الصحافة
الصحافة مهنة من المهن المنتشرة منذ القِدم؛ وهي مهمة يتولاها شخص ما في استقطاب الأخبار والآراء وتجميعها في صحيفة أو مجلة مثلًا، وتصدر الصحف والمجلات في مواعيد منتظمة سواءً كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية، وتصنف ضمن وسائل الإعلام الهامة، كما أنها تهتم بكافةِ شؤون المجتمع من الناحية الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وجميع ما يمت له بصلة، ويُدرج تحت بند الصحافة كل من الجرائد والرسائل الإخبارية والكتب والمطويات والمجلات وغيرها، ويُطلق على من يمتهن هذه المهنة اسم الصحفي، وقد تضاربت المعلومات حول ظهور أول صحيفة في العالم، فمنهم من نسبها إلى ما قبل التاريخ ومنهم من نسبها إلى ما بعده، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى معلومات حول أول صحيفة في العالم والتاريخ.
الصحافة مهنة مشتقة من لفظِ صحيفة والتي يشار بها إلى الوجه الخارجي للشيء، إذ يُقال صفحة الوجه مثلًا أي بشرة الجلد، ويطلق مصطلح الصحف والصحائف على عدةِ مسميّات منها الرسالة والكتاب، كما أنها أيضًا مصطلح يطلق على القرطاس المُدوّن أو الورقة بوجهيها، ومن المتعارف عليه أن الجريدة ورقة يدوّن الكلام المنطوق عليها على الوجهين؛ أي صحيفتين، وقد اشتقّ المصطلح من ذلك، وقد جاء في قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) [الأعلى: 18،19][١].
أول صحيفة في العالم
من الجديرِ بالذكرِ أن الاهتمام بالصحف قد بدأ منذ ما قبل التاريخ؛ إذ يؤكد الباحثون على أن فترة حكم الملك حمورابي ملك مصر الفرعونية هي نقطة انطلاقةِ الصحف في العالم؛ إذ كان يهتم بتدوين القوانين والقرارات المختلفة في أوراق البردى، ولم يبق الأمر محصورًا في مصر فحسب؛ بل بدأ الأمر تدريجيًّا بالانتقال إلى بلاد الإغريق والصين والرومان، وتشير المعلومات إلى أن أول صحيفة في التاريخ قد أصدرها يوليوس قيصر في سنة 59 قبل الميلاد وتعرف باسم صحيفة الأحداث اليومية، وكانت مهتمة جدًّا بنقل الأنباء الاجتماعية والسياسية والجرائم وما يشهده المجتمع.
شهدت أوروبا تطورًا ملحوظًا بالصحافة في عدةِ مراحل؛ فقد دوّنت الأخبار على القوالب الخشبية بواسطةِ حفر حروف بارزة وطلائها بالحبر، ومرة تلو الأخرى بدأ الأمر يتزايد اهتمامًا بنسخ الكتب، ونشأت فكرة الطباعة الحديثة التي لعبت دورًا كبيرًا في نقل الأخبار والأحداث بين الدول الأوروبية، وحافظوا على الكتابة يدويًّا حتى مطلع القرن الثامن عشر.[٢]، وفيما يلي معلومات حول أول صحيفة في العالم بمختلف أنواعها:
- صحيفة ديلي كورانت، تعد صحيفة ديلي كورانت أول صحيفة مطبوعة في العالم، فقد صدرت للمرة الأولى على يد إليزابيت ماليت في الحادي عشر من شهر آذار سنة 1702م في إنجلترا، وكانت مؤلفة من صفحة واحدة فقط تستعرض أهم الأخبار وآخر الأحداث في الساحة الإنجليزية، أما الجزء الخلفي من الصفحة فكان مخصصًا للإعلانات، وكانت إليزابيث تصب جل اهتمامها على نشر الأخبار ذات العلاقة بالمجتمع الغربي[٣].
- صحيفة جازيت دي فرانس، كانت بعض دور النشر تلجأ إلى إصدارِ المنشورات الإخبارية مرة واحدة كل ستة أشهر، ثم تحول الأمر ليصبح كل أسبوع ومن بعدها يوميًّا، ويشار إلى أن هذه الصحيفة قد ظهرت في عام 1631م على يد رينودو الجازيت في فرنسا، وتعد أولى الصحف المطبوعة التي تقتصر فقط على المنوعات الإخبارية دون مقالات[٢].
- صحيفة لويدز لست، انطلقت هذه الصحيفة في سنة 1734م في ربوعِ لندن، فدق كانت جريدة حائطية تُلصق على جدران المقاهي في لندن، ويشار إلى أن هذه الصحيفة قد تمكنت من الاستمرار بالعمل لفترة طويلة جدًّا تتجاوز 280 سنة إلى غاية اللحظة، وقد انتقلت إلى مرحلةٍ أخرى لتصبح صحيفة إلكترونية أيضًا؛ إذ تعد أقدم صحيفة في العالم تهتم بالنطاق الأخبار وتحليلات السوق المحلي وغيرها[٤].
تاريخ الصحف
يعد مطلع القرن السابع عشر تاريخ ولادة أول صحيفة في العالم بأسره، فقد بدأت منذ تلك اللحظة انطلاقة وسيلة الإعلام المقروءة لدى الشعوب، ثم بدأت بعدها وسائل الإعلام الأخرى بالظهور تدريجيًّا في مطلع القرن العشرين ومنها الراديو والتلفاز، حتى ظهرت مؤخرًا الصحافة الإلكترونية، وقد ظهرت الصحف في بداية عهدها كبيرة الحجم إذ يصل طولها إلى 65 سم وبعرضٍ 38 سم، وكانت في هذه المرحلة تعرف باسم البرودشيت، ثم ظهرت صحيفة التابلويد الأشهر عالميًّا، وتهتم بمختلف أشكالها بالقضايا السياسية والقومية ومنها صحيفة الأوزرفر والفايننشيال تايمز وغيرها[٥].
المراجع
- ↑ "ماهية الصحافة"، YABEYROUTH، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019.
- ^ أ ب دعاء (8-11-2017)، "أين طبعت أول صحيفة في العالم"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "أين طبعت أول صحيفة في العالم؟"، بوابة الفجر، 21-6-2018، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "أقدم صحيفة في العالم ترحل إلى الإنترنت"، الجزيرة، 26-9-2013، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ ريهام سليم (16-6-2017)، "أسباب تحول الصحف إلى حجم التابلويد"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.