محتويات
الميكروويف
يعدّ الميكروويف واحدًا من أفضل اختراعات القرن العشرين؛ وهو من أكثر الأجهزة الكهربائية شيوعًا واستخدامًا؛ إذ يتوفّر في مئات ملايين المنازل حول العالم نتيجة قدرته على تجهيز الطعام وتسخينه خلال فترة قصيرة جدًّا، إضافةً إلى العديد من الاستخدامات المنزلية الأخرى.[١]
طريقة تسخين الميكروويف للطعام
يستخدم الميكروويف الموجات الصغرى (microwaves) في تسخين الطعام، وتقع هذه الموجات بين الموجات الراديوية والأشعة تحت الحمراء ضمن الطيف المغناطيسي، ويُساوي التردد الشائع لهذه الموجات 2450 ميغاهرتز تقريبًا، أمّا مبدأ عمل الميكروويف فيتمثّل في أنّ الماء، والشحوم والسكر الموجودة في الطعام تمتص موجات الميكروويف عند تشغيله، وعندها تتولّد حركة اهتزازية لذرّات الطعام تؤدي إلى ارتفاع حرارتها (تسخينها)، ويُشار إلى أنّ موجات الميكروويف هذه لا تُمتص من قبل غالبية المواد البلاستيكية والزجاجية والخزفية؛ وهذا يعني أنّ الطعام داخل الأطباق يسخن دون أن ترتفع حرارة الطبق نفسه، أمّا فيما يتعلّق بالأطباق المعدنية؛ فإنّ المواد الغذائية الموضوعة فيه لا يُمكن أن تسخن، وذلك لأنّ موجات الميكروويف تنعكس عن المعادن، وهذا ما يُفسّر أيضًا صنع جدران الميكروويف من المعدن، أي لعكس الموجات.[١]
ومن الجدير بالذكر أنّ موجات الميكروويف تخترق الطعام وتنشط جزيئات الماء والشحوم الموجودة داخله في وقت واحد فورًا، مع عدم وجود حرارة ستنتقل بالتوصيل إلى القسم الداخلي للطعام، أي إنّه يُسخّن الطعام بواسطة (تنشيط الذرات) وليس (التوصيل الحراري) كما هو الحال في الفرن، إذ إنّ الأخير ينقل الحرارة من القسم الخارجي للطعام باتجاه الداخل، أي إنّه يُسخّن الهواء الموجود في القسم الخارجي للطعام وعندما يجف وتتبخّر منه الرطوبة ويتحوّل إلى قشرة بنيّة (كقشرة الخبز) يظلّ رطبًا من الداخل، ويظلّ الطعام في الفرن لحين انتقال الحرارة للأجزاء الداخلية؛ ولذا فإنّ رفع درجة حرارة الفرن دون قصد إلى حرارة أعلى من اللازم، سيؤدي إلى احتراق الجزء الخارجي للكعك مثلًا بينما الجزء الداخلي لم يسخن بعد.[١]
وأخيرًا، يُشار إلى وجود استثناءات أو محدوديات في فكرة تنشيط الميكروويف لذرّات الطعام في وقت واحد؛ فمثلًا لا يُمكن للموجات اختراق الأجزاء السميكة من الطعام في الوقت ذاته تمامًا مع الأجزاء الأقل سمكًا، كما يوجد ما يُسمّى بنقاط الحث الساخنة (hotspots) -وهي نقاط أسخن من غيرها- تحدث نتيجة التداخل بين الموجات.[١]
مدى وجود أضرار من تسخين الطعام بالميكروويف
يعتقد العديد من الناس أن تسخين الطعام بواسطة الميكروويف ضارٌ بالصحة، بعد أن أظهرت دراسة لباحث التغذية السويسري هيرتيل عام 1989م أنّ للميكروويف آثارًا سلبية جدًّا على الجسم، وكان هيرتل لاحظ أنّ هيموغلوبين الدم ومعدّل الكوليسترول بالجسم يتأثران سلبًا بعد تناول الطعام المسخّن بالميكروويف، إلّا أنّ هذا الرأي لم تُثبت صحّته بعد ولم يتأكد علميًّا، وفي الوقت ذاته، رفضت الشركات المصنّعة للميكروويف هذه النظرية لعدم التحقق منها مطلقًا من قبل طرف آخر، وعدّته إضرارًا بمنتجاتها، ورفعت قضية ضدّ المذكور بالمحاكم.[٢]
وأخيرًا، لا توجد أي خطورة في آلية تسخين الميكروويف للمواد الغذائية، وليس له علاقة بالمواد المسرطنة، وبالتالي بالإمكان استخدامه بأمان لتحضير وتسخين الوجبات المختلفة.[٢]
استخدامات الميكروويف المتعددة
إلى جانب إمكانية تسخين مختلف الأطعمة في الميكروويف، يُمكن استخدامه أيضًا في العديد من مجالات الطهي غير التقليدية، وكذلك في التعقيم، وذلك كما يأتي:[٣]
- تعقيم الإسفنجات وإزالة رائحتها: لتنظيف القطع الإسفنجية المستخدمة في المطبخ، والتي قد تنبعث منها روائح الأطعمة المختلفة كالأسماك أو غيرها، يُمكن نقعها في الماء المُضاف إليه بعض الخل أو عصير الليمون، ثم وضعها داخل الميكروويف لمدة دقيقة واحدة.
- طهي وجبة عشاء كاملة في أقل من عشر دقائق: يُمكن استخدام الميكروويف لطهي أي وجبة يمكن تحضيرها بطريقة الطهي بالبخار، أو الطهي البطيء في قدر مغلقة، أو السلق، وذلك عن طريق وضع مكوّنات الوجبة داخله، ثمّ تعيين الوقت ليكون أقلّ بثلاثة أرباع الوقت المعتاد، إذ إنّ الميكروويف سوف يطهوها في ربع الوقت، مع تحريك السوائل من فترة لأخرى بهدف إعادة توزيع الحرارة، وغالبًا ما يُنصح بإخراج الطعام قبل أن ينضج تمامًا بدقيقة أو اثنتين؛ لأنّ عملية الطهي ستستمر لدقائق حتى بعد أن يخرج من الجهاز؛ نتيجة الحرارة المخزنة به.
- تعقيم ألواح التقطيع المصنوعة من البلاستيك: لضمان تعقيم لوحات تقطيع الطعام، ويُنصح بغسلها جيدًا أولًا، ثم فركها بنصف ليمونة، ثمّ وضعها داخل الميكروويف لمدة دقيقة.
- طهي البطاطا: رغم أنّ الميكروويف لن يَخرج ببطاطا مطهوة بقشرة مقرمشة كما يفعل الفرن، إلا أنّه قادر على طهيها لتأخذ اللون الخمري المعتدل في غضون أربع دقائق، كما يُمكن صنع ثقوب في البطاطا حتى تنضج خلال دقيقتين، ثمّ قلبها وتركها من دقيقتين إلى ثلاث دقائق.
- تفكيك السكر البني: لتفكيك السكر البني يُنصح بتركه داخل العبوة البلاستيكية الخاصة به، وإضافة بضع قطرات من المياه، وتسخينه لمدة تتراوح بين عشر ثوانٍ إلى عشرين ثانية.
- تخمير العجائن: يمكن تخمير العجائن التي تستغرق في درجة حرارة الغرفة ساعة أو أكثر حتى تصل إلى الحجم المناسب لخبزها، عن طريق وضعها في الميكروويف لمدّة خمس عشرة دقيقة، وذلك عن طريق وضع العجينة داخل وعاء كبير جدًّا، وتغطيتها بغطاء بلاستيكي، ثم وضع كوب من الماء سعته 266 ملل تقريبًا في الجانب الخلفي الداخلي للميكروويف، ووضع وعاء العجين في المنتصف، وضبط معيار الطاقة إلى 10%، والتسخين لمدة ثلاث دقائق، وترك العجين في الداخل دون تشغيل الميكروويف لمدة ثلاث دقائق إضافية، ثمّ يُشغّل ويُسخن لمدة ثلاث دقائق إضافية، وبعدها يُطفأ الجهاز ويُترك العجين ليرتاح مجددًا لمدة ست دقائق.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "كيف يعمل فرن الميكروويف؟"، ibelieveinsci، 3-3-2015، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "هل تسخين الطعام في المايكروويف ضار؟"، aljazeera، 18-3-2015، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "استخدامات الميكروويف المتعددة"، hawacook.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-7-2019. بتصرّف.