علامات الترقيم
يُقصد بالترقيم في اللغة العربية أن يضع الكاتب عند الكتابة رموزًا اصطلاحيةً معينةً بين الكلمات، أو الجمل، ويكون ذلك لأسباب مختلفة مثل تعيين أماكن الفصل بين كل جملة وأخرى، وتعيين الوقف، والابتداء، والنبرات الصوتية، والأغراض الكلامية، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ العرب استخدموا علامات الترقيم المختلفة قبل مئة عام تقريبًا، وكان ذلك بعد نقلها عن اللغات الأخرى على يد شخص يُطلق عليه اسم أحمد زكي باشا، إذ طلب ذلك الأمر من وزارة التعليم المصرية آنذاك، وفيما بعد أُضيفت علامات الترقيم الجديدة، والإشارات المبتكرة الأخرى[١].
أبرز علامات الترقيم
تُوجد الكثير من علامات الترقيم المستخدمة في اللغة العربية، وأبرزها ما يأتي[٢][٣]:
- النقطة (.): تُستخدم النقطة لأغراض مختلفة، إذ تُستخدم لإنهاء جملة متكاملة من ناحية قواعد اللغة العربية سواءً كانت الجملة اسميةً أم فعليةً أم مركبةً، كما يُنصح استخدامها بعد الفقرات المرقمة التي تبدأ بسطر جديد حتى لو لم تكن الجملة كاملةً، لأنَّ ذلك الأمر يُسهل على القارئ.
- علامة الاستفهام (؟): تُستخدم علامة الاستفهام غالبًا بهدف إنهاء جملة مفيدة، وهي تنوب عند النقطة عندما تكون الجمل استفهاميةً، أي إنها تدخل على الجمل التي ينتظر قائلها إجابةً عنها، ولا فرق في ذلك الأمر بين الجملة التي تبدأ بحرف استفهام أم لا، وهي جملة استفهامية قائمة بحد ذاتها، كما أنها تنتهي بعلامة استفهام، وهي جزء من الجمل الخبرية، وتأتي بين علامتي تنصيص، وتُوضع عند نهاية الجملة داخل علامة التنصيص، ومثال ذلك ما يأتي: يسأله الملك: "من ربك؟"، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ القاعدة العامة هي أنه إذا انتظر الناطق إجابةً عن الجملة يجب وضع علامة استفهام لها، بينما إذا لم ينتظر واحدةً منها عند اللفظ فلا تُوضع علامة الاستفهام إلا بين علامتي التنصيص.
- علامة التعجب (!): وهي تُستخدم للتعبير عن الانفعالات النفسية تجاه الأمور غير المتوقعة أو المستنكرة، كما يُعبَر عنها بتعجب أو إعجاب أو فرح أو حزن أو تهكم أو تحذير، وهي تحل مكان النقطة، وعلى وجه العموم تُعبر علامة التعجب عن العاطفة التي يشعر بها الإنسان أكثر مما تُعبر عن تفكيره، لهذا لا تُستخدم في الكتابات العلمية، ولكنها قد تأتس ضمن اقتباس مباشر بين علامتي تنصيص في تلك الكتابات العلمية.
- النقاط الثلاث المتتالية (...): تُستخدم هذه النقاط بهدف تنبيه القارئ لوجود حذف في النص عند اقتباسه مباشرةً، أي إنها تُستخدم بين علامات التنصيص وما يقوم مكانها.
- الفاصلة (،): تُستخدم الفاصلة بهدف الفصل بين الجمل الاعتراضية أو العبارات عن جملة رئيسة، ولكن يجب توفر إمكانية الاستغناء عنها دون إلحاق أي خلل بالجملة الرئيسة من ناحية القواعد اللغوية أو المعاني، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الفاصلة توضع في بداية الجملة الاعتراضية ونهايتها إذا كانت الجملة الأساسية لا تنتهي إلا بها، بينما إذا جاءت الجملة الاعتراضية في آخر الجملة الرئيسية فإنَّ النقطة تغني عن الفاصلة الثانية.
- الفاصلة المنقوطة (؛): تُستعمل الفاصلة المنقوطة بهدف الربط بين جملتين تستطيع كل واحدة منها الوقوف بذاتها دون إضافة من ناحية قواعد اللغة العربية، ولكن من ناحية المعنى يكون مكتملًا من خلال إضافة الجملة التالية لها، ومن استخداماتها أنَّها تفرق بين عبارتين أو جملتين يُمكن استقلال كل منهما على حدة، كما تُوضع للفصل بين أجزاء رئيسة تحتوي على أجزاء فرعية، وتُستخدم أيضًا للفصل بين مجموعة من المصادر ضمن حاشية واحدة.
- النقطتان المتعامدتان (:): تستعمل هذه العلامة لتبيه القارئ بأنَّ النصوص لها جمل تابعة سواءً كانت مسبوقةً بالفعل الماضي قال، أو أي مشتق من مشتقات ذلك الفعل، كما أنها تُوضع لتنبيه القارئ أنَّ التفاصيل سوف تتبع سواءً كانت الجملة السابقة مكتملةً من الناحية اللغوية أو غير مكتملة، وهي أيضًا تُستخدم لتنبه القارئ لتفاصيل ذات أرقام أو حروف أو تقسيمات مرتبة متتابعة بصورة عمودية أو أفقية.
- الأقواس: يُستخدم القوسان الهلاليان في كتابة الكلام غير الأساسي، وهو غالبًا يأتي عند كتابة التواريخ والأرقام، والعبارات التي تحتاج للفت نظر، وكتابة كلمة بديلة إلى جانب كلمة أخرى، كما أنَّ الأقواس المستطيلة تُستخدم في كتابة الهوامش الخاصة بالمواد البحثية والدراسات.
أهمية علامات الترقيم
يُمكن تلخيص أهمية علامات الترقيم بمجموعة من النقاط، وهي كما يأتي[١]:
- تسهل على القارئ عملية الفهم، وتجود إدراكه للمعاني، وتفسر المقاصد، كما أنها تُوضح التراكيب المختلفة خلال عملية القراءة، ومثال ذلك ما هو ظاهر في الجمل الثلاثة التالية: (ما أحسن الرجل.) و(ما أحسن الرجل!) و(ما أحسن الرجل؟)، إذ تختلف هذه الجمل الثلاثة في المعنى رغم أنها بدت في ظاهر الأمر كأنها جملة واحدة مكررة تتكون من ثلاث كلمات، وسبب ذلك أنَّ النقطة في الجملة الأولى جعلتها جملةً خبريةً منفيةً بما النافية، بينما علامة التأثر الموجودة في الجملة الثانية جعلتها جملةً تعجبيةً، أمَّا الجملة الثالثة فإنَّ علامة الاستفهام الموجودة فيها جعلتها جملةً استفهاميةً.
- تعريف القارئ بمواقع الفصل الموجودة في الجمل، وتقسيم العبارات، والوقوف على المواضع التي يجب السكوت عندها، مما يؤدي لتحسين الإلقاء، وتجويد القراءة.
- تسهيل عملية القراءة، وتجنيب القارئ هدر الوقت بين تردد النظر، وانشغال الذهن بفهم العبارات التي من السهل إدراك المعاني الكامنة فيها، أي إنَّ الغرض من الجمل يتبين بتقاسيمها وأجزائها المفصولة أو الموصولة من خلال علامات الترقيم، كما تتوضح المعاني المرادة من الجمل، ويتبين الزمن الذي يحتاجه القارئ بهدف فهم النص المرقوم، إذ يتطلب النص المرقوم وقتًا زمنيًا أقصر كثيرًا من الزمن المطلوب عند قراءة نص غير مرقوم.
- تصور للكاتب الحركات اليدوية والانفعالات النفسية والنبرات الصوتية التي يستخدمها الإنسان عند الكلام، مما يُضيف دقةً في التعبير، وصدق في الدلالة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ الحركات الجسمية والنبرات الصوتية تتشابه مع دلالة الخطاب الشفوي، كما أنها تُشبه إشارات المرور التي تنظم حركة السير والمواصلات، وهي تتشابه أيضًا مع اللوحات الإرشادية المكتوبة على الطرق.
- تنظيم الموضوع، وتجميل اللغة، وتحسين العرض، إذ يظهر ذلك الأمر بصورة جمالية تُريح القراء، وتدفعهم للقراءة والاستمتاع بالنص.
المراجع
- ^ أ ب عادل سالم (4-11-2009)، "علامات الترقيم في الكتابة العربية ومواضع استعمالها"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
- ↑ د. أحمد إبراهيم خضر (18-9-2012)، "علامات الترقيم واستعمالاتها فى بحوث الماجستير والدكتوراه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "من أبرز علامات الترقيم واستخداماتها"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.