استخدام الحاسب في البحوث الاجتماعية

العلوم الاجتماعية

تقسم العلوم عمومًا إلى علوم طبيعية وعلوم اجتماعية، وتوصف العلوم الاجتماعية بأنّها تلك التي تتناول السلوك الإنساني في سياقه الاجتماعي والثقافي، وتنطوي العلوم الاجتماعية على عدد متنوعٍ من الحقول يتناسب والحياة الإنسانية، ومن أبرز هذه الحقول: الفلسفة، والتاريخ، والأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم السياسة، والاقتصاد، وكذلك العلوم الاجتماعية الوسيطة مثل الاقتصاد السياسي، وعلم النفس الاجتماعي، والأنثروبولوجيا الثقافية، وغيرها من الدراسات التي تبحث في الحدود الفاصلة بين العلوم الإنسانية، كما تمت مؤخرًا إضافة بعض العلوم التي تُعنى بالسياق الاجتماعي للتعلم والعلاقة بين التعلم والمتطلبات الاجتماعية مثل التعليم والديموغرافيا. ^[١]

استخدام الحاسب في البحوث الاجتماعية

إن تقدّم وتطوّر العالم جعل من الحاسب أداة إلزامية في كافة مناحي الحياة، وقدّم أيضا تطورًا فيما يتعلّق بالسرعة والدقة وإنجاز المهام التي قد تستغرق ساعات عديدة إذا أعدها الإنسان يدويًا، كما يتيح استخدام الحواسيب تسهيل عملية التنظيم؛ إذ نستطيع بواسطته تخزين ملفات متعددة وضخمة بشكل منظم ليمكننا استرجعاها وقت الحاجة بسهولة، ويتمثل استخدام الحاسب في عملية البحث الاجتماعي في:^[٢]

مرحلة الفهم

تتكون هذه المرحلة من صياغة مشكلة البحث والدراسة الاستقصائية واسعة النطاق، ومع الإطار العملي والنظري وتطوير الفرضية، ويستخدم جهاز الحاسب في هذه المرحلة لمراجعة الأدبيات الشاملة، بالإضافية إلى المراجعة الببليوغرافية في قاعدة البيانات الإلكترونية للشبكة العالمية، وبذلك يمكن استخدامه لتخزين البيانات ذات الصلة بالبحث.

مرحلة التصميم والتخطيط

تتكون هذه المرحلة من إعداد وتصميم البحث وتحديد تصميم العينة ومتغيرات البحث، وهنا يأتي دور الحاسب الإلكتروني في حساب حجم العينة المطلوبة للدراسة المقترحة.

مرحلة جمع البيانات

تتكون هذه المرحلة من جمع وإعداد البيانات لتحليلها، وقد يتطلب جانب إدخال البيانات في العمل البحثي الكثير من الوقت والجهد، ولهذا فإن الباحث عادة ما يحتاج إلى حفظ الاستبيانات على برامج لقواعد البيانات مثل مايكروسوفت أكسيس ، أو باستخدام برامج التحليل الإحصائي مثل Excel وSPSS وUltraedit.

تحليل البيانات

تتكون هذه المرحلة من تحليل البيانات واختبار الفرضيات والتعميمات، وقد وفرت أجهزة الحاسب برامج تساعد في التحليل بسهولة وسرعة ودقة.

نشر البحث

تقوم هذه المرحلة على إعداد التقرير أو عرض النتائج، من خلال عرض الاستنتاجات التي توصل إليها الباحث، والتي قد تطبع أو تنشر إلكترونيًا على الإنترنت، بالإضافة إلى ذلك يمكن إعداد المستند باستخدام برنامج معالجة النصوص عبر الإنترنت ويمكن تخزينه والوصول إليه.

الأبحاث الاجتماعية

يعرف البحث بأنه الرغبة الإنسانية لاكتشاف ومعرفة المزيد عن العالم الذي يحيط بالإنسان، فيبدأ البحث دائمًا بطرح أسئلة: من؟ وكيف؟ ولماذا؟ ومتى؟، وتنبثق الأبحاث من العلوم الطبيعية "التجريبية" والعلوم الاجتماعية، فكلا النهجين معني بخدمة الإنسان وتسيير حياته بسهولة، ورغم ذلك فإن العلوم الاجتماعية أكثر ارتباطًا بالإنسان وسلوكه ضمن السياق الاجتماعي والبيئي، وتعرف الأبحاث الاجتماعية بأنها الطريقة المنظمة لاستكشاف وتحليل ووضع مفاهيم لحياة الإنسان، وتهدف هذه الأبحاث لاكتشاف حقائق جديدة واختبار أخرى قديمة، بالإضافة إلى البحث عن صلات عرضية بين النشاط الإنساني والقوانين التي يحتكم إليها، ورغم أهمية العلوم الاجتماعية للإنسان والمجتمع فإنها تعتبر أقل مصداقية من العلوم الطبيعية؛ وذلك يعود لضعف القدرة على التنبؤ بسبب محدودية الحقائق التي تتسم بها العلوم الإنسانية بصفة عامة.

وللعلوم الاجتماعية وظائف عدة، من أهمها:^[٣]

• اكتشاف الحقائق وتفسيرها، إذ تستطيع العلوم الاجتماعية الإجابة عن الأسئلة التي تدور حول الإنسان والمجتمع، والتي تبدأ بمن؟، وكيف؟، ولماذا؟، ومتى؟، إذ إن الإجابة على هذه الأسئلة تساعد على معرفة الحقائق والعلاقة فيما بينها، بالإضافة إلى إزالة الالتباس حول الحقائق الاجتماعية لتقديم صورة مفهومة عن الواقع.
• تشخيص المشاكل وتحليلها، فالمجتعمات تضم العديد من المشكلات مثل الفقر والبطالة وعدم المساواة والتمييز والتوترات الاجتماعية، والوقوف على هذه المشكلات وتحليلها يجعل من السهل حلها ومعرفة مواطن وأسباب هذه المشكلات.
• تنظيم المعرفة، وذلك من خلال تنظيم الحقائق المكتشفة، عن طريق البحوث ومجموعة المعارف المقدمة.
• السيطرة على الظواهر الاجتماعية، فالأبحاث الاجتماعية تقدم لنا معرفة وحقائق عن جسد المجتمع مما يسهل علينا السيطرة على الظواهر الاجتماعية.
• التنبؤ، إذ يهدف البحث الاجتماعي إلى إيجاد علاقة بين الحقائق الاجتماعية وعلاقاتهم السببية، وهذا يوفر أساسًا صحيحا للتنبؤ في الكثير من الحالات.

أنواع البحث الاجتماعي

تأتي البحوث الاجتماعية في العديد من الأشكال، ومن أبرز هذه الأشكال: الاستكشافية، والوصفية، والتفسيرية، وتُشرح على النحو الآتي:^[٤]

• البحث الاستكشافي: وهو الذي يتم إجراؤه في مجالات جديدة من أجل تحديد نطاق أو مدى ظاهرة أو سلوك معين؛ لتوليد الأفكار الأولية حول تلك الظاهرة، وتستخدم مثل هذه الأبحاث على سبيل المثال لدراسة مدى رضا الشعب عن السياسات الحكومية، أو الضرائب، أو البطالة، أو التضخم، أو غير ذلك.
• البحث الوصفي: يتجه البحث الوصفي نحو تقديم معلومات دقيقة، وهذه النوعية من البحوث تعتمد على الأرقام والإحصاءات الديموغرافية، وقد تشمل التقارير الوصفية سردًا للمعلومات الإثنوغرافية فيما يتعلق على سبيل المثال بسلوكيات بعض العصابات أو تطور الممارسات الدينية أو الثقافية أو العرقية في المجتمعات.
• البحث التوضيحي: يعنى البحث التوضيحي بإجراء تفسيرات للظواهر والمشكلات والسلوكيات، ويحاول هذا النوع من البحوث إيجاد نقاط اتصال من خلال تحديد الأسباب وعلاقتها بالنتائج، ومن الأمثلة على البحث التوضيحي؛ فهم الأسباب الكامنة وراء جرائم المراهقين، ويعد البحث التوضيحي أكثر أنواع البحوث المتبعة أكاديميًا.

طرق البحث

يجب على الأبحاث أن تستند إلى طرق صحيحة ودقيقة ليؤخذ بها، ومن أبرز هذه المناهج؛ الكمية والنوعية، وتُشرح على النحو الآتي:^[٥]

• المنهج النوعي: يعد المنهج النوعي ذا طبيعة استكشافية، وينزع البحث النوعي إلى الاستكشاف لا التنبؤ، ولهذا فإن البحث الذي يعتمد على المنهج النوعي لا يُبنى على فرضية معينة؛ لأن الفرضية هي تنبؤ بطبيعة الحال على عكس المنهج النوعي الذي يعتمد على ما يقوله الناس، وعادة ما تكون المقابلات والوثائق والصحف مصدرًا للبيانات، بالإضافة إلى الملاحظات السمعية والبصرية.
• المنهج الكمي: يعتمد البحث الكمي على التنبؤ، و يتفق مع البحث الوصفي، وسؤال البحث يكون: كم؟، أو كم مرة؟، والبحث الكمي في جوهره يدور حول الإحصاءات والأرقام، ويتم بالنتائج العددية، إذ إن هذه النتائج تبحث في صحة فرضية البحث.

مراجع

1. ↑ Robert A. Nisbet (28-11-2019), "Social science"، Britannica, Retrieved 30-11-2019. Edited.
2. ↑ MODH JATINKUMAR CHAMANLAL (2014), "ROLE OF COMPUTER APPLICATIONS AND TOOLS IN THE SCIENTIFIC RESEARCH PROCESS", International Journal of Research in Science And Technology , Issue 3, Page 34,35,36. Edited.
3. ↑ Dr.Mahesh .C. (2011), SOCIAL RESEARCH METHODS, India: UNIVERSITY OF CALICUT, Page 5,12,13. Edited.
4. ↑ Anol Bhattacherjee (2012), Social Science Research: Principles, Methods, and Practices, Florida: University of South Florida, Page 6,5. Edited.
5. ↑ Raimo Streefkerk (12-4-2019), "Qualitative vs. quantitative research"، scribbr, Retrieved 3-11-2019. Edited.