حماية الحيوانات من الانقراض

الانقراض

انقراض الحيوانات يعني موت آخر فرد من نوعها، ولا يُعد النّوع منقرضًا إذا كان غير موجود في منطقة معيّنة من البرّيّة، ومعظم الحيوانات انقرضت نتيجة لأسباب طبيعيّة، إذ قد تُصبح الحيوانات المفترسة أكثر قوّة وأكثر عددًا من الحيوانات التي تتغذّى عليها، وفي حالات أخرى قد يكون المُتسبّب في انقراض الحيوانات التّغيُّر المناخيّ الحاد في الأراضي التي تعيش عليها لتُصبح غير صالحة للسّكن^[١].

أهمية حماية الحيوانات من الانقراض

يُنفَق الكثير من الوقت والجهد والمال لمحاولة إنقاذ الحيوانات المهدّدة بالانقراض، ومع أنّ الانقراض عمليّة طبيعيّة قد تحدث بسبب البشر أو دونهم إلّا أنَّ الأبحاث تُظهِر أنّ انقراض الحيوانات يحدث الآن أسرع، وأكثر من أيِّ وقت مضى، وفيما يلي ثلاثة أسباب تُبيّن أهمّيّة حماية الحيوانات من الانقراض^[٢]:

• المحافظة عليها للأجيال القادمة: أحد أقوى الأسباب لإنقاذ الحيوانات المهدّدة بالانقراض هي ببساطة الاستمتاع برؤيتها والتّفاعل معها في الطبيعة، والأنواع التي انقرضت الآن لم تعد موجودة لنا أو للأجيال المقبلة لرؤيتهاوالتمتّع بها، ويمكن فقط التّعرّف عليها في الكتب وعلى الإنترنت.
• المحافظة على البيئة: كلُّ شيء في الطّبيعة مترابط، وإذا اختفى حيوان واحد أو نبات، فإنّ غيابه يُزَعزِع توازن الطّبيعة، ويمكنه تغيير النّظام البيئيّ بالكامل، وقد يتسبّب في معاناة الحيوانات الأخرى، على سبيل المثال قد يبدو النّحل صغيرًا، ولكنّه يلعب دورًا كبيرًا في النّظام البيئيّ، فهو ملقِّح للنّباتات، هذا يعني أنّهم مسؤولون عن التّكاثر، ودون النّحل ستنقرض العديد من أنواع النّباتات، ممّا يؤدّي إلى خلل في سلسلة النّظام الغذائيِّ بأكملها.
• الأغراض الطبّية: كثير من الأدوية تأتي من الطّبيعة، وإنّ فقدان النّباتات والحيوانات عند انقراضها يعني عدم إمكانيّة اكتشاف أدوية جديدة، وعدم وجود بديل عن الأدوية الطبيعيّة الحاليّة.

المساعدة في حماية الحيوانات المهدّدة بالانقراض

قد يفضل معظم النّاس معرفة الرّوابط بين الكائنات الحيّة في النّظام البيئيّ، وفي الحقيقة مهما كان الكائن صغيرًا، فإنَّ غيابه يؤثِّر على أكبر المخلوقات، وفيما يلي نصائح للمساعدة في الحفاظ على الحيوانات المهدّدة بالانقراض^[٣]:

• تثقيف الأفراد: لا يعني التثقيف أن يتعرّف الأفراد على الحيوانات المهدّدة بالانقراض، لكنّه ببساطة قد يبدأ من الحفاظ على النّظام البيئيّ في الفناء الخلفيّ للبيت، وتعليم الأصدقاء والعائلة عن الحياة البرّيّة والطّيور والأسماك والنّباتات التي تعيش في البيئة المحيطة، فإنَّ مجرَّد الوعي بهذه الأنواع يُعد خطوة جيدة، وتوجد العديد من الطُّرُق التي تؤثّر بها عاداتنا اليوميّة في المنزل على هذه المخلوقات.
• إعادة التّدوير وشراء المنتجات المستدامة: تُنهب العديد من الموارد الطّبيعيّة لصناعة منتجات جديدة؛ لتواكب التّسارع في عدد سكّان العالم، لذلك من أجل المحافظة على الموارد الطّبيعيّة من الأفضل عدم شراء أثاث مصنوع من خشب الغابات المطيرة، أو الأشجار المهدّدة بالانقراض، كما أنَّ الهاتف المحمول المصنوع من المعادن المستخرجة في أماكن عيش حيوانات الغوريلا، وزيت النّخيل يُستخرج من الغابات التي تعيش فيها النّمور.
• تقليل استهلاك الوقود: من أجل تقليل التّلوّث في البيئة، يُفضّل المشي أكثر والقيادة أقلّ، واستخدام وسائل النّقل العامِّ، بالإضافة لضرورة استخدام المنتجات القابلة للتّحلّل، وأكل الطّعام من المنتجات المحلّيّة.
• تجنب استخدام البلاستيك: إنَّ الحيوانات البرّيّة تتعرض للخطر نتيجة أكل المنتجات البلاستيكيّة، بالإضافة للمنتجات التي تُلقى في المحيط وتتناولها الأسماك الصّغيرة، وتقتل الكائنات الدّقيقة المفيدة، لذلك من المفضّل تجنب استخدام المنتجات البلاستيكيّة، مثل أكياس الخضار والفواكه وغيرها.
• التّطوّع: غالبًا ما تعاني ملاجئ الحياة البرّيّة، والحدائق، وغيرها من الأماكن البرّيّة من نقص التّمويل وتحتاج لمساعدة، لذلك من الجيّد قضاء بعض الوقت في محاولة حماية البيئة المحيطة، والتّطوّع من أجل حماية الحيوانات وتعليم النّاس عن البيئة، والتقاط القمامة وتنظيف المكان.
• تجنب المنتجات غير القانونية: في بعض الأحيان تكون الكثير من الهدايا التّذكاريّة المعروضة في الأسواق السّياحيّة، من حيوانات مهدّدة بالانقراض، مثل العاج والسّلاحف والمرجان، لذلك يجب الحذر من شراء المنتجات الطّبيعيّة.
• تجنب المبيدات الكيميائيّة: تُعد مبيدات الأعشاب، والمبيدات الحشريّة ملوّثات خطرة، تؤثّر على الحياة البرّيّة في العديد من المستويات، وتستغرق هذه الموادّ الكيميائيّة وقتًا طويلًا لتتحلّل وتتراكم في التّربة قبل نشرها في جميع أنحاء السّلسلة الغذائيّة، وستُعاني من ضررها حتّى الحيوانات المفترسة، مثل الصّقور والذّئاب؛ وذلك عندما تفترس حيوانات مسمومة، وهذا يُمكنه إحداث خلل في كلِّ النّظام البيئيّ، كما أنَّ البرمائيّات معرّضة بنسبة أكبر لهذه الملوّثات الكيميائيّة، ومن الأفضل الاتّجاه لمبيدات حشريّة بديلة عن المبيدات الكيميائيّة قدر الإمكان.

الحيوانات المهدّدة بالانقراض

توجد العديد من الحيوانات المهدّدة بالانقراض حول العالم، ولا يقتصر الانقراض على بيئة معيّنة، ومن هذه الحيوانات الفهود، والنّمور، والقردة الكبرى، وأسماك القرش، وسمك الرّاي اللّاسع، وكركدن البحر، وأنواع السّلاحف البحريّة، والحوت، وفرس النّهر، وفقمة هاواي، وتتراوح أسباب انقراضها بين طبيعيّة وبشريّة، وفيما يلي شرح عن أبرز الحيوانات المهدّدة بالانقراض^[٤]:

• الأسود: انقرضت الأسود في كثير من مناطق إفريقيا، وهي الآن أقلُّ من نصف ما كان عليه عددها قبل ثلاثة عقود، ومن المتوقّع أن تنقرض الأسود تمامًا في 2050، والسّبب الرّئيسيّ في ذلك هو الصّيد الجائر، وفقدان الموائل، وفقدان أماكن الصّيد؛ بسبب الاستيطان البشريّ، والتّغيُّر المناخيّ.
• وحيد القرن: تُستنزف حيوانات وحيد القرن يوميًّا؛ فقط لأنَّ قرونها تُعبِّر عن المكانة حسب العديد من التقاليد الصينية، كما تعد قرون وحيد القرن في الطّبِّ الصّينيّ التّقليديّ المزيّف علاجًا فعّالًا للسّرطان، فهو مكوّن من مادّة الكيراتين التي يُعتقد أن لها فائدة وهي لا تحتوي أيَّ فائدة طبّيّة، والسّبب الآخر هو فقدان الموائل، وتوجد الآن ثلاثة من أصل خمسة أنواع مهدّدة بالانقراض، وتُقتل يوميًّا ثلاثة من حيوانات وحيد القرن الإفريقيّ، وحاليًّا يوجد أقلُّ من 50 فردًا من وحيد القرن الجاويِّ، وأقلُّ من 200 وحيد قرن من نوع سومطريّ.
• الفيل: تلقّت الفِيلة الإفريقيّة والآسيويّة ضربات قاسية في القرن الماضي، والآن يذبح الصّيّادون فيلًا كلَّ 15 دقيقة؛ لدعم تجارة العاج غير القانونيّة، والتي تدرُّ أرباحًا هائلة، وفي عام 2012 وحدَهُ، ذُبِحَ 30,000 فيل إفريقي، واليوم يُقدَّر عددها فقط بحوالي 470,000 فيل، أمّا الفيلة الآسيويّة فهي تُعاني أكثر، ولا يتجاوز عددها اليوم 25,000 فيل، ويُعزى عددها المُتناقص إلى الصّيد الجائر ونقص الموائل.

المراجع

1. ↑ Doris Lin (2019-10-24), "What Is an Animal Extinction?"، thoughtco, Retrieved 2019-11-23. Edited.
2. ↑ Jane Warley (2018-3-9), "Why save endangered animals?"، onekindplanet, Retrieved 2019-11-23. Edited.
3. ↑ Susie Almaneih (2017-3-14), "12 Things We Should All Do To Protect Endangered Species"، huffpost, Retrieved 2019-11-23. Edited.
4. ↑ "ENDANGERED ANIMALS", saveanimalsfacingextinction, Retrieved 2019-11-23. Edited.