محتويات
هل وراء اتهام النساء بالنكد حقيقة؟
تُتّهم كثير من النساء بالنكد، ويعد هذا المزاج شائعًا لدى كثير من النساء، لارتباط حياتهن بالأعباء المختلفة منذ زمن طويل، وعلى الرغم من تحسن ظروف المعيشة بسبب التقدم التكنولوجي إلا أن المرأة في مختلف المجتمعات ما زالت تعاني من تلك الأعباء، مما يقودها إلى الشعور بالكآبة والنكد، ووفقًا للدراسات الحديثة التي تبحث في أسباب تناقص السعادة لدى الأنثى والتي أجراها أكاديميون أمريكيون، فقد بيّنت أن المراحل التي تمر بها المرأة تكوّن المشاعر التي تسيطر عليها، وفي كثير من الأحيان لا تكون لتلك المشاعر أسباب منطقية أو واقعية، سواء أكانت المشاعر حزينة أم سعيدة.
ومن العوامل المشتركة التي تؤثر في مزاج المرأة وتعرضها للضغوط والقلق هو كفاحها في العمل المهني، ومرورها بمرحلة المراهقة والرغبة في الزواج والإنجاب، ومهمات الأمومة المرهقة، والبقاء في المنزل فترات طويلة والشعور بالملل، وضغوطات الوظيفة والعمل، والالتزامات المادية، والبحث عن الاستقلالية، وينجو عدد ضئيل من النساء من هجمات المزاج السيئة، لامتلاكهن إرادة حقيقية للبحث عن حلول وتغيير دون الشعور بالخيبة والاستسلام، ولا تقف طموحاتهن عند حدود معينة، كما تتأثر المرأة بكثير من الضغوط النفسية وتؤثر على من حولها، إذ إنّها بطبيعتها تتوقع من الحب والزواج أن يكون علاجًا لكل ما تعانيه، وترغب في التميز المهني الذي يتطلب مؤهلاتٍ عاليةً، وأن تكون أنيقة وتشارك في الأدوار السياسية، وتُنافس الرجل في كل المجالات، ومع اتساع دائرة النجاح والتطور زادت رغبة المرأة في التفوق والظهور وإبهار المحيطين وترك بصمة واضحة، لكن ذلك لا ينجح دائمًا، مما يقودها إلى الشعور بالنكد[١].
ما هي الأسباب التي تجعل الرجال يتهمون النساء بالنكد؟
من المهم أن تعرفي أن الرجال مثل النساء قد يعانون من المزاجية والشعور بالنكد لكنهم يختلفون في طرق التعبير عنها، ويشتركون ببعضها أيضًا، ويعود اتهام الرجال للنساء بالنكد إلى الأسباب التالية[٢]:
- الاختلاف في الجنس، وهذا يجعل الرجل غير قادر على تفهم طبيعة المرأة والظروف النفسية التي تمر بها.
- الاختلاف البيولوجي بين الرجال والنساء، وهذا يتمثل في الهرمونات والجينات التي توجد في تكوينة الذكور والإناث، وتؤثر التغيرات البيولوجية على المرأة باضطرابات المزاج والشعور غالبًا بالنكد.
- الاختلاف في التعبير عن العاطفة، فالنساء أكثر تعبيرًا عن المشاعر وأكثر قدرة على إظهارها، أما الرجال فهم لا يعبرون عن ذلك كثيرًا ولهذا يتجهون لوصف المرأة بالنكد، في الوقت الذي ينكر فيه الرجال ذلك الشعور أو يحاولون إخفاءه.
- الفشل في تجاوز التجارب السلبية، وهو أمر شائع عند النساء، ويعد هذا السلوك السلبي من الأمور التي تؤثر في مزاج المرأة وتظهر أعراضه واضحة عليها مثل رغبتها المتكررة في البكاء دون سبب واضح، وإلقاء اللوم على نفسها باستمرار والشعور بالذنب.
- الشعور بالقلق الدائم، وهذا يظهر في معظم الأوقات مع الميل للانطواء وعدم ممارسة الحياة اليومية بروتينها الطبيعي.
- ردة فعل المرأة تجاه الظروف المحيطة، وهذا أكثر ما يجعل الرجال يتهمون النساء بالنكد، فالمرأة تتصف برقة المشاعر، ولذا تبدي ردود فعل سلبية كالاستياء والحزن أو اضطرابات الطعام مثل الشره أو انعدام الشهية، ويستمر ذلك لفترات طويلة لتعرضها لظرف صعب كفقدان فرد من أفراد الأسرة، أو فقدان العمل.
من حياتكِ لكِ
إن كنتِ تشعرين في كثير من الأحيان بتقلب المزاج، إليكِ بعض النصائح للتعامل مع هذه المشكلة[٣]:
- أنشئي جدولًا يوميًّا، وخططي روتينًا لنفسكِ لتحقيق ما ترغبين.
- مارسي التمارين الرياضية، فممارسة الرياضة بانتظام تعود عليكِ بفوائد صحية وتحسن المزاج بنسبة ملحوظة.
- احصلي على نوم كافٍ فالنوم الجيد ليلًا من الأمور المهمة، إذ يمكن أن يؤثر الحرمان من النوم على مزاجكِ.
- اتبعي نظامًا غذائيًّا صحيًّا، إذ يمكن للنظام الغذائي الصحي المتوازن تحسين مزاجك والحفاظ على صحتك.
- مارسي تمارين الاسترخاء، كالانضمام لجلسات اليوغا أو التأمل.
- تجنبي التوتر، وإن لم يكن بإمكانك تجنبه، فتعلمي السيطرة عليه وحاولي تخفيفه.
- عبّري عن نفسك بالبحث عن مجال إبداعي للتعبير عن ميولكِ وآرائكِ ومشاعركِ.
- ابحثي عن شخص ما للتحدث معه، كأن تفضفضي لصديقة، أو لأحد أفراد الأسرة أو مستشار مهني محترف.
- دوّني ملاحظاتك في دفتر وسجلي التحولات الكبيرة في حالتك المزاجية وأسباب حدوثها وتحسنها، حتى تحددي نقاط الضعف والقوة.
- ابحثي عن المواقف أو الأنشطة التي تؤثر على مزاجك تأثيرًا إيجابيًّا، وتجنبي السلبية منها.
- استشيري الطبيب إن كانت حالتكِ المزاجية تصل لمراحل تمنعكِ من ممارسة حياتكِ بشكل طبيعي.
المراجع
- ↑ Laura Collins (11-2-2012), "Why are women so miserable?"، thenational, Retrieved 8-5-2020. Edited.
- ↑ By Cari Nierenberg (27/10/2016), "7 Ways Depression Differs in Men and Women "، livescience, Retrieved 9-5-2020. Edited.
- ↑ Timothy J. Legg (16/2/2018), "What Can Cause Rapid Shifts in Mood?"، healthline, Retrieved 9-5-2020. Edited.