مدينة دلفت
دلفت واحدة من مدن جنوب غرب هولندا القائمة بين حدودِ لاهاي وروتردام، وتصنف ضمن قائمة المدن العالمية العائمة نظرًا لوفرة القنوات المائية الصغيرة المتشعبة عن نهر الراين، وتحتل مدينة دلفت المرتبة الثانية بين قائمة المدن الهولندية من حيث المساحة؛ وذلك لكثرة القرى الصغيرة التابعة لها بنحوٍ يتجاوز 17 قرية، وتحتضن المدينة عددًا من أهم الجامعات ومراكز البحوث العلمية هناك، وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على السياحة في دلفت على وجه الخصوص.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإنها مدينة ذات تاريخ عريق يعود إلى القرن التاسع عشر؛ وما يؤكد ذلك وجود تلك المقابر الملكية التي تحتضن جثة قائد الثورة الهولندية ضد إسبانيا وليام الأول، كما أُقيم فيها ضريح مؤسس السلالة الملكية وليم دي أورانج؛ ويُذكر بأنه قد أُزهقت روحه في غضون الحرب ضد إسبانيا[١].
السياحة في دلفت
تصنف مدينة دلفت بأنها واحدة من أكثر مدن هولندا جمالًا؛ إذ تكثر فيها المناظر الطبيعية الخلابة وتنتشر فيها القنوات المائية الصغيرة المنبثقة عن نهر الراين العظيم، كما أنها مدينة يطغى عليها الهدوء الذي يطمح الجميع للحصول عليه للاسترخاء والتخلص من صخب المدن الكبيرة، بالإضافةِ إلى ذلك فإن التصميم المعماري المهيمن على دلفت جعل منها أيقونة عالمية في عالم السياحة والحضارة والتاريخ في آنٍ واحد، لذلك فإنها وجهة سياحية هامة في البلاد[٢]، وفيما يأتي أهم معالم السياحة في دلفت[٣]:
- الكنيسة القديمة، يتوافد السياح إلى الكنيسة القديمة لغايات التعرف على تفاصيل قصة مقتل وليم دي أورنج عندما تسللت الطلقة من مسدس الإسباني إليه، إذ إنّ جثته تتوسط الكنيسة الجديدة الموجودة في سوق المدينة.
- تمثال هوجو جروتيوس، نصبت هولندا هذا التمثال منذ نهايات القرن السابع عشر الميلادي صاحب الفضل في وضع القانون الدولي الذي يتداوله العالم بأسره حاليًّا، ويقف التمثال الرجل حاملًا بيده اليسرى كتابًا يمثل دستور القانون الدولي، ولا بد من التنويه إلى أن هذا القانون ما زال قائمًا حتى اللحظة هذه فهو الأب الروحاني للقانون الدولي.
- البرج المائل، أسهم خطأٌ معماريٌ في التصميم بجعل هذا البرج أيقونة سياحية، وينتصب البرج أمام الكنيسة القديمة ليلفت أنظار السياح والزوار، ومن أكثر المدهوشين به هم زوار البلاد اليابانيين، ويعود تاريخ تشييده إلى ما يفوق 4 قرونٍ دون تخلخلٍ أو سقوط إطلاقًا، ويلتقط السياح الصور التذكارية هناك باستمرار لتوثيق زيارتهم له.
- ركوب القوارب، من أبرز الأنشطة التي يمكن ممارستها في مدينة دلفت هي الذهاب في جولة على متن القوارب في مياه القنوات والأنهار المتدفقة فيها، وخلال الرحلة المائية يمكن المرور بجانب الكنيسة ومشاهدتها عن قُرب والتمتع بالتصميم العمراني المميز.
- جامعة دلفت للتكنولوجيا، تستوعب هذه الجامعة ما يفوق 16 ألف طالب على الأقل؛ لذلك فإنها الجامعة الهولندية الأكبر والأعظم في البلاد، هذا وقد تمكنت من تقديم عدد ضخم من وضع البحوث العلمية الخاصة ذات العلاقة الوطيدة بالبناء العماري الخاصة بتلك المناطق التي تتخللها القنوات المائية وتوصف بمناطق عائمة.
- متحف الجيش، يُتاح للسياح الفرصة باستئجارِ عربات الخيول والتجول بواسطتها في شوارع المنطقة، كما يمكن أيضًا استئجارِ القوارب للذهاب لزيارة العديد من المتاحف من بينها متحف الجيش الذي يستعرض كمًّا ضخمًا من الأسلحة المستعملة في تلك الحروب شديدة البأس في تاريخ المنطقة، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الأسلحة لم تستخدم منذ لحظة تأسيس المتحف حتى اللحظة.
- قاعة مدينة دلفت: معلم سياحي هام أيقونة تاريخية تتمتع بتصميمٍ معماريٍ فريد من نوعه يعود إلى عصر النهضة، ويعود الفضل في منحها هذا التصميم ذلك المصمم والمهندس المعماري الهولندي هندريك دو كيسير، ويشار إلى أنها تتوسط ساحة ماركت المعلم السياحي الهامّ في المدينة، وقد خضعت للترميم وبعض التغييرات في مطلعِ القرن العشرين للحفاظ على طابع وتصميم عصر النهضة عليها[٤].
الصناعة في دلفت
تعد صناعة الخزف من أكثر ما تنفرد به مدينة دلفت الهولندية، وقد دخلت الحرفة أبواب المدينة بالتزامنِ مع ظهور نخبة من الرسامين العالميين ومنهم يوهانس فيرمر؛ وقد تمكنت من المحافظة على ذلك حتى الوقت الحالي؛ إلا أن الحرفة تقترن باللون الأزرق على الدوام؛ ويعزى السبب في ذلك إلى شركة الهند الشرقية التي حرصت على إدخال الصناعة إلى البلاد وتطويرها بكثرة؛ وكانت هذه الشركة مختصة باللون الأزرق فتنشره وتسوق المنتجات إلى كافة أنحاء العالم[١].
المراجع
- ^ أ ب "السياحة في مدينة دلفت هولندا رمز السحر الهولندي"، دليل أوروبا، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "أبرز المعالم السياحية في مدينة دلفت الهولندية"، سائح، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في دلفت الهولندية وجولة ساحرة في مدينة الخزف"، للهجرة معنا، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
- ↑ نوف (30-12-2015)، "الطراز المعمارى الفريد لقاعة مدينة دلفت"، فندقة ترافل، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.