كيف أقوي شخصية طفلي؟

لا تقتصر أهمية الشخصية القوية للطفل على مرحلة الطفولة، فهي مهمة أيضًا لينشأ فردًا يجيد الاعتماد على نفسه، ويتمتع بالتفكير البعيد عن السلبية، وغيرها من السمات الإيجابية، وهناك العديد من الطرق التي يمكن اللجوء إليها لتقوية شخصية الطفل،^[١] وفيما يلي،^[٢]^[٣] استعراضٌ لعدد منها:^[٤]^[٥]

إيلاء الأطفال الاهتمام

يساهم الاهتمام في تقوية شخصية الطفل بعدة طرق؛ فالإصغاء إلى ما يقوله والاهتمام به يجعله يعبر عن نفسه بأريحية، كما يجعله يشعر بأهميته، مما يعزز من مستوى الثقة بالنفس لديه، أيضًا، يعزز الاهتمام التفكير الإيجابي عند الطفل، وذلك نتيجة شعوره بالأمان بسبب مراعاة أهله لاحتياجاته، ويساعد الاهتمام كذلك في مراقبة العادات والاهتمامات الجديدة التي يكتسبها الطفل، وخاصة بسبب تأثير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مما يساهم في أن يطور مهارات عاطفية وفكرية سليمة.

تمثيل القدوة الحسنة أمام الطفل

ممارسة الأهل للسلوك الإيجابي أمام الطفل تقوي من شخصيته؛ فالطفل يجد في سلوك والديه التوجيه، وعندما يتم تبني سلوك إيجابي أمامه، فإنه سيقوم بتقليده، كما أنه يتعلم من والديه كيفية التعامل في مختلف المواقف، البسيطة منها والصعبة، وعلى الأهل التصرف أمام الأطفال بنفس السلوكيات التي يرغبون أن تصدر عنهم، كالتصرف أمامهم باحترام مع الآخرين، وبلطف.

تجنب وصم الطفل

يولد الأطفال مختلفين عن بعضهم بالشخصية والسلوك، فليس هناك طفلٌ مثالي في العالم، كما أنّ لكلمات الأهل تأثيرٌ قوي على الأطفال، ولهذا على الأهل إذا أرادوا تقوية شخصيات أولادهم تجنب وصمهم بالصفات السلبية، ومقارنتهم مع الأطفال الآخرين؛ فالوصم يجعلهم يعتقدون أنهم يتحلون بالصفات التي يوصمون بها، وقد يؤدي إلى تطور هذه الصفات فيهم فعلاً في الواقع، كما أنه يولد لديهم أفكارًا سلبية، مثل كره الأهالي، إلى جانب الشخصية المكتئبة، ويقلل من احترام الذات لديهم، وعلى الأهل عوضًا عن ذلك تشجيعهم بالكلمات الإيجابية، والصفات الحميدة، لأنها فعالة في تقوية شخصياتهم وتعزيز الثقة بالذات واحترامها.

تشجيع الاستقلال عند الأطفال

الاهتمام بالأطفال ورعايتهم من أساسيات تقوية شخصياتهم، ولكن دون إفراط، وبحدود المعقول؛ حيث يجب تشجيع الأطفال على أن يكونوا مستقلين، وعدم الوقوع في خطأ الإسراع إلى مساعدتهم في كل شيءٍ يتعلق بهم، فالاستقلال يعلم الأطفال المهارات الحياتية الضرورية، والقيام بمختلف المهام، وينمي فيهم حس المسؤولية، والقدرة على اتخاذ القرارات، والتصرف الصحيح في المواقف المختلفة، ومن الأمثلة على التطبيقات العملية على الاستقلال عند الأطفال السماح لهم باختيار طبق العشاء، أو الكتاب الذي يرغبون في مطالعته، أو الأنشطة اللامنهجية، بالإضافة إلى تركهم ينظفون أسنانهم دون مساعدة، ويضعون الكتب في الحقيبة المدرسية.

تجنب المبالغة في التوقعات

شعور الأهل بخيبة الأمل بسبب أخطاء الأطفال وعدم ملاقاتهم توقعاتهم يؤدي إلى تقليل الثقة بالنفس لديهم، ولهذا، فإن تجنب الأهل المبالغة في التوقعات بخصوص أطفالهم يساهم في تقوية الشخصية لديهم، وخاصة لو رافق هذا الأمر توقعاتٌ منطقية، وتشجيع لهم على التفوق، ولا سيما في الأمور التي يهتمون بها، وتشجيعهم أيضًا على تحقيق أحلامهم، وتصحيحهم عند ارتكاب الأخطاء، باستخدام الأساليب التربوية السليمة، التي تعترف بالفروقات بين الأطفال، وأن كل واحدٍ منهم مميز بطريقته الخاصة.