من اكتشف راس الرجاء الصالح
يعد رأس الرجاء الصالح من المضائق المهمة في الكرة الأرضية فهو يقع في الجهة الجنوبية من القارة الأفريقية، وتعد مدينة كيب تاون أقرب المدن للمضيق، يشبه رأس الرجاء الصالح في شكله الرأس المحدّب وهو ذو مكانة استراتيجية مميزة إذ تمر عبرهه السفن القادمة من وإلى قارة آسيا، اُكتشف المضيق في عام 1488 على يد الرحالة البرتغالي بارتولميو دياز عندما كان في رحلته المتوجهة من من أوروبا إلى أقصى الجنوب من القارة الأفريقية وقام بتسميته رأس العواصف نسبةً إلى كثرة العواصف التي مرت به ليقوم بعد ذلك الملك البرتغالي إعادة تسميته برأس الرجاء الصلح ابتهاجًا بهذا الاكتشاف الكبير[١].
تداعيات اكتشاف رأس الرجاء الصالح
بسبب اكتشاف المضيق حدثت تداعيات وأمور كثيرة غيّرت مسارات التجارة والعديد من التطلعات وفيما يلي بعض تلك التداعيات[٢]:
- بعد اكتشاف المضيق سمى الملك البرتغالي بهذا الاسم لشدة ابتهاجه فقد أصبح بالإمكان الوصول إلى شبه القارة الهندية دون الحاجة للعبور من بلاد العرب التي كانت تتميز بالاستقلالية التامة.
- ساهم هذا الاكتشاف الكبير بانهيار دولة المماليك فقد تحولت طريق التجارة العالمية من بلاد العرب إلى رأس الرجاء الصالح وفي ذلك خسارات استراتيجية كبيرة لدولة المماليك.
- تسبب عدم الحاجة للمرور ببلاد العرب الكثير من حوادث العنف والقتل غير المبرر إذ ارتكب دي جاما الكثير من المذابح بسبب حقده على المسلمين واقتصرت الأعمال الإجرامية التي قام بها على السفن المتجهة للحج إذ إنه كان يحتجز السفن ويحرقها بمن فيها من أطفال ونساء ورجال عزّل بالإضافة لنهب السفن التجارية التي تعود ملكيتها للمسلمين والتي كانت تحمل الأرز من الهند وقتل الصيادين وأخذ قواربهم.
قصة الاكتشاف
لقد بقيت زمام القوافل التجارية حكرًا على المسلمين بين قارتي أوروبا وشبه القارة الهندية ففي ذلك الوقت لم يكن يوجد طرق تجارية بين الفارتين إلّا من البلاد العربية والبحر الأحمر، لتبقي التطلعات الأوروبية في البحث عن طرق بديلة قائمةً للخروج من تحت السيطرة الإسلامية على التجارة العالمية، وفي عام 1487 ميلاديًا أطلقت الرتغال العديد من الرحلات الاستكشافية لأقصى الجنوب البحري بقيادة البحار بارثولوميو دياز بهدف العثور على طرق بديل وبالرغم من وصول البعثة لنهاية القارة الأفريقية فلم تستطع التجاوز لشدة العواصف البحرية فيها وعند عودة البعثة للملك البرتغالي قال لن يرافقك إليها أحد بسبب الاسم المخيف الذي أطلقه عليها فبدل الملك الاسم من رأس العواصف للاسم الحالي، وفي الحقيقة أن العرب المسلمين كانوا أول من عرف تلك البقعة من الأرض وأن البحّار العُماني أحمد بن ماجد هو من قاد البرتغاليين فيما بعد عبر هذا المضيق متوجهين للهند إذ سماه البرتغاليين أمير البحار في تلك الرحلة، ليتمكن الأوروبيين من تغيير الطريق التجاري من وإلى الهند بعيدًا عن الأراضي العربية ثم بنوا فيها مستوطناتهم التجارية التي لا تزال إلى يومنا هذا من المعالم الشاهدة على تلك الفترة، ومن المفارقات الغريبة أن البرتغاليين لم يستوطنو في أفريقيا بالرغم من اسبقيتهم في اكتشافها بل قام الهولنديين بذلك، والمفارقة الكبرى أن رأس الرجاء الصالح ليست المنطقة الفاصلة بين المحيطين الهندي والأطلسي بل يوجد رأس قريبة منها أقل شهرةً يدعى رأس الأبر أو كما يسميها البرتغاليين رأس أقولاس[٣].
المراجع
- ↑ "رأس الرجاء الصالح"، marefa، 4-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصة اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح"، almrsal، 4-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "رأس الرجاء الصالح"، alriyadh، 4-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.