محتويات
نمو الطفل في الشهر الخامس بعد الولادة
يتطور نمو الأطفال الرضّع في مراحل مختلفة، وتبدأ بعض معالمهم التالي ذكرها بالبروز في شهرهم الخامس أو قبل ذلك بقليل، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الإطار الزمني الخاص بالأجنة المولودة باكرًا قبل أوانها، او ذات الاحتياجات الخاصة، ومن المعالم التطورية الملحوظة في جسد الرضيع في هذا العمر تقلبه من الأمام للخلف، واتخاذه وضعية الجلوس، وقدرته على النهوض على قدميه متحملًّا وزنه، ووصوله إلى الخشخاش واللعب به، وقدرته على رفع رأسه وصدره ذاتيًا، والدفع من معدته إلى كوعه، والسعي النشيط للوصول إلى ما يكتشف حوله من أمور، ومتابعة الأجسام بعينيه، ومص أصابع يده.
أما أهم معالم تطور الدماغ فهي إدراكه لمبدأ السبب والنتيجة؛ إذ يتعلم الطفل أن التصرفات كإسقاط الطعام من كرسي عالٍ، أو ركل قدميه يُسبب تفاعلًا واستجابةً، وقد يستمتع بهذا الاستنتاج كثيرًا مكررًا تلك التصرفات مرارًا وتكرارًا، ويزداد إدراك الأطفال لمبدأ ديمومة الشيء؛ بسبب اكتشافهم بين عمر أربعة إلى ستة أشهر عدم اختفاء المواد مجرد غيابها عن نظرهم، وهذا يفسر سبب بكاء الرضيع عند مغادرة أهله لغرفته.
تتحسن حاسة بصره أسبوعيًا تدريجيًا وتصل إلى 20\20 عند عمر ستة أشهر، وفي هذا الشهر يستمتع بمشاهدة مزيد من الأنماط والأشكال والألوان، ويبدأ بتمييز الوجوه والابتسام لها، ويستمتع باللعب، ويبدأ بتقليد تعابير الوجه كالابتسام والعبوس، بالإضافة إلى إصداره للضجيج ومحاولته لمحاكاة اللغة كالهديل، ويبدأ بالبكاء بأشكال ومعانٍ عدة كبكاء دال على جوعه، أو ملله أو شعوره بالنعاس أو انزعاجه، ويبدأ بالاستجابة للحنان والمودة التي يتلقاها بابتسامة.
على الرغم من الاختلاف الطفيف في تطور الرضع عن بعضهم، إلا أن غياب بعض العلامات من الخطأ إهماله ويلزم مراجعة الطبيب فيها حال بلوغ الطفل عمر ستة أشهر دون ملاحظة تطورها لديه، وهي: وجود حَوَل في العينين، أو عدم اكتسابه الوزن الكافي ويقدّر وزن المكتسبة بنسبة أقل من 50% من وزن ولادته، أو عجزه عن رفع رأسه، أو عدم اتخاذ وضعية الجلوس، أو عدم وضع يديه أو الأدوات في فمه، وعدم استجابته مع تعابير وجه الأهل أو إبداء الاهتمام بها، أو ظهور بقعه ناعمة منتفخة، أو عدم تتبع أثر حركة الناس، أو عدم الابتسامة[١].
ماذا يفعل الطفل في الشهر الخامس
يتعلم الطفل في الشهر الخامس ماهيته ومن يكون، ويكسب مهارة التفريق والتمييز بين الأهل، ورعاة أو حاضني الطفل، والغرباء، والبالغين والأطفال، وتتشكل في عمره هذا روابط مهمة مع أهله وأفراد عائلته المقربين، وحاضنيه ومن يقضون الوقت معه عمومًا، ومن المحتمل ملاحظة حذر الطفل وخوفه من البالغين مجهولي الهوية لديه، أو قلة معرفته بهم، ويُعد هذا بداية تشكل القلق لديه مما هو غريب، وهو جزء نمطي وروتيني من تعلم الشعور بالأمان في العالم، عند الصبر على الطفل وإعطائه وقتًا كافيًا يتمكن من الاعتياد على الأشخاص الجدد، ويستطيع الطفل التعبير عن مشاعره عن طريق الضحك، والأنين، والابتسام عند السعادة والابتهاج، في هذا العمر يبتسم الطفل حين يشاء، ويعبس ويبكي وينخر إن كان غاضبًا أو حزينًأ.
يتواصل الطفل مع الأشخاص في بيئته بأساليب مختلفة كأن يثرثر كلامًا غير مفهوم أو يقول كلماتٍ بسيطةً مثل بابا وماما، ويمكنه التعبير عن احتياجاته بإثارة الجلبة أو تحركاته أو الابتسام، وفي هذا العمر يتعلم الطفل عبر اللمس والتذوق ويقود حركة يديه باستخدام حاسة البصر؛ إذ يلتقط القطع بيده ويضعها في فمه، أو ينقل قطعةً من يد إلى أخرى، تنمو شهية الطفل أيضًا ويستعد لتجربة شعور تذوق الأطعمة المختلفة واكتشاف مذاقها، كما تُحتمل ملاحظة ضرب الطفل للألعاب وهزها لتعلم مبدأ عملها، وقد يستعين بيديه للموازنة أثناء الجلوس.
من الإجراءات البسيطة التي يمكن للأهل اتباعها لتحسين تطور الطفل في هذا العمر التحدث معه وممارسة التواصل البصري وأداء تعابير الوجه والاستماع له، فيساعد ذلك في تعلمه اللغة والتواصل والربط بين الكلمات والمعاني، ويمكن اللعب معه وقراءة الكتب، والغناء؛ ليشعر بالأمان والمحبة، ومن المحبذ تهدئة الطفل عند الالتقاء بأشخاص جدد حال بكائه أو حزنه، لتعليمه أنه بأمان، قد يُعرض الطفل عما سبق من إجراءات إن كان جائعًا أو مرهقًا ويمكنكِ الاستعانه بما يقدمه لك من إشارات للاستدلال باكتفائه أو ما شابه[٢].
كيف تعتنين بطفلك في الشهر الخامس من عمره
يكتمل تطور حاستيّ السمع والبصر لدى الطفل في عمر الخمسة أشهر تقريبًا وللاعتناء به في هذا العمر إليك النصائح التالية[٣]:
- العبي مع طفلكِ مختلف الألعاب، كالغميضة فهي تساعده على فهم مبدأ ديمومة الشيء الذي ذكر سابقًا، ويمكنكِ تمرينه على معرفة العناصر المخبأة جزئيًا، ككتاب تحت الوسادة وما شابه من أساليب.
- ضعي برنامجًا تلقيحيًا له للإبر اللازمة ومواعيدها بالتنسيق مع طبيب الأطفال؛ لحمايته من الأمراض وتحسين مناعته ضد الأمراض المعاصرة وإبقائه قويًا.
- عند إطعامه الأطعمة الصلبة لأول مرة جربي تقديم الحبوب له على شكل حساء، والخضراوات لما لها من قيمة غذائية عالية، إضافةً للفواكه، وإن رفضها طفلكِ بدايةً حاولي مجددًا في يوم آخر حتى يتقبلها.
- علمي ابنك عادة الاعتماد على الذات؛ من خلال تخصيص ملعقة طعام له وحده منحنيةً وقصيرةً لكي لا تؤذي عينيه، وتناولي طعامكِ معه بملعقتكِ الخاصة، وقبل البدء مباشرةً ضعي له المريلة الناعمة البلاستيكية أو القطنية.
- استخدمي مواد تنظيف طبيعية المصدر؛ كالقابلة للتحلل الحيوي، ونباتية الأصل، والخالية من الصبغات و الروائح المصنّعة، وغير القابلة للاشتعال، وتجنبي المنتجات التي تحتوي على مكونات كيميائية ضارة قدر المستطاع؛ لما قد تخلّفه من مواد سامة على الأسطح بعد استخدامها.
- يمكنكِ الاستعانة بأثاث وقطع المنزل لتسلية طفلك في اكتشافها واللعب بها بدلًا من شراء الألعاب؛ كوضع القطع البلاستيكية الكبيرة صعبة البلع للطفل كي لا يختنق بها، والأواني خفيفة الوزن في خزانة أرضية المستوى، قد يستخدمها في ادعاء الطبخ، أو عزف موسيقى وتردداتها المختلفة وغيرها من التسالي.
المراجع
- ↑ Joel Forman (2-8-2019), "Your 5-Month-Old Baby’s Development"، verywellfamily, Retrieved 15-6-2020. Edited.
- ↑ "5-6 months: baby development", raisingchildren,13-3-2020، Retrieved 15-6-2020. Edited.
- ↑ "5-Month-Old Baby", whattoexpect,26-12-2018، Retrieved 15-6-2020. Edited.