محتويات
المظاهر العمرانية بين القرية والمدينة
يتضح الفرق العمراني بين القرية والمدينة بأن القرية تُعرّف على أنّها تجمع سكاني صغير تقطنه عشائر وعوائل متصلة النّسب، يغلب عليها الطابع العمراني البسيط والمنازل الأرضية والبنية التحتية المتواضعة والخدمات الأساسية البسيطة من مواصلات وماء وكهرباء واتصالات ومرافق صحيّة، ويرتبط أفرادها ارتباطًا وثيقًا بالطبيعة والأراضي الزراعية وتربية المواشي والدواجن والحيوانات الأخرى، أما المدينة فتُعرّف على أنّها تجمع سكاني كبير وكثيف تقطنه عوائل لا تربطهم صلة النسب والقرابة وهم من مختلف الأجناس والأعراق والمذاهب الدينية والفكريّة، تتميز المدينة بطابعها العمراني الحداثي كالأبنية، العالية والأبراج السكنية والبنية التحتية القوية والشوارع المزدحمة بالسيارات، والأسواق المكتظة ولذلك يتمتع قاطنوها بكافّة وسائل الخدمات الضرورية والثّانوية ووسائل الراحة والرفاهية وتتوافر لهم فرص أكبر وأوسع من مختلف المجالات الحياتيّة وما تشمله من التعليم والصحة والتّجارة والفن والرياضة[١].
المظاهر الاجتماعية والثقافية بين القرية والمدينة
توجد مجموعة من النقاط الجوهرية التي تُحدد الاختلاف بين المظاهر الاجتماعية والثقافية الخاصة بسكان كل من القرية والمدينة أبرزها متمثلة بالتالي[٢]:
- نمط الحياة: تغلب على المجتمع الرّيفي الحياة البسيطة غير المتكلّفة والفقر، ويرتكز معظم عملهم على مجال الزراعة والثّروة الحيوانية والحرف اليدوية والمهن الأساسية من حدادة ونجارة وحلاقة وما إلى ذلك من سبل ضروريّة للعيش، أما المجتمع المدني فيتميّز بالحياة المتكلفة والبذخ ومظاهر الغناء أو الاكتفاء المالي الضروري لكافة مناحي الحياة على الأقل، وبالنسبة للأعمال فهي تتوزع على كافة نواحي الحياة من تجارة وخبرات أكاديميّة ووظائف متخصصة ومهن وحرف وصناعة وفن ورياضة والكثير من المجالات المختلفة.
- العلاقات الاجتماعية: يُعرف المجتمع الريفي بعلاقاته الاجتماعية القوية بين أفراده وعوائله بسبب صلة النسب والقرابة والبساطة الاجتماعية وطيبة القلب وانعدام التنوع الطّبقي والثقافي والعرفي والديني فيه، كما أنّ صفة التشاركية تغلب على أفراد الأسرة الواحدة والأقارب وحتى الجيران في كثير من الأحيان وتكون للوالد الكبير كلمة الفصل والرأي الراجح لذا تكون الخصوصيّة والاستقلالية الشخصية ضعيفةً جدًّا في القرية ويكون الفرد أكثر تضحيةً من أجل أهله وأقاربه، بينما المجتمع المدني تضعف فيه الأواصر الأسريّة والعلاقات الاجتماعية البسيطة بين الأقارب والجيران وتغلب عليه العلاقات المتكلّفة والضيقة من المحبين والأصدقاء، وتتميّز فيه الخصوصية والاستقلالية الفردية فيملك كل فرد قراره وينتقي مصيره بنفسه.
- العادات والتقاليد: يُعرف المجتمع الريفي بأنه شديد الانضباط والتشدّد في الالتزام بالعادات والتّقاليد والضوابط الدينية ولا يسعى أحد من أفراده للخروج عنها بأيّ حال من الأحوال، ويتمتّع بشدة مراقبة الأهل لأبنائهم وتربيتهم وفق أعراف وآداب المجتمع التّقليدية، كما تقل فيه المشاكل والتّجاوزات على الآخرين، أما المجتمع المدني فتضعف به العادات والتّقاليد والضوابط الدينية نتيجة التنوع الثقافي والعرقي والدّيني فيه لذا تغلب عليه الخصوصيّة الفكرية والاستقلالية في طريقة الحياة والتميز الفكري والثقافي وتكثر فيه المشاكل والتجاوزات.
- الانفتاح: تُعرَف طبيعة المجتمعات الريفية خاصةً العربية أنها تشدّد كثيرًا على الفصل بين النّساء والرجال حتى لو كانوا أقارب في كثير منها، وهذا الأمر يشمل كلّ نواحي الحياة، مثل: الدراسة والعمل وكافة الفعاليات الاجتماعية، والرقابة وتكون ضمن إطار وحيد هو الدين والعرف الاجتماعي فلا يمكن التعارف إلا من خلال الخطبة الرسمية وطلب أهل الشاب للفتاة من أهلها وكل ما يخالف ذلك فهو خارج عن أخلاق المجتمع وقيمه، أما المجتمع المدني فهو أكثر انفتاحًا في مجال الاختلاط وهذا جزئيّ ومقيّد بضوابط في المجتمعات العربية وفي دول معينة، وما عدا ذلك لا يختلف الأمر فيه عن المجتمع الرّيفي وقد يكون أشدَّ منه، أمّا في مجال التعارف قبل الزواج فهو أكثر انفتاحًا بالضّرورة من الريف مع عدم إقرار الأمر اجتماعيًّا تمامًا خصوصًا من الآباء في منطقتنا العربيّة وقد يوجد تشديد كبير في العديد من المجتمعات المدنية التزامًا بالضوابط الدينية وفي مجتمعات أخرى تكون أكثر تقبلًا.
- التعليم: عادةً ما يكون أفراد المجتمع الريفي أقل مستوى تعليميًا وثقافيًا بسبب انغلاق المجتمع على نفسه وضعف المرافق التعليميّة وقلة الاهتمام وضعف مستوى التدريس، ويعمد الشّباب للعمل في وقت مبكر من أجل إعانة آبائهم في توفير المعيشة الكريمة للأسرة، كما أنّ مستوى إنجاب الأطفال يكون مرتفعًا مقارنةً بالمدينة وهذا ما يجعل توفير مستقبل جيد لهم أمرًا صعبًا نسبيًّا، أمّا أفراد مجتمع المدينة فيكونون في مستوى تعليمي وثقافي أكبر وتقل نسبة إنجاب الأطفال مقارنةً بالقرية؛ وبذلك توفر رعايةً أكبر ومستقبلًا جيدًا لهم.
عناصر المجتمع
توجد مجموعة من العناصر التي يرتكز عليها المجتمع بمختلف أنواعه وتصنيفاته أبرزها متمثلة بالتالي[٣]:
- البيئة: تضمُّ البيئة صفات المحيط الخاص بالمكان الذي يعيش عليه المجتمع، مثل: نوع التربة ومستوى جودة الهواء.
- الجانب الاجتماعي: يعتمد الجانب الاجتماعي على طبيعة التنظيم الاجتماعي الخاص بالمجتمع، مثل: وجود المؤسسات وتقسيم المجتمع لتجمعات صغيرة وجماعات بناءً على أسس مختلفة.
- السكان: يُعدّ السكان البنية الأساسية التي يرتكز عليها المجتمع بالدرجة الأولى.
- العلاقات المتبادلة بين الأفراد: تنشأ العلاقات المتبادلة بين طبقات المجتمع المختلفة نتيجة رغبة أفراد المجتمع الواحد ببناء جسور علاقات مع بعضهم البعض سواء أكانت علاقاتٍ وظيفيةً ترتكز على المصلحة العامة للمؤسسات أم شخصيةً.
أنواع المجتمعات بناء على التقدم الحضاري
يقسم علماء السكان والحضارة المجتمعات بناءً على مستوى التقدم ومواكبة الحضارة لمجموعة من الأنواع أبرزهم متمثلون بالتالي[٤]
- مجتمع الالتقاط والجمع: مجتمع من أكثر المجتمعات البدائية يعتمدون في معيشتهم على جمع مجموعة الفواكه والخضراوات عن أعلى الأشجار من أجل الحصول على الغذاء ولا يوجد لهم نظام إداري محدد ينظم نمط المعيشة الخاصة بهم على الإطلاق ويعتمدون اعتمادًا رئيسًا على شخص واحد يسمى بشيخ القبيلة.
- مجتمع الصيد: مجتمع من المجتمعات البدائية أغلبهم يعيشون في المناطق المتجمدة يعتمدون في معيشتهم على صيد مجموعة الحيوانات من أجل الحصول على الغذاء واستخدامهم للتنقل من مكان إلى آخر.
- المجتمع الحضري: مجتمع يعتمد الأفراد في معيشتهم داخله على تصدير واستيراد السلع من المناطق المجاورة لهم وعلى صناعة مجموعة من السلع البسيطة التي لا تحتاج للكثير من التقدم التكنولوجي من أجل ممارستها.
- مجتمع المدينة: مجتمع يعتمد في معيشته على مجموعة كبيرة من الأنشطة الصناعية والتجارية والخدماتية والقليل من الزراعية، وما يميزه تقسيم مجتمعه من الداخل لتجمعات سكانية صغيرة كل منها يمتلك مجموعةً من المبادئ والمعتقدات المستقلة الخاصة بها.
- المجتمع الريفي الحضري: مجتمع يعتمد أفراده في معيشتهم على ممارسة حرفة الزراعة وإنتاج مجموعة من المنتوجات الزراعية الصناعية من أجل تصديرها إلى خارجه.
المراجع
- ↑ "المظاهر العمرانية والاجتماعية في القرية والمدينة"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين المدينة والقرية"، مجلتك، 29-3-2017، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
- ↑ " عناصر المجتمع وانواعه "، المرجع الالكتروني للمعلوماتية، 28-6-2016، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "أشكال المجتمع .. تركيبه وحاجاته"، آفاق علمية وتربوية، 24-2-2011، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.