الصلاة المفروضة
إنّ أهم ما يميز فريضة الصلاة أنّها كُتبت على المسلمين في الليلة التي أُسري فيها بالنبي عليه الصلاة والسلام من الأرض إلى السماء، فقد فُرضت من فوق سبع سماوات، لما لها من أهمية ومكانة عظيمة وجليلة بين أركان الإسلام الخمسة فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي من أهم العبادات التي فرضها الله على المسلمين وشاء أن تكون الصلوات المكتوبة خمس صلوات في اليوم والليلة، وقد أطلق النبي على صلاة من بين الصلوات الخمس ما يُعرف شرعًا بصلاة البردين فما هي هذه الصلاة وما هو فضلها؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
صلاة البردين
كثير منا يسمع عن صلاة البردين وفضل إقامتها، إذ جاء في صحيح البخاري أنّ رسول الله صلى الله وسلم قال: (مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ) {رواه البخاري، خلاصة حكم المحدث: صحيح}، فالبردين مثنى بَرْد بفتح الباء وتسكين الراء وصلاة البردين هي صلاة الفجر وصلاة العصر، والسبب في تسميتهما بذلك لأنّ صلاة الفجر تكون في وقت أبرد ما يكون به الليل وصلاة العصر تكون في وقت أبرد ما يكون فيه النهار بعد زوال الشمس.
كما أنّ وقت صلاة الفجر يكون فيه مشقة على الإنسان لأنّه يكون بعد النوم والاستغراق فيه ففي ذلك صعوبة في ترك الفراش وخاصةً في أيام البرد الشديد فيتكاسل الإنسان عن القيام لتأديتها في ظلمة الليل، أما صلاة العصر فتأتي في وقت الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة بعد تعبٍ من العمل الشاق فتميل النفس إلى الراحة وأخذ القيلولة لذلك جعل الله المحافظة على هاتين الصلاتين سببًا في الدخول الجنة.
صلاة الفجر وفضلها
يبدأ وقت صلاة الفجر بطلوع الفجر الثاني "الفجر الصادق" وهو عبارة عن بداية تلاشي الليل وظهور أول بياض الصبح؛ فيكون السواد مختلطًا بالبياض ويمتد إلى طلوع الشمس حيث ينتهي عند أول ظهور القرص من تحت الأفق، وفيما يأتي بيان لفضل صلاة الفجر:
- هي خير متاع الدنيا إذا حافظ المسلم عليها، وذلك لعظيم مكانتها وأجرها عند الله وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها). {رواه مسلم، خلاصة حكم المحدث: صحيح}
- تعادل عند الله أجر قيام الليل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ). {رواه مسلم، خلاصة حكم المحدث: صحيح}
- يحصل المسلم الذي يحافظ على أداء صلاة الفجر على شهادة الملائكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً). {سورة الإسراء:78}
- تعادل عند الله أجر حجة وعمرة تامة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ -الفجر- فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ). {رواه الترمذي، خلاصة حكم المحدث: صحيح}
صلاة العصر وفضلها
يبدأ وقت صلاة العصر بانتهاء صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس، وفيما يأتي بيان لفضل صلاة العصر:
- سبب من أسباب دخول الجنة، فقد ورد عن النبي أنّه قال: (مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ). {رواه الترمذي، خلاصة حكم المحدث: صحيح}.
- هي أفضل الصلوات الخمس قال الله تعالى (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ). {سورة البقرة: 238} فلقد خص الله صلاة العصر لعظيم فضلها وأجرها واعتبر ترك صلاة العصر سببًا في إحباط العمل وشبّه تركها بحال من سلب ماله وأهله، ولكن هذا لا يقلل من شأن باقي الصلوات.