العائلة
يعيش الإنسان في المجتمع يقدم له ويأخذ منه، فلا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعيش وحيدًا، بل هو مفطور على أن يكون جزءًا من مجتمع كبير يرتبط معه بعلاقات كثيرة ومتنوعة بعضها لصالحه وبعضها الآخر ضده، وهذا يرجع إلى طبيعة الشخص وكيفية تعامله وشخصيته والمبادئ والقيم التي تربى عليها، والمجتمع الواحد أساسًا يتكون من مجموعة من الأسر والعائلات التي ترتبط فيما بينها بعلاقات مختلفة كالمصاهرة والنسب أو الجيرة أو أنها عائلات منفصلة لا يجمع بينها أي شيء غير أنها تنتمي لنفس البلد أو تعتنق نفس الديانة، والعائلة بمعناها الكبير أو المصغر بما يسمى الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، فالعائلة الكبيرة تتكون من مجموعة من الأمور الصغيرة التي تتكون من عدد قليل من الأفراد[١].
أسس الحياة العائلية
الحياة العائلية يجب أن تقوم على الحب والتفاهم والمودة والرحمة، فنواة هذه العائلة الكبيرة هي الأسرة الصغيرة التي يجب أن يجمع بين أفرادها التآلف والتراحم والحب، ومن باب أولى أن تتكاتف الأسر الصغيرة وتحب بعضها البعض ما دامت تنتمي لعائلة واحدة وتربط بينها روابط مختلفة مثل رابطة الدم والمصاهرة والنسب وغيرها[٢][٣].
الحياة العائلية الناجحة يجب أن تقوم على مجموعة من الأسس أهمها ما يأتي:
- زراعة الحب والانتماء للعائلة في الطفل منذ الصغر، وتوعيته إلى أن أفراد العائلة الكبار كلهم في مقام والده ووالدته، والصغار في مقام إخوته.
- المساعدات المالية المتبادلة في العائلة الواحدة، إذ يساعد الميسور ماليًا من هو أقل منه حتى لا يضطر أي شخص في العائلة إلى طلب المال من الغريب، وتوجد بعض الأفكار التي تطبقها بعض العائلات مثل تخصيص صندوق تبرعات للعائلة يُفتح عندما يكون أحد أفراد العائلة بحالجة مُلحة للمال.
- إعطاء النساء في العائلة الكبيرة وفي الأسرة الصغيرة الحقوق كاملةً دون انتقاص سواءً في الأمور المالية من حيث الميراث أو المهر أو النفقة وغيرها، وإعطائها الحقوق الاجتماعية مثل حقها في العمل أو حقوقها في المشاركات السياسية كالانتخاب والترشيح وعدم حرمانها من هذه الحقوق تحت حجة العائلة وتقاليدها.
- التلاحم والتعاضد في أوقات الحزن والفرح، فأفراد العائلة ملزومون بالوقوف إلى جانب من أصابته مصيبة منهم سواءً مصيبة الموت أو المرض أو غيرها بالمواساة أو بالدعم النفسي أو بالدعم المادي والمالي، وكذلك الأمر بالنسبة لمواقف الفرح التي تمر على الإنسان فهو في فرحه أيضًا يحتاج من يشاركه فيه، ويحتاج أيضًا إلى دعم مادي لتغطية النفقات ليبدو في أفضل حال أمام الناس.
لكن على الإنسان أن ينتبه جيدًا إلى أن الانتماء إلى الأسرة لا يعني أبدًا الظلم أو الوقوف ضد الحق في سبيل أفراد العائلة، أو التشبث بالأمثال التي تدفع الناس للخطأ مثل المثل الشعبي القائل (أنا وأخوي على ابن عمي وانا وابن عمي عالغريب)، ففي هذا محاباة للباطل والوقوف إلى جانب القريب أيًا كان موقفه والله لا يرضى ذلك، فالدعم والوقوف يكون فيما يرضي الله وما لا يؤذي الناس.
المراجع
- ↑ "ما هي العائللة "، infofinland، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرف.
- ↑ "فوائد تعميق العلاقات الاسرية "، الغد ، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019.
- ↑ "دور الأسرة في بناء العلاقات الأسرية السليمة"، زاد الاردن ، اطّلع عليه بتاريخ 07-06-2019. بتصرف.