رسائل حب جبران خليل جبران

رسائل حب جبران خليل جبران

مختارات من رسائل حب جبران خليل جبران

كتب الشاعر جبران خليل جبران رسائل لمي زيادة، وجمعت في كتاب الشعلة الزرقاء، ومن هذا الرسائل[١]:

  • "لقد أعادت رسالتك إلى نفسي ذكرى ألف ربيع وألف خريف وأوقفتني ثانية أمام تلك الأشباح التي كنا نبتدعها ونسيرها موكباً إثر موكب".
  • "أما أنا فقد آمنت باقنومك الجديد الكلي المطلق الجامع بين أسياف "كالي" ربة الهند وسهام "ديانا" معبودة الإغريق.
  • " أما أنا فصحتي أشبه بحديث السكران وقد صرفت الصيف والخريف متنقلًا بين أعالي الجبال وشواطئ البحر، ثم عدت إلى نيويورك أصفر الوجه نحيل الجسم لمتابعة الأعمال ومصارعة الأحلام تلك الأحلام التي الغريبة التي تصعد بي إلى قمة الجبل ثم تهبط بي إلى أعماق الوادي".
  • " واسمحي لي الآن، أن أغبط يدكِ على عودك؛ وعودك على يديكِ، وأرجوك أن تذكري اسمي مشفوعًا باستحساني كلما ضربتِ نغم النهاوند على الأوتار؛ فهي نغم أحبه ولي فيه رأي يشابه رأي "كاريل في النبي محمد"".
  • " فلو كنت الساعة في القاهرة لاستعطفتكِ لتسمحي لي بزيارتكِ فنتحدث مليًا في أرواح الأمكنة وفي العقل والقلب، وفي بعض مظاهر هنري برغسن، غير أن القاهرة في مشارق الأرض، ونيويورك في مغاربها وليس من سبيل إلى الحديث الذي أوده وأتمناه".
  • " أفضل أن أقرأ لكِ قصيدة عن ابتسامة أبي الهول مثلًا، من أن أقرأ لكِ رسالة في تاريخ الفنون المصرية، وكيفية تدرجها من عهد إلى عهد ومن دولة إلى دولة؛ لأن بنظمكِ قصيدة في ابتسامة أبي الهول تهبني شيئًا نفسيًا ذاتيًا".
  • " فأنا استعطفكِ لأني أريد أن أستميلكِ إلى تلك الحقول السحرية حيث سافو، وإليزابيث براونينغ، وأليس شراينر، وغيرهن من أخواتكِ اللاتي بنين سلمًا من الذهب والعاج بين الأرض والسماء".
  • " هل تعلمين يا صديقتي، أنني كنت أجد في حديثنا المتقطع الأنس والسكينة والطمأنينة، وهل تعلمين بأنني كنت أقول لذاتي هناك في مشارق الأرض صبية ليست كالصبايا قد دخلت الهيكل قبل ولادتها ودخلت في قدس الأقداس فعرفت السر العلوي الذي تخفره جبابرة الصباح، ثم اتخذت بلادي بلدًا لها، وقومي قومًا لها، هل تعلمين بأنني كنت أهمس هذه الأنشودة في أذن خيالي كلما وردّت عليّ رسالة منكِ؟، لو علمتِ لما انقطعتِ عن الكتابة إليّ- وربما علمتِ فانقطعت وهذا ما لا يخلو من أصالة الرأي والحكمة".
  • " وبعد ذلك سأنظم قصيدة في ابتسامة ميّ، ولو كان لدي صورتها مبتسمة لفعلت اليوم، ولكن علي أن أزور مصر لأرى مي وابتسامتها، وماذا عسى أن يقول الكاتب في ابتسامة المرأة؟ أفلم يقل ليوناردو دافنشي آخر كلمة في الموضع عندما انتهى من صورة لاجوغندا؟، ولكن، أليس في ابتسامة الصبية اللبنانية سر لا يستطيع إدراكه وإعلانه غير اللبناني".
  • " وماذا أقول عن كهوف روحي؟ تلك الكهوف التي تخيفكِ- إني ألتجئ إليها عندما أتعب من سبل الناس الواسعة وحقولهم المزهرة وغاباتهم المرتعشة".
  • " وقد طالما عرفت أن وراء أذنيك آذان خفية تسمع تلك الأصوات الدقيقة الشبيهة بالسكوت- تلك الأصوات التي لا تحدثها الشفاه والألسنة، بل ما وراء الشفاه والألسنة من الوحدة العذبة، والألم المفرح، والشوق إلى ذلك العالم البعيد الغير معروف".
  • " وأنت تسألين ما إذا كنت أريد أن يفهمني أحد بعد قولي: لأن الذين يدركون خبايا نفوسنا يأسرون شيئًا منها".
  • " ولقد انصرفت عن كل ما وجدته بانتظاري في هذه المكتب، لأصرف نهاري مصغيًا إلى حديثكِ الذي يتمايل بين العذوبة العنف".
  • " ما أجمل رسالتكِ يا ميّ وما أشهاها؛ فهي كنز من الحريق يتدفق من الأعالي ويسير مترنمًا في وادي أحلامي، بل هي كقيثارة أورفيوس تقرب البعيد وتبعد القريب، وتحول بارتعاشاتها السحرية الحجارة إلى شعلات متقدة، والأغصان اليابسة إلى أجنحة مضطربة. إن يومًا يجيئني منكِ برسالة واحدة، لهو من الأيام بمقام القمة من الجبل، فما عسى أن أقول في يوم يجيئني بثلاث رسائل؟ ذلك يوم أتنحى فيه عن سبل الزمن لأصرفه متجولًا في إرم ذات العماد".
  • " وبما أجيب عن سؤالاتكِ؟ وكيف أستطيع متابعة الحديث وفي النفس ما لا يسيل مع الحبر، ولكن لا بد من متابعة الحديث. فما بقي صامتًا ليس بالغير المفهوم لديكِ".
  • " في قلبي خفقان دائم، وألم مستمر، ولكنني لا أريد إبدال هذا ولا تغيير ذلك- ومن كان هذا شأنه فهو لا يعرف السعادة لا يدري ما هي القناعة، ولكنه لا يشكو، لأن في الشكوى ضربًا من الراحة وشكلًا من التفوق".
  • " إن القناعة هي الاكتفاء، والاكتفاء محدود، وأنتِ غير محدودة".
  • " أما السعادة؛ فهي أن يملًا المرء نفسه من خمرة الحياة؛ ولكن من كأسه سبعة آلاف فرسخ بالطول، وسبعة آلاف فرسخ بالعرض، لا ولن يعرف السعادة حتى تنسكب الحياة بكاملها في كأسه، أفليس كأسكِ يا مي سبعة آلاف فرسخ وفرسخ".
  • " بل أنتِ يا ميّ منا وفينا، بل وأنتِ من بين بنات الفن وأبنائه كالوردة بين أوراقها".
  • " إن لكم في ربوعنا صديقًا إرادته تدافع عنكم، ونفسه ترغب في الخير لكم، وإبعاد السوء عنكم وتحميكم من كل أذى، وقد يكون الصديق الغائب أدنى وأقرب من الصديق الحاضر".
  • " منذ كتبت إليكِ حتى الآن وأنتِ في خاطري، ولقد صرفت الساعات الطوال مفكرًا بكِ مخاطبًا إياكِ، مستجوبًا خفاياكِ، مستقصيًا أسراركِ. والعجيب أنني شعرت مراتٍ عديدة بوجود ذاتك الأثيرية في هذا المكتب ترقب حركاتي وتكلمني وتحاورني وتبدي رأيها في مآتي وأعمالي".
  • " استعطفكِ يا صديقتي أن تكتبي إليّ، واستعطفكِ أن تكتبي إلي بالروح المطلقة المجردة المجنحة التي تعلو فوق سبل البشر".
  • " أنتِ حاقدة عليّ، ناقمة عليّ، ولكِ الحق، ومعكِ الحق، وما عليّ سوى الامتثال، فلا نسيتِ إثمًا اقترفته وأنا بعيد في عالم المقاييس والأوزان، هلا وضعتِ في صندوق الذهب ما لا يستحق الحفظ في الصندوق الأثيري".
  • " جلست مرات في هذه الغرفة ونظرت طويلًا إلى وجهكِ ولكني لم أتلفظ بكلمة، أما أنتِ فكنتِ تحدقين بي وتهزين رأسكِ وتبتسمين ابتسامة من يجد لذة تلبك وتشويش جليسه".


قصة حب مي زيادة وجبران خليل جبران

يعد كل من مي زيادة وجبران خليل جبران أدبيان وشاعران عربيان، أحب أحدهما الآخر على الرغم أنها لم يلتقيا، فقد كانت مي زيادة في مصر وجبران خليل جبران في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد وضحت طبيعة العَلاقة بينهما الرسائل التي كانا يتواصلان بها، حتى وفاة جبران خليل جبران عام 1931م[٢][٣].


أين جُمعت رسائل حب جبران خليل جبران؟

جُمعت مراسلات جبران خليل جبران في كتاب الشعلة الزرقاء بحوالي 37 رسالة، وقد أظهرت هذه الرسائل حبًًا فريدًا ونادرًا بينه وبين مي زيادة، كما كان بمثابة تحفة في الأدب العربي[٢][٣].

المراجع

  1. جبران خليل جبران، الشعلة الزرقاء، صفحة 1-6. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد بكري (5/1/2020)، "قصة حبّ جبران خليل جبران ومي زيادة"، موقع اللغة والثقافة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "Her Fascinating Story, a Writer from Nazareth- May Ziadeh", arabamerica, 3/6/2020, Retrieved 8/1/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :