أين تقع مالطا على الخريطة

مالطا

هي دولة أوروبيَّة تقع في الجهة الشماليَّة من مياه البحر الأبيض المتوسط، وتتصف بأنها مدينة من أصغر المُدن الموجودة في العالم إذ تُقدر مساحتها الكليَّة بنحو 800 ألف متر مربع، وعلى الرغم من ذلك فهي مدينة مُكتظّة بالسكان، إذ يبلغ عدد سكانها ما يُقدر بنحو 460 ألف نسمة حسب إحصاءات عام 2017 م، ومن الجدير بالذكر أنَّ الموقع الاستراتيجيّ الذي تتميّز به مالطا جعل منها عرضةً للكثير من الصراعات السياسيَّة والاستعمارات، كما استقرّت فيها الكثير من الحضارات المختلفة، ومنها: الفينيقية، والرومانيَّة، والحضارة الإسلاميَّة، والإسبان وغيرها العديد من الحضارات المختلفة، أمَّا عن عملتها الرسميَّة فهي اليورو، وتتميّز مالطا بأنَّها تمنح مواطنيها حق الحريَّة الدينيَّة، فتوجد فيها الكنائس والمساجد والمعابد، وممّا لا شك فيه أنَّ السياحة في مالطا تُعدّ من أهم مصادر الدخل القوميّ فيها، أمَّا عن التقسيم الإداريّ في مدينة مالطا فيوجد فيها ما يُقدر بنحو 70 دائرة إداريَّة، وفي هذا المقال حديث عن الموقع الاستراتيجيّ لدولة مالطا بالتفصيل[١].


موقع مالطا

توصف دولة مالطا بأنَّها جزيرة تقع في القارة الأوروبيَّة، تحديدًا في الجهة الجنوبيَّة من مدينة صقلية الواقعة في دولة إيطاليا، وإلى الشمال من دولة تونس ودولة ليبيا، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الجزيرة كانت حلقة وصل جغرافيَّةً بين كل من جنوب قارة أوروبا وشمال قارة أفريقيا، وتنقسم هذه الدولة لمجموعة من الجزر الأساسيَّة، وتنقسم هذه الجزر بدورها لجزر مأهولة بالسكان وجزر مهجورة، وممّا لا شك فيه أنَّ لمالطا مكانتها السياحيَّة الهامة التي تجعل منها مقصدًا للسياح من مختلف أنحاء العالم، خاصةً أنَّها واقعة في مياه البحر الأبيض المتوسط الذي يربط بين كل من قارة آسيا وقارة أفريقيا وقارة أوروبا، وتُعدّ مدينة فاليتا العاصمة الرسميَّة لجمهوريَّة مالطا وأكبر المدن الموجودة فيها[٢].


مناخ مالطا

يتبع مناخ مالطا مناخ البحر الأبيض المتوسط، إذ يكون فصل الشتاء دافئًا ومعتدلًا عمومًا، ويكون فصل الصيف حارًّا إلى معتدل، إذ تبلغ درجات الحرارة في أبرد أشهر السنة وهو شهر يناير ما بين 12-20 درجة مئوية، وتبلغ درجات الحرارة في أحر شهر وهو شهر أغسطس ما بين 28-34 درجة مئوية، وفيما يتعلق بالأمطار فأمطار مالطا الشتوية تبلغ حوالي 553.3 ملم سنويًّا، ويُعد شهر ديسمبر من أكثر الأشهر مطرًا[٣].


تاريخ جزيرة مالطا

تسبب موقع مالطا الجغرافي بتعرّضها لغزو مستمر على مرّ التاريخ، فقد سيطر عليها الرومانيون، والمسلمون، والفينيقيون، والإسبانيون، والفرسان الإسبارتية، والبريطانيون، وسواهم، واستقلّت عن المملكة المتحدة سنة 1964، وأُعلنت جمهورية سنة 1974، والتحقت بالاتحاد الأوروبي سنة 2004، واكتشفت آنية مصنوعة من الفخار في جزيرة مالطا تدلّ على أنّ أول من سكن جزيرة مالطا قدموا من جزيرة صقلية، وكان ذلك قبل 5200 سنة قبل الميلاد، وتحديدًا في العصر الحجري وامتهنوا الزراعة، والصيد البري، وتُعد قبيلة "سيكاني" القبيلة الوحيدة المعروفة التي قطنت الجزيرة، واشتهرت مالطا قديمًا بتشييد المعابد التي أصبت لاحقًا هياكل لا زالت موجودة إلى يومنا هذا، ومنها معابد غانتيجا ذات النمط المعماري المميز، والتصميم المعقّد، وفيها عظام للحيوانات، وسكين موجودة وراء حجر الذبح المتحرك، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على وجود قرابين حيوانية تُقدم لإتمام طقوس العبادة، وبالأخص لآلهة الخصوبة، وتلاشت تلك الثقافة بعد مدة من الزمن، وأصبت مالطا خالية من السكان بسبب هجرة أهلها، وفي العصر البرونزي رجع إلى مالطا الكثير من المهاجرين، وسادت ثقافات جديدة، فبُنيت فيها هياكل صخرية صغيرة عرفت باسم "الدولمينات"[٤].


نظام الحكم في جزيرة مالطا نظام برلماني، ويوجد فيها مجلس نيابي واحد هو مجلس النواب، ويُنتخب هذا المجلس كل خمسة أعوام في حال لم يُحل المجلس مُسبقًا من قبل الرئيس اعتمادًا على طلب مجلس الوزراء، ويتشكل المجلس من تسعة وستين عضوًا، كما يوجد حزبان في مالطا، الحزب الأول يُعرف بالحزب الوطني، والحزب الثاني هو حزب العمال[٤].


أبرز المناطق السياحية في مالطا

تُوجد العديد من المناطق السياحية الهامة في مالطا ونذكر منها ما يأتي[٥][٦][٧]:

  • فاليتا: تُعد مدينة فاليتا من أكبر المدن في جزيرة مالطا، وهي عاصمتها أيضًا، ومركزها الثقافي، ومدينة فاليتا مُصممة على النمط الباروكي، وتتصف بطابعٍ أوروبي أصيل، فالسائر فيها يشعر بتوقف الزمن هناك، فهي تحتفظ ببنيتها الرئيسية بوضوح، وهذا أدى إلى ضمها إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو سنة 1980، ويوجد فيها عدد من القصور، والقلاع، والمتاحف، والحصون، إضافة إلى ميناء كبير، إذ تُعد من المراسي الشعبية الأوروبية التي ترسو عليها سُفن سياحية راقية، وقوارب خاصة، وغيرها.
  • بيرجو: توجدُ مدينة بيرجو مُقابل مدينة فاليتا على امتداد الميناء الكبير، وتُعدّ بيرجو من المدن القديمة التي شيدها فرسان القديس يوحنا، وتتمتع المدينة بطبيعة مُدهشة الجمال، وتوجد فيها العديد من المطاعم، والمقاهي الراقية، إضافة إلى عدد من الأماكن الأثرية المُدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
  • Ħal-Saflieni Hypogeum: هو منتجع يوجد أسفل الأرض، وهو يتشكّل من قاعات، وغرف منحوتة من أحجار جيرية، ويُعد من المواقع القديمة جدًّا في الجزيرة، إذ يعود بتاريخه لأكثر من 3600 سنة قبل الميلاد، واكتشف هذا الموقع بالصدفة سنة 1902، وذلك عندما كان هناك شخص يعمل على إصلاح أرضية بيته، وكان الموقع أسفله، وضم هذا الموقع في قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويتشكل هيكل الموقع من ثلاثة مستويات يعود تاريخ المستوى الأول إلى 3150 سنة قبل الميلاد، واكتشفت الحفريات التي وقعت في الموقع آثارًا تعود إلى العهد البرونزي، إضافة إلى علامات على الطقوس الدينية والممارسات التي كانت تحدث آنذاك، ومجموعة من الأدوات المعدنية، وعظام الحيوانات.
  • كنيسة سانت ماري: تُعدّ كنيسة سانت ماري من أشهر الكنائس الكاثوليكية في الجزيرة، وافتتحت هذه الكنيسة سنة 1865، وشُيدت على النمط الكلاسيكي الجديد، وممّا يميّزها قبتها المُثيرة للانتباه، والتي تُعد ثالث قبة كبيرة في أوروبا، وتاسع قبة على مستوى العالم، وهي مزخرفة من الداخل بطريقة جميلة، وبها نصب مدهون بالذهب، وفي سنة 1942، أي في الحرب العالمية الثانية تعرضت الكنيسة لحادث شهير، فقد وُجهت إليه قنبلة ألمانية أحدثت ثُقبًا في البهو، غير أن القنبلة لم تنفجر.
  • المدينة الصامتة: المدينة الصامتة هي مدينة مُحاطة بأسوار قديمة، وهي موجودة على مسافة تبعد سبعة أميال غرب مدينة فاليتا في منتصف مالطا، ويبلغ عدد سكانها 13.000 نسمة، وسيطر العرب على المدينة الصامتة في القرن التاسع عشر، ويستطيع السائح التعرف عليها، والتمتع بمشاهدتها من خلال السير عبر الجسر المترك، والبوابة الجنوبية الجميلة، والمدينة مُشيدة على النمط الباروكي، وشوارعها ضيقة تحكي تاريخها، وتوجد أيضًا كاتدرائية سانت بول ذات الهيكل الجميل.
  • سراديب الموتى سانت بول: سراديب الموتى مكان أثري يتشكل من مقبرة رومانية موجودة أسفل الأرض ترجع بتاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، ويوجد في المقبرة أكثر من ألف جثة للمسيحيين، واليهوديين بناءً على ما كشفته الحفريات، ولتلك السراديب أهمية تاريخية، ودينية، فقد كانت تحدث فيها احتفالات شعائرية، إضافة إلى استعمالها كملجأ للوقاية من الغازات التي كانت تُطلق في الحرب العالمية الثانية.
  • العاصمة القديمة مدينا: تُعد مدينا من أقدم مدن العالم وقد أسسها الفنيقيون سنة 700 قبل الميلاد، إذ تحتوي على العديد من المتاحف والآثار العمرانية والأماكن التاريخية والقصور، بالإضافة للمقاهي والمطاعم الحديثة، وتمتازُ مدينا بأنّها محصّنة بالحصون والأسوار من جميع الجهات.
  • حدائق باراكا: تمتازُ حدائق باركا بروعتها وجمالها الساحر وموقعها المميز، ويُمكن رؤية مالطا بأكملها من تلك الحديقة، ورؤية الميناء الكبير وجزر مالطا الثلاث.
  • حصن سان إلمو: شُيد حصن سان إلمو على ميناء فاليتا الساحلي، في فترة حكم الإمبراطورية العثمانية، وكان الهدف من تأسيسه حماية مالطا من المعارك العسكرية، وقد شهد حصن سان إلمو في سنة 1565 ميلاديًا معركة كبرى، إذ حُصر الجنود في الحصن ففقدوا حياتهم بسبب هذه المعركة وكان عددهم حوالي 1500 شخصًا.
  • متحف ومنزل Casa Rocca Piccola: شُيد سنة 1680 للميلاد وهو منزل عتيق، يتميّز بطرازه المعماريّ الرّائع وديكوره الباهر العريق، ويحتوي على تحف فضية ونماذج لأغراض وملابس وتماثيل فنية ترجع للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ويتضمّن المتحف العديد من الوثائق والصور للعائلات النبيلة التي سكنت هذا المنزل في تلك الفترة.
  • كاتدرائية سانت يوحنا: تقع كاتدرائية سانت يوحنا في العاصمة فاليتا، وقد تأسست في عام 1572 للميلاد، وصمّمت من الخارج على شكل قلعة، وسُمّيت كذلك نسبةً للقديس يوحنّا المعمدان الذي ذُبح فيها.
  • الغطس في جزيرة كومينو: وهي جزيرة غير مأهولة بالسكان، ولكنّها تُعدّ هدفًا أساسيًّا لمحبّي الغطس واستكشاف البحر، لأنّ الجزيرة تمنح الأشخاص فرصًا لاستكشاف الكهوف المتواجدة تحت الماء.
  • خليج ميليها: يُعدّ أكبر وأطول خليج في مالطا، إذ يمتاز بشواطئه الرملية المنتشرة على ضفافه المقاهي المطلة على التلال.
  • كنيسة موستا دوم: تبلغ مساحتها حوالي 121 قدمًا، كما يبلغ ارتفاعها 220 قدمًا، وتمتاز بطرازها المعماري الرائع، وهي تُعد أكبر من كنيسة سانت بول الموجودة في لندن، والكنيسة مزينة أرضيتها بالرخام، وتصميمها يشبه الطراز الروماني القديم.
  • قلعة جوزو: توجد قلعة جوزو في ولاية فكتوريا في جزيرة جوزو، وتتميز القلعة بارتفاعها، لأنها كانت مخصصة لتحصين الجزيرة وحمايتها، والقلعة مبنية منذ سنة 1500 قبل الميلاد.
  • حدائق بلازو باريسيو: تأسست حدائق بلازو باريسيو سنة 1733 للميلاد، والحدائق مصممة على الطراز الإيطالي، كما تحيط بالحدائق نافورات غاية في الروعة والجمال، ويُعد فصل الصيف أفضل وقت لزيارة تلك الحدائق، إذ تتفتح الزهور وتخضر الأشجار.
  • المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي: يمتاز المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بتوثيقه للكثير من الأحداث التاريخية، من خلال مواد وتماثيل ترجع لتلك الحقبات التاريخية، كحفريات كائنات حية يرجع تاريخها لمئات السنين، وأسلحة يرجع تاريخها للعصور البرونزية، ويشمل المتحف تشكيلة كبيرة من الأحجار والتماثيل والمجوهرات الجميلة التي تخطف الأبصار.
  • معبد هيبوجيوم: يقع في مدينة باولا، وهو المعبد الوحيد المبني بالكامل تحت الأرض سنة 3300 قبل الميلاد، والمعبد يتكون من عدد من القاعات المنحوتة من الصخور.
  • بحيرة بلو لاغون: والتي يُطلَق عليها اسم البحيرة الزرقاء، يقصدها السياح من مختلف انحاء العالم لممارسة الأنشطة المائيَّة.
  • نافذة أزور: وهي جسر أو قوس مبنيّ طبيعيًّا من الحجر الجيري، ويُقدر طوله بنحو 30 مترًا وهو موجود في جزيرة غودش.
  • كاتدرائية سانت جون المشتركة: تقع في مدينة فاليتا العاصمة الرسميَّة لمالطا، وتتميَّز الكاتدرائيَّة بفنها المعماريّ البديع، وزخارفها المميّزة.
  • معبد غانتيجا: وهو موقع أثريّ يرجع إلى العصر الحجريّ، ويضم مجموعةً من المعابد القديمة المبنيَّة من الصخر، ويقع المعبد في جزيرة جوزو.


المراجع

  1. "مالطا"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
  2. " أين تقع جزيرة مالطا"، سرايا، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
  3. "بالصور : تعرّف على الجمال في جمهورية مالطا !"، arabiaweather، 10-7-2013، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "اين تقع وتوجد جزيرة مالطا"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.
  5. "أجمل الأماكن السياحية التي عليك زيارتها عند سفرك إلى مالطا"، ar-traveler، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2019. بتصرّف.
  6. " السياحة في مالطا "، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2019. بتصرّف.
  7. "السياحة في مالطا وسحر الطبيعية الأوروبية"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-1. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :