السياحة البيئية

السياحة البيئية

يصنف نوع السياحة البيئية تحت قائمة الأنواع المستحدثة من أنواع السياحة، ويرجع تاريخ ظهوره إلى فترة الثمانينات من القرن العشرين، ومن أبرز العوامل والدوافع التي ساهمت في تطوره هي تلك الثقافية والسياسية والاقتصادية على حدِ سواء، ويقصد بمصطلح السياحة البيئية بأنها التجوال والانتقال من منطقة طبيعية إلى أخرى دون تدخل العنصر البشري بها بتاتًا، إذ تكون الطبيعة بكرًا لم تمسها اليد البشرية إطلاقًا ولم يعبث بها، وتعد السياحة بيئية في حال توجه السائح إلى مناطق طبيعية خالية من التلوث تمامًا وتعيش في حالة من التوازن البيئي بفضل حفاظها على النباتات والحيوانات البرية والتضاريس الموجودة فيها.


تشير المعلومات إلى أن مصطلح السياحة البيئية حديث على المسامع، ويعود الفضل في طرحه لأول مرة إلى الناشط البيئي هكتور لاسكورين؛ وقد جاء ذلك لغايات الحث على ممارسة السياحة التي تجعل الإنسان صديقًا للبيئة ومحافظًا عليها، وتعد الخطوة الأولى في ذلك هي التجوال سيرًا على الأقدام والتخلي تمامًا عن وسائل النقل التي تلحق الضرر والتلوث بالبيئة والطبيعة.[١]


أهمية السياحة البيئية

تحظى السياحة الطبيعية بأهمية عظيمة جدًّا، فهي بمثابةِ طريقة لإقامةِ العلاقة المثالية بين الإنسان والبيئة المحيطة به للتعرف عليها عن كثب، وفي حال نجاح تلك العلاقة؛ فإن الإنسان سيصبح قادرًا على الاهتمام بها والحفاظ على التوازن الطبيعي وحمايتها من التلوث والأضرار، ومن أبرز ما يُثار حول أهمية السياحة البيئية [٢]:

  • فرصة للاستمتاع بتسلق الجبال وممارسة تلك الرياضة بكل شغف.
  • الغوص في أعماق البحار والتعرف على محتوياته والوصول إلى الشعاب المرجانية.
  • الخوض بتجربة الصيد سواء كان على الصعيد البري أو البحري.
  • إطلاق سراح الذهن للتأمل بما يحيط بالإنسان من طبيعة واستكشافها عن قرب.
  • التعرف على الحيوانات والطيور ومصادقتها خلال الرحلات في الغابات.
  • التقاط الصور للطبيعة ونقلها إلى العالم للتقافة والمتعة.
  • التشجيع على الحفاظ على التوازن البيئي.
  • وسيلة لتنمية الفكر الإنساني حول الطبيعة.


جدل حول السياحة البيئية

بالرغم من الأهمية العظيمة التي جاءت بها السياحة البيئية، إلا أن البعض قد أثار جدلًا حول ذلك نظرًا للتعامل مع البيئة على أنها سلعة، إذ لجأت الكثير من الدول إلى التشجيع على مثل هذا النوع من السياحة بحجةِ إنقاذ الطبيعة من التصرفات الإنسانية الجائرة بواسطة بيعها، ويُدرج تحت هذا البند إقامة الحدائق الوطنية التي تحتضن الطبيعة بأسلوبٍ يتدخل به الإنسان ويناسبه لجني الأموال، أي إن الأمر لم يعد محض صدفة كما جاءت الطبيعة بحلتها التي خُلِقت عليها، وإنما تدخل الإنسان ليحيطها بالأسوار أو بشتى الطرق لتعود عليه بالمنفعة المادية.

هذا ويرى البعض أن إقامة الحدائق الوطنية والمحميات وسيلة لتوفير الحماية الفائقة لأجناس الكائنات الحية سواء كانت نباتات أو حيوانات إلى جانب الحصول على خدمات متقدمة من قِبل الجهة الراعية للأمر، هذا وتنقسم المناطق المدرجة تحت السياحة البيئية إلى مناطق ذات استخدام محدود وأخرى ذات حماية فائقة وصارمة ومناطق أخرى تعرف بالمناطق المرنة.[٣]


مقومات السياحة البيئية

تحتاج السياحة البيئية إلى وجود مجموعة من المقومات الضرورية التي لا بد من وفرتها لتحقق الدوافع والأهداف التي وُجِدت من أجلها، ومن أبرز هذه المقومات [١]:

  • الوعي البيئي، يستوجب الأمر أن يكون لدى كل من ينوي البدء في سياحة بيئية درجة عالية من الوعي والثقافة بمدى أهمية البيئة المحيطة به، وذلك ليتمكن من نقل هموم المناطق والقضايا الرئيسية بطريقة دقيقة وعناية فائقة.
  • إيلاء الثقافة المحلية للطبيعة والمناطق جُل الاهتمام، إذ يكون الزائر حريصًا كل الحرص على عدم المساس بخصوصيتها أو انتهاكها وتهتم بحقوق السكان هناك، كما يجب على السائح الانقياد للقوانين المطبقة في الدولة المحتضنة للمنطقة السياحية.
  • توفير بنية تحتية وتجهيزات ضرورية لتوفير الخدمة الفائقة للسياح، إذ تكون الخدمات غير مخالفة للتوازن البيئي أو قد تلحق به الاختلال، وتعد الخدمة غير مخالفة طالما لم تلحق أي اختلال في التوازن البيئي أو مكوناته.
  • القدرة على التنقل والتجوال في ربوع المنطقة دون الحاجة لاستخدام أيٍ من وسائل النقل التي قد تلحق الضرر بالبيئة وتلوثها، لذلك يجب ألا يتجاوز الأمر الدراجات الهوائية والمشي، ولا بد من الاستغناء قطعيًّا عن المركبات ووسائل النقل الحديثة.
  • التنوع البيئي، يجب أن تكون المنطقة المقصودة بالزيارة منطقة طبيعية غنية بمختلف مكونات البيئة المثالية كالمناخ والتضاريس والحياة البرية المميزة، ليصار إلى الوصول إلى الهدف المرجو من خلال وفرة التنوع البيئي وتحقق وجود المقومات أعلاه.

المراجع

  1. ^ أ ب بلال الشايب (6-5-2018)، "كيف تعرف ماهي السياحة البيئية واهميتها واسباب ازدهارها ؟"، تسعة بيئة، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2019. بتصرّف.
  2. "السياحة البيئية أو السياحة الطبيعية"، فيدو ، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2019. بتصرّف.
  3. "السياحة البيئية.. الاختلاء بالطبيعة البكر"، مجلة القافلة، اطّلع عليه بتاريخ 12-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :