إسطنبول
مدينة إسطنبول من أكبر مدن تركيا، كما أنها عاصمتها الاقتصادية والثقافية والسياحية، وما يُميزها موقعها الجغرافي المتفرد، وأهميتها الدينية والثقافية، إضافة إلى طبيعتها الساحرة، وقد وصفها القائد الفرنسي "نابليون بونابرت" عندما دخلها: "لو كان العالم بلدًا واحدًا لكانت عاصمته هذه المدينة بلا منازع"، وتوجد مدينة إسطنبول في إقليم مرمرة الواقع في الجهة الشمالية الغربية من تركيا، ويُحيط بها شمالًا البحر الأسود، وجنوبًا بحر مرمرة، وغربًا محافظة تكيرداغ، وشرقًا مُحافظة صكاريا، ومحافظة وكوجالي.[١]
تُقسم مدينة إسطنبول إلى قسمين بواسطة مضيق البسفور، وهما قسم شرقي موجود شرق قارة آسيا، ويُقال له شبه جزيرة كوجالي، وقسم غربي موجود في قارة أوروبا، وتحديدًا في الجهة الشرقية من منطقة تراقيا جنوب شرق منطقة البلقان، فموقع إسطنبول من أبرز وأفضل المواقع الدفاعية على مستوى العالم، وتصل مساحة مدينة إسطنبول إلى 5461 كيلومترًا مربعًا، وتمتلك هذه المدينة مناخًا مُعتدلًا، ومعظم الأوقات يكون صيفها حارًّا ورطبًا، وشتاؤها شديد البرودة، وغزير الأمطار، وتهطل الثلوج مُعظم الأحيان، ويُصبح الطقس مُعتدلًا في فصل الربيع، وفصل الخريف مع سقوط أمطار متفرقة دافئة.[١]
معنى كلمة إسطنبول
تعني كلمة إسطنبول "أسلام بول" أي مدينة الإسلام، وقد سماها السلطان العثماني الأول الذي أنشأ الدولة العثمانية باسم "إسلامبول"، وتعني راية الإسلام، وعُرفت قديمًا بأسماء عديدة، وهي "قسنطينة" على اسم الملك الروماني قسطنطين، و"التلال السبع"، و"الأستانة"، ومعناها الشافية، و"قوسطنبول"، و"ستامبول"، ثم حرفت إلى "إسطنبول"، وبقيت على هذا الاسم.[٢]
تاريخ إسطنبول
سُكنت مدينة إسطنبول في العصر الحجري الحديث، فقد وُجِدت فيها آثار تُشير إلى سُكناها بالألفية السابعة قبل الميلاد، وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد أنشأ المهاجرون الميغاريون الإغريق مدينة أسموها "بيزاس"، وذلك في منطقة سراي بورنو، وتحديدًا عند نقطة التقاء القرن الذهبي ببحر مرمرة في الناحية الأوروبية من إسطنبول، وبحلول سنة 330 جعل قسطنطين الأول بيزنطة عاصمة للإمبراطورية الرومانية، وأطلق عليها اسم القسطنطينية، وفي سنة 395 انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى إمبراطورية شرقية، وإمبراطورية غربية بعد موت الإمبراطور ثيودوسيوس الأول، وأضحت مدينة القسطنطينية عاصة للإمبراطورية الشرقية، وروما عاصمة للإمبراطورية الغربية، وفي هذا الزمن تطورت المدينة، واحتلت مكانة دينية وتجارية وسياسية وعسكرية مهمة، فدينيًّا أضحت عاصمة للمسيحيين الروم الأرثذوكس، وعدت كنيستها "آيا صوفيا" مكانًا مُقدسًا لهم.[١]
عندما ظهر الإسلام، وانتشر المسلمون في العالم في القرن السابع الميلادي كانت القسطنطينية هدفًا لحركة الفتوحات الإسلامية، فانطلقت العديد من الجيوش لفتحها في العهد الأموي، غير أنها فشلت في ذلك نتيجة لحصانتها ومكانتها العظيمة لدى البيزنطيين الذين دافعوا عنها بكل قواهم، لكن الهجمات التي حصلت لها أدت إلى إضعاف قوة البيزنطيين، وفي سنة 1204 تعرضت القسطنطينية لهجوم الصليبيين الكاثوليك بسبب الصراع التاريخي القائم بينهم وبين الروم الأرثذوكس، وذلك في الحملة الصليبية الرابعة التي قصدت الشرق، ونجم عن هذا الهجوم احتلال الصليبيين لها، وقتل الكثير من الناس، ونهب البلاد.[١]
تمكن العثمانيون من الاستيلاء على الأراضي البيزنطية في منطقة الأناضول بالتدريج، فاستولوا على أهم مدنها، وهي بورصة، كما سيطروا على إزميت التي تُعد البوابة الشرقية البرية لمدينة القسطنطينية، وعلى غاليبولي التي تُطل على مضيق الدردنيل، واتجهوا بعدها غرب المدينة، فاستولوا على أدرنة، وبلغت معاركهم بلغاريا، واليونان، وحاصروا المدينة، فعزلوها عن العالم الخارجي، وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر أيار من العام 1453 للميلاد سيطر العثمانيون على القسطنطينية بقيادة السلطان محمد الثاني الملقب بمحمد الفاتح، وذلك بعد أن حوصرت مدة 53 يومًا، بعدها نقل محمد الفاتح عاصمة الدولة العثمانية من أدرنة إلى مدينة القسطنطينية التي سُميت فيما بعد باسم إسلامبول التي تعني مدينة الإسلام، ودخلت المدينة بذلك مرحلة جديدة من التاريخ، إذ رجعت إلى مكانتها المهمة من الناحية الاقتصادية، والسياسية، والحضارية، فتطورت سريعًا، وأصبحت مدينة ثرية عديدة الثقافات، وفي سنة 1517 أضحت مدينة إسطنبول عاصمة للخلافة الإسلامية، وقد نُصِّب السلطان العثماني سليم الأول خليفة للمسلمين، وكان ذلك بعد أن تنازل آخر الخلفاء العباسيين في مصر له عن الخلافة، وفي عهده بلغت إسطنبول أوج ازدهارها، وجذبت إليها الآلاف من الأشخاص ذوي المواهب الفريدة في المجالات المختلفة من سياسة، وتجارة، وعلوم متنوعة.[١]
في أواخر الحرب العالمية الأولى سيطرت جيوش الحلفاء على مدينة إسطنبول، واستقروا فيها إلى أن سقطت الدولة العثمانية، وصارت الجمهورية التركية تحت رئاسة مصطفى كمال أتاتورك، فقد انسحب الحلفاء بناءً على اتفاقية لوزان، وعند استلام أتاتورك مقاليد الحكم أصبحت أنقرة العاصمة، وبقيت لإسطنبول مكانتها العظيمة، وبالأخص بعد التطويرات والإصلاحات التي حدثت فيها في خمسينيات القرن العشرين.[١]
الأماكن السياحية في إسطنبول
فيما يأتي أبرز الأماكن السياحية في إسطنبول:[٣]
- مسجد السلطان أحمد: يُعد مسجد السلطان أحمد من أجمل المساجد في مدينة إسطنبول، ويُسمى هذا المسجد أيضًا باسم "المسجد الأزرق"، ويوجد في هذا المسجد أربع مآذن، ويُعد من أبرز أماكن الجذب السياحي في المدينة.
- متحف آيا صوفيا: يوجد متحف آيا صوفيا مُقابل مسجد السلطان أحمد، وتظهر قبته من منتصف الأشجار الكثيفة، وهو مُطل على مضيق البوسفور، وقد كان المتحف كنيسة، ثم أصبح مسجدًا على الرغم من تخريبه من الداخل، وتتسم جدران طابقه التحتي بتشييدها من الفسيفساء البراق.
- قصر توبابكي: بُني قصر توبابكي في الفترة الممتدة من سنة 1465 إلى سنة 1853، وأُدرج سنة 1985 في قائمة التراث العالمي لليونسكو، ثم أصبح مُتحفًا، وتوجد في القصر الكثير من المخطوطات، والكنوز، والمجوهرات، وقد سكن قصر توبابكي عدد كبير من الأمراء والسلاطين، كما تُحيط بالقصر حديقة في غاية الجمال.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "إسطنبول.. القلب النابض للاقتصاد التركي"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-21. بتصرّف.
- ↑ ريهام عبد الناصر (2018-4-27)، "معنى اسم مدينة اسطنبول"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-21. بتصرّف.
- ↑ "5 من اهم معالم اسطنبول السياحية لا تفوتك"، دليل أوروبا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-21. بتصرّف.