أين تقع موريتانيا

أين تقع موريتانيا

جمهورية موريتانيا الإسلاميّة هي إحدى الدول العربيّة الواقعة في الجهة الغربيّة من القارة الإفريقيّة، والتي تطل على المحيط الأطلسي، وتربطها حدود مع المغرب والجزائر من الجهة الشماليّة، ومالي من الجهة الشرقيّة، والسنغال ومالي من الجهة الجنوبيّة، والمحيط الأطلسي من الجهة الغربيّة، والعاصمة للبلاد هي نواكشوط، واللغة الرسميّة لها هي العربيّة، وقد استقلت رسميًّا عن فرنسا في عام 1960 للميلاد، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم بشيءٍ من التفصيل عن هذه الدولة.[١]


تاريخ موريتانيا

تشير آثار الحفريات والتنقيبات الحاصلة في البلاد إلى أنّ تاريخ السكن البشري لهذه الأرض يعود إلى العصر الحجري الوسيط، إذ نزلت واستقرت فيها بعض القبائل القادمة من الجنوب والشرق للقارة الإفريقيّة، كما تشير بعض الدراسات إلى أنّ وجود بعض العناصر البربريّة البيضاء تدل على أنّ البربر هم السكان الأوائل لهذه المنطقة، وهذا ما تؤيده الآثار الأركيولوجية.


في القرن الأول للميلاد سيطر أمازيغ صنهاجة على البلاد، وبسطوا سيطرتهم على الطرق التجاريّة الصحراويّة فيها، وبدأ الإسلام بالانتشار في المنطقة في القرن الثامن للميلاد، ولكن لم يكتمل انتشاره فيها إلى بعد قيام دولة المرابطين، وفي القرن الحادي عشر للميلاد نشأت حركة المرابطين بقيادة قبائل لمتونة المنحدرون من الصنهاجة، وكانوا متفقهين بالإسلام، وبذلك حاربوا كل الانحرافات الدينيّة في القبائل الصنهاجيّة، وجاهدوا ضد إمبراطوريّة غانا في عام 1076 للميلاد، وفي فترة حكمهم ازدهرت بعض المناطق ازدهارًا دينيًّا وفكريًّا مثل مدينة أوداغست، وشهدت مملكة المرابطين بعض التوسعات نتيجة اجتياحهم للمغرب وإقامة مدينة مراكش، وشكلوا بؤرة لنجدة المسلمين في الأندلس ضد حروب الاسترداد المسيحيّة، كما هزموا الإسبان في معركة الزلاقة، ويشار إلى أنّ وصولهم إلى الأندلس أطال بعمر الدولة الإسلاميّة لحوالي أربعة قرون.


في القرن الحادي عشر للميلاد دخلت بعض القبائل العربيّة لموريتانيا، وفي القرن الثاني عشر للميلاد استقرت قبائل بنو المعقل العربيّة فيها وهي قادمة من صعيد مصر ضمن الهجرة الهلاليّة إلى بلاد المغرب العربي، ولكنها واجهت رفضًا ومعارضة من القبائل الأمازيغيّة، ولكن ما لبثت المعارضة حتى انطمست بوحدة الدين، واختلط الأمازيغ والعرب معًا ليتشكل عرق منسجم من الطرفين اللذين يشكلان سكان البلاد في يومنا هذا، ويشار إلى أنّ المجتمع الموريتاني القديم كان يقسم إلى طبقات وهم العرب الذين يتولون مهام الدفاع عن الدولة، والزوايا الذين يتولون العلم والتعليم، والحراطون المسؤولون عن الزراعة، والمعملون الذين يقومون بالصناعات التقليديّة، وفي عام 1902 للميلاد دخل الفرنسيون للبلاد كقوة استعماريّة، ولكنهم قوبلوا بمقاومة من القبائل الموريتانيّة الذين خاضوا معهم الكثير من المعارك أهمها معركة رأس الفيل ومعركة تجكجة ومعركة أم التونسي والنييملان، وفي العام 1932 للميلاد انتهى الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي بعد استشهاد الأمير سيد أحمد في معركة وديان الخروب، وفي العام 1946 للميلاد تحولت موريتانيا إلى إقليم ما وراء البحار، وبقيت كذلك حتى حصلت على الحكم الذاتي الداخلي للبلاد في عام 1956 للميلاد، وأعلنت الجمهوريّة الإسلاميّة الموريتانيّة، وأسس الجيش الموريتاني واختير ولد داداه رئيسًا للوزراء في عام 1958 حسب مؤتمر ألاكَ، وفي تاريخ الثامن والعشرين من تشرين الثاني لعام 1960 للميلاد أعلن استقلال البلاد عن فرنسا، وأصبح المختار ولد داداه أول رئيس للجمهوريّة.[٢]


اقتصاد موريتانيا

يعتمد الاقتصاد الموريتاني على عائدات الصيد البحري، واحتياطي مناجم الذهب والحديد، بالإضافة إلى القطاع الزراعي الذي لا يسد إلا نصف الحاجات الغذائيّة للبلاد نتيجة تأثره ببعض العوامل المناخيّة كالجفاف، ومن أهم محاصيلها الزراعيّة الأرز والتمر والدخان والذرة الصفراء، كما يعتمدون على تربية المواشي، وهناك أيضًا القطاع الصناعي المتمثل بمنتجات تعليب الأسماك والتعدين والصناعات الاستخراجيّة كاستخراج الحديد والذهب والجبس، ويشار إلى أنّه تم اكتشاف بعض حقول النفط، وموريتانيا من الدول المصدرة للذهب والحديد الخام، ومستوردة للآلات والمعدات والمواد الاستهلاكيّة، والنفط ومشتقاته.[٢]


المعالم السياحيّة في موريتانيا

  • مسجد المدينة المنورة: وهو من أبرز المعالم السياحيّة الموجودة في العاصمة الموريتانيّة نواكشوط، إذ بني هذا المسجد من قبل السعوديّة على الطراز المعماري الأندلسي الذي يتميّز ببساطة تصميمه الخارجي، ونقوشه الدقيقة باستخدام الألوان الرمليّة، بالإضافة إلى تصميمه الداخلي البديع المتمثل بالزخارف الإسلاميّة المحفورة بأيدي متمرسين مهرة، كما يتميز بعدد من القباب التي تضفي عليه جوًّا من الراحة، ويشار أنّ هذا المسجد درس فيه عدد من العلماء البارزين، وله ملاحق متمثلة بمدرسة لتعليم القرآن الكريم، ومدرسة لتعليم العلوم الشرعيّة والعلوم اللغويّة.[٣]
  • مدينة شنيقط: هي من أجمل الأماكن السياحيّة في البلاد، والمعروفة باسم عيون الخيل، والتي يعود تاريخ إقامتها إلى القرن الحادي عشر للميلاد، وتتميّز هذه المدينة بأنها مركز تجاري يحتوي على أكبر وأهم الأسواق التجاريّة التي تضم عددًا منوعًا من المنتجات كالصناعات اليدويّة المتمثلة بالسجاد، والمفروشات، والملابس، والتحف، والمجوهرات، بالإضافة إلى المطاعم الخاصة بالوجبات المحليّة اللذيذة.[٣]
  • مدينة كيهيدي: يعود تاريخ إنشاء هذه المدينة إلى القرن الخامس عشر للميلاد، وهي تقع بالقرب من نهر السنغال، وقد برزت أهميّة هذه المدينة في عهد الاحتلال الفرنسي للبلاد نتيجة تشييد قلعة في الجهة الشماليّة منها، وهي تحتوي على مرسًى خاص بالسفن، وتوجد أيضًا العديد من البيوت المشيّدة من الطين، بالإضافة إلى عدد من الأسواق الشعبيّة المنتشرة في أزقتها وممراتها الضيّقة.[٣]
  • محمية حوض أرجين الوطينة: يمتد هذا الحوض على طول مئتي كيلومتر على ساحل المحيط الأطلسي، ويقع بين مدينتي نواكشوط ونواذيبو على الشواطئ الواقعة بين جزيرتي تيميرسين ورأس الكلب ضمن الأرخبيل المتكون من 102 جزيرة صغيرة، وهو من أجمل المعالم السياحيّة في مدينة نواكشوط، والذي يوجد فيه أكبر تجمع عالمي للطيور التي تتضمن عددًا من الأنواع الفريدة والنادرة، بالإضافة إلى الأسماك والكائنات البحريّة النادرة، وقد أعلنت المنطقة كمحميّة طبيعيّة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونيسكو.[٣]



المراجع

  1. "موريتانيا"، aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "موريتانيا"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "السياحة في موريتانيا "، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :