محتويات
لوط عليه السلام
هو لوط بن هاران بن تارح وهو يعني آزر، وهو ابن أخ سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد بعث الله سبحانه وتعالى لوط في زمن إبراهيم عليهما السلام، أمّا اسم لوط فهو أعجمي وليس عربي وقد اشتُقَّ من اللواط وهو بمعنى فعل الفاحشة.
صدّق لوط عليه السلام بدعوة إبراهيم عليه السلام واهتدى بدعوته، ثم ما لبث أن هاجر مع عمه عليه السلام من العراق ليتجولوا في العديد من الأسفار والرحلات، إلى أن بعثه الله سبحانه وتعالى إلى الأردن وتحديدًا إلى أهل سدوم قرب البحر الميت، أمّا أوصاف سيدنا لوط عليه السلام؛ فقد كان أبيض الوجه جميلًا، له أنف صغير ودقيق، وأصابعه طويلة، وأذناه صغيرتان، وقد كان ضاحك الوجه، ويمتلك من الحكمة والرزانة الكثير.[١]
قوم لوط عليه السلام
أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا لوط عليه السلام إلى قومه وهم أهل قرى سدوم الواقعة بالقرب من منطقة البحر الميت في المملكة الأردنية، وذلك ليدعوهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وترك الفواحش والآثام التي كانوا يفعلونها دون خجل أو خوف من الله سبحانه وتعالى، ولكنهم رفضوا فقد كانوا أقسى الناس قلبًا وأكثرهم كفرًا وفجورًا وخبثًا، كما كانوا من أكثر الناس قبحًا ولا تذكر سيرتهم بخير أبدًا، فكانوا يجاهرون بالمعاصي والآثام ولا يتركون المعصية أبدًا، كما وكانوا يعترضون طريق المسافرين ويسببون لهم الضرر، وكانوا يفعلون الفواحش التي لم يسبقهم إلى فعلها أحدٌ من البشر، وكلما كان لوط عليه السلام يدعوهم لترك ما هم عليه زادوا في ضلالهم وشركهم ومجاهرتهم بالمعاصي والآثام، وكانوا يُكذّبونه ويستعجلون منه الإتيان بعذاب الله سبحانه وتعالى، كما كانوا يهددونه بالطرد من قريتهم.[١][٢]
أفعال قوم لوط عليه السلام
كان قوم لوط أشد الناس قبحًا وفعلًا للفواحش والسيئات، فقد كانوا يفعلون المنكرات في تجمعاتهم ونواديهم، وقد قاموا بفعل فاحشة لم يفعلها أحد من قبلهم وهي أنهم يأتون الرجال شهوةً من دون النساء، وهذا ما يسمى باللواط الذي كانوا يقومون به جهارًا أمام الجميع دون خجل أو خوف، أمّا بداية فعل اللواط عندهم فقد كانت عندما تميزت بلادهم بالخصوبة والخير الكثير، وكان الكثير من الناس يأتون إليها للحصول على بعض الخيرات والثمار، ولكنهم كانوا يقطعون عليهم الطريق ويؤذونهم، إلى أن جاءهم إبليس لعنه الله على شكل إنسان، وعندما أرادوا أن يؤذوه طلب منهم أن يمارسوا الفاحشة معه، فوافقوا على ذلك ثم تعودوا على هذا الفعل الشنيع، وأصبحوا يفعلونه مع كل الرجال الذين يأتون نحو قراهم، وما لبث أن انتشر فعلهم انتشارًا كبيرًا، وعندما علم سيدنا لوط عليه السلام بهذه الأفعال الدنيئة طلب منهم أن يتوقفوا عن ذلك، وحاول أن يردهم إلى دين الله سبحانه وتعالى، إلا أنهم استكبروا وأصروا على الفواحش، وعلى الرغم من توعده لهم بعذاب شديد من الله سبحانه وتعالى إلا أنه لم يؤمن أحد منهم وزادوا في فعلهم وتمادوا أكثر وأكثر، ولكنه في نهاية المطاف يئس منهم فطلب من ربه أن ينزل عليهم العذاب، فأنزل الله سبحانه وتعالى عليهم العذاب وأهلكهم ونجّى سيدنا لوط عليه السلام وأهله.[٣]
هلاك قوم لوط
أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالذهاب إلى سيدنا لوط عليه السلام ليخرج من أرض قومه خلال ساعات الليل مع أهله، قبل أن تطلع الشمس، كما وطُلب من لوط عليه السلام عدم الالتفات خلفه حتى لا يرى ما سيحل بقومه الكافرين من عذاب شديد كبير، وقد خرجت زوجة لوط عليه السلام معه ولكنها لما سمعت صوت صيحة العذاب التي صدرت، التفتت إلى الخلف وصرخت واقوماه ليصيبها ما أصاب قومها فهلكت مع من هلك من قومها، أمّا عذاب قوم لوط فقد كان أمر من الله لا يمكن رده وكان عذابًا شديدًا لا يمكن صده، وقد حدث كل هذا بطرف جناح من أجنحة جبريل عليه السلام وقيل ريشة واحدة أدخلها داخل قراهم ومدنهم الأربعة، وتم اقتلاع القوم الكافرين من أساساتهم والذين كانوا حوالي 400 ألف شخص، ورفع الله كل ما كان في القرية من بهائم وحيوانات، وقلب الأرض بقوم لوط ليجعل عاليها سافلها وسافلها عاليها ولم ترجع كما كانت من قبل، كما وأنّ الله سبحانه وتعالى قد أرسل عليهم الصيحة وأمطرهم بحجارة من سجيل منضود ومتتالٍ يلحق بعضها بعضًا، وكان على كل حجر منها اسم الشخص الذي سيقتله من قوم لوط عليه السلام، لتصبح هذه القرى بما فيها لوحة من الدمار والخراب وذلك بطلوع شمس اليوم التالي.[١]
هلاك نساء قوم لوط عليه السلام
لا يوجد أي دليل واضح وقاطع على أنّ نساء قوم لوط عليه السلام قد كنّ يفعلن ما يفعله الرجال، فلا يمكن القول بأنّ النساء من قومه في هذه القرية كن يمارسن السحاق، إذ إنّ القرآن الكريم ذكر فعل الرجال ولم يذكر فعل النساء، ولكنّ العذاب الذي نزل على قوم لوط عليه السلام قد أصاب جميع القوم من الرجال والنساء أيضًا، وحتى لو أنهنّ لم يقمنّ بفعل الفاحشة الكبيرة، إلا أنهنّ كذّبن سيدنا لوط عليه السلام ولم يؤمنّ معه، ولذلك فقد استحققن هذا العذاب الكبير، إذ إنّ الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحدًا أبدًا، وتكذيب الرسل والأنبياء عليهم السلام كافٍ لإنزال العذاب الشديد.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت "نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام"، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 01-04-2019.
- ↑ "قوم لوط.. سكناهم.. وسبب تسميتهم"، www.fatwa.islamweb.net، 19-05-2003، اطّلع عليه بتاريخ 01-04-2019.
- ↑ محمد الكمالي (02-07-2014)، "لوط .. نبيُّ أكثرِ الناسِ فُجوراً"، www.albayan.ae، اطّلع عليه بتاريخ 01-04-2019.
- ↑ "عذاب قوم لوط ومعنى قوله تعالى (وماهي من الظالمين ببعيد)"، fatwa.islamweb.net، 06-07-2014، اطّلع عليه بتاريخ 01-04-2019.