مدينة سبانجا التركية

مدينة سبانجا التركية


مدينة سبانجا التركية

تقع مدينة سبانجا في مقاطعةِ ساكاريا الغربية ضمن حدودِ إقليم مرمرة في تركيا، وتحديدًا بالقرب من بحيرة سبانجا؛ الأمر الذي أدّى لتميّزها بطبيعةٍ خلّابة وبيئة ساحرة للغاية، وتتخذ المدينة موقعًا فريدًا في الطريق السريع الواصل بين إسطنبول وأنقرة، وتشترك بحدودٍ مع بحيرة سبانجا من الناحية الشمالية، بينما تحدها من الشرق مقاطعة سكاريا، ومن الغرب تحدها محافظة كوجالي، أما حدودها مع بورصة وباموفا فتأتي من الجنوب، هذا وتشير المعلومات إلى أن مدينة سبانجا هي أصغر مدينة من حيث المساحة؛ إلا أنها الأكثر اكتظاظًا سكانيًّا؛ إذ يستوطن في أراضيها نحو 40 ألف نسمة.


تتميز مدينة سبانجا بأنها مليئة بالعديد من الأماكن السياحية وكذلك الأثرية، الأمر الذي جعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية في تركيا، وتجدر الإشارة إلى أنّ بحيرة سبانجا من المعالم الجاذبة للسياح والاستثمار في المنطقة، كما ساهم المناخ الرطب السائد في المدينة في جعلها وجهة سياحية بالغة الأهمية، بالإضافة لدوره الفعال في جعلها منطقة زراعية خصبة[١].


مناخ سبانجا

يهتم السياح عادةً بالاستفسارِ عن مناخ سبانجا التركية لغاياتِ تحديدِ أفضل وقت لزيارتها خلال السنة، وبحكم تمتعها بمناخٍ رطب؛ فإن الفترة الزمنية المتمثلة بالأشهر أيار وحزيران وأيلول تتمتع بطقس جيد ولطيف تحت تأثير درجات حرارة تتفاوت ما بين 20-25 درجة مئوية، ومن المتوقع هطول الأمطار في الأشهر من يناير إلى مارس، ومن أكتوبر إلى ديسمبر، ويعد الشهر الأمثل للزيارة هو شهر يناير، وينصح بتفادي الذهاب إليها في شهر ديسمبر نظرًا لارتفاع نسبة الرطوبة هناك، ويعد شهر يوليو هو الأكثر جفافًا في المدينة[٢].


الثقافة والتاريخ في سبانجا

تعد حضارة الفريجيين هي الأقدم في المنطقة على الإطلاق؛ إذ تشير السجلات التاريخية المعثور عليها في ساكاريا إلى أن هذه الحضارة قد قامت في سبانجا منذ 1200 سنة قبل الميلاد، ومع حلول سنة 378م نشأت إمبراطورية البيثينية كمستوطنة متطورة هناك، ومع بداية القرن الحادي عشر خضعت المدينة للأتراك، وفي القرن الرابع عشر انتقل حكم المدينة إلى العثمانيين بعد البيزنطيين، وقد تركت الدولة العثمانية أثرًا عظيمًا في المنطقة برز بالنمط العمراني المميز، ومن أبرز هذه المعالم مسجد رحمة سلطان ومسجد رستم باشا ومسجد كامي سيد والمقابر البيزنطية وغيرها الكثير من المعالم[١].


المعالم السياحية في مدينة سبانجا

فيما يأتي تفصيل لأهم المعالم في مدينة سبانجا التركية[٣][٤]:

  • قرية المعشوقية، والتي تعد واحدة من أهم الأماكن السياحية في المدينة، وتقع على مقربةٍ من بحيرة سبانجا، ولعل ما يميّزها هو جمال الطبيعة الريفية فيها بالإضافة إلى صوت خرير الماء المتدفق من أعالي الجبال فيها.
  • جبل كارتبه، جبل شاهق الارتفاع مطل على بحيرة سبانجا، ويقع في الناحية الشرقية بالنسبةِ لخليجِ قوجه إيلي، ولعل أكثر ما يميّز هذا الجبل هو استقباله للسياح والزوّار في الصيف والشتاء، ويشغف السياح بتسلقه حتى المنتصف والمضي قدمًا سيرًا على الأقدام، وتكسو الثلوج هذه القمة الجبلية وتعج بالمناظر الطبيعية الخلابة.
  • حديقة داريكا للحيوانات، والتي تعد واحدة من أكبر حدائق الحيوانات في تركيا، إذ تحتوي على عدد كبير من الحيوانات والأسماك والطيور يصل إلى 200 نوع منها والآلاف من النباتات المختلفة، إذ تضم مئتي نوع مختلف من الحيوانات، بما في ذلك 135 نوعًا من الطيور وكذلك 19 نوعًا من الأسماك.
  • مقابر البيزنطيين، تأتي هذه المقابر البيزنطية في الواجهة الأمامية للمكتب الحكومي، عُثر على بعضها في سنة 1987م خلال تأسيس الطريق السريع، بينما عثر على البقية سنة 1976م.
  • مسجد رستم باشا التاريخي، بُني عام 1555 للميلاد بأمرٍ من الوزير رستم باشا، وقد استعان بأمهر الحرفيين والمعماريين حتى خرج هذا المسجد بهذه الصورة البديعة منهم المهندس المعماري سنان، ويذكر بأنه قد تعرض للكثير من الكوارث الطبيعية على مر التاريخ؛ إلا أنه ما زال يستقبل المصلين حتى الآن، ويشغل هذا المسجد موقعًا مميزًا في وسط سبانجا.
  • مسجد حسن فهمي باشا، يرجع الفضل في تشييد هذا المسجد التاريخي إلى الوزير العثماني حسن فهمي باشا سنة 1885م في ربوع قرية المحمودية، ويعد المسجد موطنًا للعديد من الحلي الفريدة من نوعها، وتعج جدرانه بالنقوش القرآنية، ويذكر بأن المسجد قد تعرض للعديد من الأضرار البالغة نتيجة تعرض المنطقة لزلزالٍ قوي.
  • مسجد رحيم سلطان، جددت الحكومة التركية هذا المسجد عدة مرات بعد أن ضربته الزلازل عدة مرات على مر السنين، ويذكر التاريخ بأنه قد شُيّد سنة 1892م بطلبٍ من زوجة السلطان عبد الحميد، وبالرغم من تعرضه للعديد من الزلازل؛ إلا أنه حافظ على الطابع الأصلي له، ويمكن لزواره مشاهدة توقيع السلطان عبد الحميد عند النافذة الوسطى وفي الجدار الأمامي منه أيضًا.
  • مسجد كامي سيديد، ينتصب هذا المسجد التاريخي العريق وسط مدينة سبانجا التركية منذ سنة 1895م.
  • جسر جستنيان، جسر بيزنطي قائم منذ 1500م، شُيّد على يد جستنيان الأول مؤلفًا من 12 قوسًا، ويشار إلى أنه قد تعرض للأضرار كبقية المعالم التاريخية.
  • مبنى محطة سبانجا، وضعت اللمسات الأخيرة في تشييده خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1890م، إذ وجه أوامر للمهندس المعماري الفرنسي هازيلير للقيام بذلك.


بحيرة سبانجا

تعد بحيرة سبانجا من البحيرات العذبة في تركيا، إذ تستخدم لتزويد المنازل والمنشآت الصناعية بما تحتاج إليه من مياه، وتقع هذه البحيرة بين خليج إزميت ومنطقة Adapazarai Meadow، وتعج المنطقة بالزوار في الإجازات ونهاية الأسبوع؛ إذ يتوافد السياح إليها للاستمتاع بالهدوء والاستجمام هناك، وتمتد مساحة البحيرة إلى نحوِ 251 كيلومترًا مربع، وتمتد الجبال لتحيط بها من الجهة الجنوبية، أما من الشمال فتحدها التلال قليلة الارتفاع، وانطلاقًا من السعي للحفاظ على مياه البحيرة من التلوث يُمنع منعًا باتًّا طرح المياه العادمة على مقربةٍ منها، بالإضافة لمنع إقامة منشآت المصانع أيضًا نتيجة ظهور العديد من المشكلات التي آلت لتلوث تقريبًا، ومن أبرز المشكلات التي تعاني منها هذه البحيرة[٣][٥]:

  • التلوث نتيجة شق الطرق السريعة في المنطقة فوق الشواطئ الشمالية.
  • تراجع الغطاء النباتي نتيجة إزالة الغابات.
  • طرح المنشآت الصناعية لمياه الصرف الصحي فيها.
  • التلوث نتيجة فرط استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية في النطاق الزراعي.


المراجع

  1. ^ أ ب "Sapanca", turkishpropertyport, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  2. "Climate in Sapanca (Marmara Region), Turkey", weather-and-climate, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Sapanca & Masukiye Tour", sultantourism, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  4. "MUST-SEE HISTORICAL LANDMARKS IN AND AROUND SAPANCA", eliteworldhotels, Retrieved 27-11-2019. Edited.
  5. "Lake Sapanca – Turkey", globalnature, Retrieved 27-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :