محتويات
مدينة كرن
تقع مدينة كرن في دولة إريتريا، وتقع إرتيريا في شرق قارة أفريقيا، ومدينة كرن ثاني أكبر مدينة في دولة إرتيريا، وتفصلها عن مدينة أسمرة العاصمة مسافة تصل إلى 91 كيلو مترًا باتجاه الشمال الغربي على ارتفاع 1390 مترًا عن مستوى سطح البحر، وتحيط بها جبال الجرانيت من جميع الجهات، وتُعد بمثابة العاصمة لإقليم أنسبا وهي موطن لمجموعة البلين القبلية، وقد نمت مدينة كرن حول سكة الحديد الإريترية الممتدة حتى مدينة أسمرة، لكن سكة الحديد تفككت لاحقًا بسبب المعارك والحروب التي استمرت فترةً من الزمن في هذه المنطقة، إذ كانت المدينة مسرحًا لمعارك منتظمة في حربين متتاليتين هما: الحرب العالمية الثانية، وحرب الاستقلال الإريترية، وكانت مدينة كرن موقعًا لمعركة رئيسية وشرسة بين القوات الإيطالية والقوات البريطانية في شهر مارس من عام 1941 ميلاديًا[١].
كيف تطوّرت مدينة كرن عبر التاريخ؟
في القرن التاسع عشر تقريبًا تأسست المدن الأفريقية عمومًا من قبل قوى الاستعمار الأوروبي، ولكن المدن الإريترية بدأت بوصول الأتراك إلى سواحل البحر الأحمر إذ أقاموا المدن على طول الساحل، ولكن التطور الحقيقي والكبير بدأ من قبل المستعمرين الإيطالين، خاصةً وقت النظام الفاشي الإيطالي، فقد أظهروا اهتمامًا كبيرًا بمدن أسمرة ومصوع وكرن، وبعد اكتشاف الإيطاليين لجمال الطبيعة في كرن أعطوها الكثير من الاهتمام وجعلوها مكانًا لإقامة عائلاتهم ومواطنيهم.
قام المبشران جوسيبي سابيتو وجوفاني ستالين بزيارة كرن في عام 1851 ميلاديًا، وبعد أن استقر "جوزيبي سابيتو" في مدينة عصب فتح الباب أمام الاستعمار الإيطالي لإريتريا بفضل ما نقل عنها من معلومات، ويُعد الحاكم الإداري "إستيفانوس ديكين" الذي وصل إلى كرن عام 1889 ميلادي الرجل الأول الذي حاول تأسيس المدينة الحديثة في كرن بعد تهجير المستوطنين الأصلين وماشيتهم، واستغل الموارد الطبيعية خاصةً الزراعة، ثم أسس المستوطنون الإيطاليون مكانًا يدعى فوروفيا، وكان بمثابة مركز للحكم الإداري والنقل، واستخدمت السكة الحديدية للنقل حيث بنى الإيطاليون شبكةً واسعةً من الطرق والسكك الحديدية من أجل ربط مدينة كرن بالمرتفعات والبحر الأحمر والمناطق المنخفظة الغربية، وما زال مركز فوروفيا إلى هذا اليوم محطةً للحافلات في إقليم أنسبا، كما أقام الإيطاليون مطارًا للطائرات التجارية؛ بهدف تسهيل الأنشطة التجارية، وتسهيل الرحلات إلى العالم الخارجي، فأصبحوا قادرين على تصدير منتجاتهم إلى الأسواق العالمية بسهولة.
نشط العمل في مجالي الزراعة والصناعة المحلية في مدينة كرن من بداية القرن التاسع عشر وحتى منتصف السبعينيات، إذ اتخذ المستعمرون الإيطاليون مدينة كرن كمنطقة زراعية بالدرجة الأولى، إضافةً إلى استيطان مواطنيهم فيها، ونشطت حركة البنية التحتية الزراعية في كرن والمناطق المحيطة بها منذ عام 1893 ميلاديًا، إذ شُيِّد أول مصنع لصناعة الحليب على يد المستثمر الإيطالي إرنستو أورتيلا في منطقة بالقرب من كرن، وبيعت كميات كبيرة من الحليب للإيطاليين الذين يعيشون في المدن، ومع مرور الوقت بدأ تصدير الفواكه والمحاصيل الزراعية إلى دول أخرى بين العامين 1896- 1941، بعد ذلك اكتمل تأسيس وتطوير الكثير من المصانع الجديدة، وفيما يأتي نعرض بعض الأنشطة الاستثمارية[٢]:
- مصنع الأزرار: إذ بناه المستثمر بيتيشن على مساحة من الأرض وصلت إلى 30 ألف متر مربع، ثم اشتراه المستثمر الرأسمالي ديروسي، وكانت الأزرار تصنع من نوى أشجار النخيل القادم من إقليم باركا التي كانت تُعد من أجود أنواع الأزرار في ذلك الوقت، وكانت صُدرت الأزرار إلى الأسواق الأروبية، وقد قيل إن جميع أزرار الملابس العسكرية البريطانية كانت تصنع في هذا المصنع، فقد كان عدد العمال في المصنع أكثر من 1000 عامل دائم إضافةً إلى العمال غير ثابتين، ووصل إنتاج المصنع إلى مليون وسبعمائة ألف زر.
- كونيل: محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تقع وسط مدينة كرن، إذ كانت تستخدم مولادات ضخمة جدًا، وقد كانت المحطة توفير الخدمات الكهربائية، وتعمل أيضًا على إنتاج مكعبات الثلج لخدمة المستشفيات والمؤسسات المختلفة، ومع تطور الأجهزة والتكنولوجيا وامتلاك الناس للثلاجات في المؤسسات والمنازل، اقتصرت خدمة المحطة على توفير الكهرباء فقط.
- جمعية اللُّبَّان: اشتهر اللبان الإريتري منذ العصور القديمة واستخدم في المعابد، وانتشر في مصر، واستخدم لغايات مختلفة، وأسس الإيطاليون جمعية اللبان، بهدف جمعه من المناطق الغربية بالقرب من كرن وإعدادها للتصدير، والمصنع الآن ملك للإريترين بعد أن تخلى عنه الإيطاليون، ولا يزال يعمل إلى الآن، وقد صنع حوالي 20 ألف كيلو غرام من اللبان ما بين العامين 1954- 1974.
- مسلخ الأبقار: بني المصنع في بداية التسعينيات في وسط كرن، وكان مالك المسلخ مستثمرًا بلغاريًا، وكانت تُحضر المواشي من الأغنام والأبقار من مناطق تربية الماشية، إذ كان يذبح الآلاف من المواشي يوميًا وتصدر إلى الخارج، كما كان يعمل في المصنع 190 عاملًا إريتريًا، وثمانية أطباء بيطرين بلغاريين.
في عام 1941 الميلادي انتهى الوجود الإيطالي بعد سلسلة من المعارك مع الجيش البريطاني كان آخرها معركة كرن التاريخية، إذ هُزم الجيش الإيطالي واستبدلت القاعدة العسكرية الإيطالية وأُحضرت قاعدة استعمارية جديدة للجيش البريطاني.
ما هي طبيعة الطقس في مدينة كرن؟
يُعد الطقس جيدًا عامةً في مدينة كرن فهو طقس معتدل مقارنةً بالدول الأفريقية، إذ تنخفض درجات الحرارة العالية اليومية بمقدار 5 درجات فهرنهايت، ونادرًا ما تنخفض إلى أقل من 79 درجة فهرنهايت أو تتجاوز 94 درجة فهرنهايت، وقد سُجّل أعلى متوسط يومي لدرجات الحرارة المرتفعة في الواحد من شهر يونيو بدرجة حرارة 90 درجة فهرنهايت، ويُعد يوم 28 من شهر مايو هو أكثر أيام السنة سخونةً، إذ تتراوح درجات الحرارة عادةً من 71 درجة فهرنهايت إلى 90 درجة فهرنهايت، بينما يُعد اليوم الخامس من شهر يناير هو أبرد يوم في السنة، إذ تتراوح درجات الحرارة بين 59 درجة فهرنهايت إلى 83 درجة فهرنهايت[٣].
ما هو عدد السكان في مدينة كرن؟
ينطبق على مدينة كرن ما ينطبق على دولة إريتيريا عمومًا، فإريتريا بلد سريع النمو من حيث السكان بسبب ارتفاع معدلات الخصوبة، إذ يبلغ معل النمو السكاني 2.35%، وربما يصل معدل الخصوبة إلى 4.13 مولودًا لكل امرأة، ويصل متوسط الأعمار من 39- 60 سنةً بينما تنخفض نسبة الوفيات كثيرًا خاصةً بين الأطفال، ومن المرجح زيادة عدد السكان في إرتيريا بالرغم من أن عدد المهاجرين أكبر من عدد الوافدين إلى البلاد، ولكن تُتوقع الزيادة بسبب عدد المواليد، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان في البلاد إلى 3.6 مليون نهاية عام 2020 وقد يصل إلى 5.1 مليون عام 2040[٤].
أماكن مقترحة لزيارتها
مدينة كرن مدينة جميلة تستحق المشاهدة، فإذا رغبتِ بزيارتها فعليك أن تزوري بعض الأماكن المهمة في هذه المدينة الصغيرة، وإليك بعض المعالم التي من المناسب المرور عليها أثناء رحلتك[٥]:
- سوق الجمل: وهي سوق نابضة بالحياة، إذ يتجمع فيها عدد كبير من البائعين والمشترين، وهم يتجمعون صباح يوم الاثنين من كل أسبوع من مختلف المناطق والقرى المحيطة، ويتافس المتجولون في السوق على شراء الماشية بشكل مثير للدهشة والحماس.
- ضريح مريم ديريت: وهو الموقع المسيحي في كرن، فهو كنيسة كاثوليكية صغيرة مشهورة جدًا عند السكان المحليين، وقد بني ضريح لمريم العذراء وسط شجرة الباوباب التي يشاع بأن عمرها أكثر من 500 سنة.
- سوق الاثنين: يُعد هذا السوق الأسبوعي متعة السياح، فهم يستمتعون بسماع أصوات الباعة، ومشاهدة الأجواء العامة في السوق أكثر من متعة التسوق وشراء المنتجات والسلع المختلفة، فهو يتسحق زيارتك لتعيشي بصحبة الروح المحلية البسيطة المنتشرة في جنباته، وليس للسوق مكان محدد، فهو يقام على طول الشاطئ في أكثر من موقع.
- المقبرة الإيطالية: مقبرة مميزة اعتُني بها كثيرًا، فهي تضم رفات العديد من الجنود الإيطاليين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، وتقع المقبرة خلف المسجد الكبير في الناحية الشمالية لمدينة كرن.
- حلب منتل: قرية صغيرة على طريق أسمرة قبل مدينة كرن بحوالي 11 كيلو مترًا، ستستمتعين حقًا بمشاهدة مشهد رائع لأكواخها المصنوعة من القش المبنية بالطريقة التقليدية المحلية.
- مقبرة حرب كرن: تقع في المنطقة الغربية للمدينة، فيها نصب تذكاري حزين يرمز للجنود الذين ماتوا من أجل مدينتهم في الحرب العالمية الثانية.
المراجع
- ↑ "Keren City", traveloeritrea, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ "Keren: A City Bound by Mountains", shabait, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ " Average Weather in June in Keren", weatherspark, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ "Eritrea Population 2020 (Live)", worldpopulationreview, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ↑ "Keren attractions", lonelyplanet, Retrieved 25-6-2020. Edited.