الإنسان
الإنسان كائن حي متكامل، يتكون من جسد ونفس وروح، وكل جانب من هذه الجوانب يتكامل مع الآخر ليؤدي الإنسان كل الواجبات الموكلة إليه على هذه الأرض، والواجب الأهم والأسمى من بين هذه الواجبات هو عمارة الأرض وخلافتها على الشكل الذي يرضي الله عز وجل.
والخطأ الفادح الذي يقع فيه الإنسان يتمثل في إيلاء الجسد الاهتمام الكبير مع إهمال الروح والنفس وكأنها ليست جزءًا من الإنسان، وربما هذا الاهتمام بالجسد والإهمال للجوانب الأخرى آتٍ من كون الجسد هو الجزء المادي والمحسوس في الإنسان والذي يمكن أن تدركه الحواس يخضعه لدراساتها وتجاربها.
ولكن ما يجهله الكثيرون أن الإنسان إذا أراد أن يعيش طبيعيًّا يجب أن يُحدث توازنًا بين هذه الأقسام الثلاثة فيه، فيعتني بجسده من خلال الاهتمام بالطعام والشراب والنوم والحاجات الأخرى التي تلزم الجسم، ويعتني بروحه من خلال ربطها بخالقها عز وجل، ويعتني بنفسه من خلال فهمها ومعرفة ما يريحها وإبعادها عن كل ما يتعبها[١].
النفس
قسَّم العلماء النفس إلى ثلاثة أقسام رئيسية على النحو التالي[٢]:
- النفس اللوامة: وهي الضمير الذي يلوم الإنسان على كل فعل سيئ يصدر عنه، فيوعيه قبل الوقوع في الخطأ، وكلما زاد إيمان الشخص زادت قوة هذه النفس وقدرتها على السيطرة عليه وتسييره.
- النفس المطمئنة: وهي النفس التي تأمر الإنسان بفعل كل ما هو خير، والتي تشعره دائمًا بالراحة تجاه كل ما يقول ويفعل، وهذا نابع من أنها خضت قبل ذلك لنوع النفس الأول وهي النفس اللوامة، أي الضمير ففي حال أطاع الإنسان ضميره فإنه سيسمو إلى درجة النفس المطمئنة.
- النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس التي تعمل في منحنى مغاير ومعاكس للنفس اللوامة، فالنفس الأمارة بالسوء تدفع الإنسان إلى كل ما فيه سوء وخطأ، وهنا تبدأ النفس اللوامة بإحباط هذا ولوم الإنسان وبيان الصواب له، ويحكم أفعاله في النهاية أي النفسين تكون لديها السلطة الأكبر على تصرفاته.
الفرق بين الطب النفسي وعلم النفس
لكي تبقى النفس في الوضع الطبيعي والسليم لها يجب أن يوليها الإنسان الاهتمام والرعاية تمامًا كما يولي جسده، بل ربما أكثر، ومن هنا ظهر ما يسمى بعلم النفس والذي انبثق عنه الطب النفسي[٣][٤].
يحدث خلط كبير ما بين علم النفس والطب النفسي وفي الحقيقة أن كلا المصطلحين وجهان لعملة واحدة، فكلامها يقدمان الرعاية لنفس الإنسان بهدف الارتقاء بها إلى أعلى المستويات، ولكن ثمة فروق واضحة بين كل من علم النفس والطب النفسي وأبرزها ما يلي:
- الطبيب النفسي يرتاد كلية الطب ويخضع للمحاضرات المتعلقة بالطب البشري وتشريح جسم الإنسان والعقل كيفية تشكيل الأدوية مثله مثل أي طبيب عادي، أما عالم النفس فإنه يدرس علم النفس كاختصاص عادي ومنفصل عن الطب ويتابع في الدرجات العليا كالماجستير والدكتوراه ويناقش أبحاث وأطروحات ويعمل التجارب من أجل توثيق رسائله العلمية.
- الطبيب النفسي مُخول لعمل الفحص السريري للمريض ووصف الأدوية وربط الانفعالات والاضطرابات النفسية للإنسان بالحالة الجسمية له، أما عالم النفس فيكون تركيزه على النفس وردات فعلها والمعاني المتعلقة بها مثل البحث عن المعنى والطموح والإرادة وهو غير مخول بوصف الأدوية أو عمل العلاج الاكلينيكي أو السريري للمريض.
المراجع
- ↑ "الإنسان روح ونفس وجسد "، الخيام ، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "انواع النفس البشرية "، الالوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين علم النفس والطب النفسي "، ellearabia، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما الفرق بين الطب النفشي وعلم النفس "، egyres، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.