد، مما ساعد المدينة على تعزيز مكانتها الاقتصادية في سويسرا، وقد واجهت مدينة زيورخ وقتًا صعبًا بحلول القرن الحادي عشر، وذلك بسبب اهتزاز اقتصادها الذي تأثّر بأزمات الأسواق المالية العالمية، وانهيار الشركات، وسوق الأوراق المالية الأمريكية، وأدّى تحسّن الأسواق المالية العالمية خلال السنوات اللّاحقة إلى ازدهار المدينة مرة أخرى، وبقائها عاصمة لاقتصاد سويسرا.
مناخ مدينة زيورخ
إنّ فصل الصيف في مدينة زيورخ السويسرية لطيف ورطب، وفصل الشتاء في المدينة بارد للغاية، وتتواجد الغيوم الجزئيّة على مدار العام، وتتراوح درجة الحرارة من (2.77-) إلى (24.44) درجة مئوية، ونادرًا ما تكون درجة الحرارة أقل من (8.88-) درجة مئوية، أو أعلى من (30.55) درجة مئوية، ويُعدّ أفضل وقت للسياحة في مدينة زيوريخ من أواخر شهر يونيو (6)، إلى أوائل شهر سبتمبر ( شهر 9)، ويستمرّ الطقس الدافئ من 30 مايو (شهر 5)، إلى 9 سبتمبر (شهر 9)، ويُعدّ يوم 3 أغسطس (شهر 8) أكثر يوم حرارةً في السنة، أمّا عن موسم البرد؛ فهو يبدأ من 16 نوفمبر (شهر 11)، إلى 2 مارس (شهر 3)، ويُعدّ يوم 8 فبراير (شهر 2) أبرد يومٍ في السنة[٣].
أين تذهبينَ في زيورخ؟
تُعدّ زيورخ من المدن العالمية الشهيرة، التي تجمع ما بين التاريخ والحضارة والأماكن الطبيعية الرائعة، ومن الأماكن السياحية التي يمكنكِ زيارتها في زيورخ والأنشطة التي ستستمتعين بممارستها عند سفركِ إلى سويسرا، ما يأتي[٤]:
- متنزه Lakeside Promenade، وهو مكان جميل يمكنكِ التنزّه مساءً فيه، أو تناول وجبة طعام، وتوجد في المنتزه حديقة عشبية، مناسبة للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، خاصةً في فصل الصيف.
- شارع Bahnhofstrasse، يمكنكِ التّنزه بهذا الشارع المشهور، والممتد على طول الطريق إلى محطة زيورخ الرئيسية، ويوجد في هذا الشارع العديد من المتاجر التي تُباع فيها الماركات العالمية.
- حارة Augustinergasse، خلال تجوّلكِ في هذه المنطقة ستُشاهدين المباني القديمة الملوّنة، فهذا المكان كان قلعة رومانية في القرن الرابع.
- كنيسة Grossmünster، وهي كنيسة رومانية قديمة مدهشة، والصعود إلى قمة برجها سيمحنكِ إطلالة جميلة على المدينة.
- متحف Kunsthaus، و هو متحف فني سويسري رائع، فيه الدخول مجاني يوم الأربعاء.
- تناول الطعام السويسري في الخارج، وتُعدّ منطقة (Niederdorf)، مكانًا مناسبًا لإيجاد مقهى مريح لتناول الطعام فيه، كما يمكنكِ عند زيارة زيورخ الاستمتاع بتذوّق الشكوكولاته السويسرية الفاخرة، إضافةً إلى تجربة تناول الأطباق المحلية مثل (Zürcher Geschnetzeltes)، إذ يتكوّن هذا الطبق من شرائح لحم العجل، في صلصة الكريمة، وغيرها الكثير من الأطباق السويسرية الرائعة.
- التجوّل في مدينة زيورخ، إذ تُعدّ وسائل النقل العام السويسرية نظيفة وآمنة وجيّدة للغاية، لذلك فهي وسيلة ممتازة للتنقّل في أنحاء المدينة، وتتضمّن هذه الوسائل الترام، والحافلات، وعربات التلفريك، والقوارب، كما أن هناك أماكن يمكنكِ زيارتها سيرًا على الأقدام، مثل المدينة القديمة، ومحطة القطار، وجميع الأماكن السياحية القريبة من مكان تواجدكِ، من دون الحاجة إلى استخدام وسائل النقل العام.
