مفهوم حقوق الطفل

مفهوم حقوق الطفل

مفهوم حقوق الطفل

تعرَّف حقوق الطفل بأنّها مجموعة من حقوق الإنسان للأطفال بصرف النظر عن أعمارهم وأعراقهم وجنسياتهم أو حتى أماكن ولادتهم، وقد أُقرَّت هذه الحقوق دوليًا ضمن اتفاقية حقوق الطفل التابعة لمنظمة الأمم المتحدة والتي توجب معاملة جميع الأطفال معاملةً عادلةً ومتساويةً، كما أنها تتضمن قواعد غير تمييزية تصب في مصلحة الطفل دائمًا، ويعرَّف الطفل ضمن نفس الاتفاقية بأنّه كل إنسان يقل عمره عن 18 سنةً؛ أي من لم يبلغ سن الرشد بموجب القانون المطبق عليه، ووفقًا لهذه الاتفاقية فإنه يحق للأطفال الحصول على حماية ومساعدة خاصة من المؤسسات الرسمية وغيره، لأنهم يعتبرون من الفئات الأكثر تعرضًا للخطر، كما يقع على عاتق جميع الدول مسؤولية توفير هذه الحقوق بموجب قانون الأمم المتحدة.


ورغم التطور الكبير الذي طرأ على المجتمعات لا سيما في السنوات الأخيرة إلا أنه لا يزال هناك الملايين من الأطفال المحرومين حقوقهم الأساسية، عدا عن معاناة بعضهم من العنف والصراع وتأثيرات تغيّر المناخ، علمًا أنّ الفقر والاستغلال والعنف ليس هو السبب الوحيد لتضرُّر بعض الأطفال، إذ عادةّ ما ترتبط هذه المشاكل بثغرات التعليم في كل من المجتمعات المتقدمة والنامية على حدٍّ سواء، ومن الممكن تدارك الأمر وتوفير بيئة تحترم حقوق الأطفال وتُمكِّن الأكثر ضعفًا منهم في جميع مناطق العالم من الازدهار والوصول إلى أعلى إمكاناتهم، فكل طفلٍ يستحق طفولةً كاملةً مُحاطةً بأُسر، ومجتمعات محمية وخالية من العنف[١].


مفهوم حقوق الطفل في الإسلام

أفرد الإسلامُ عنايةً خاصةً لمرحلة الطفولة كونها أولى مراحل حياة الإنسان، ويُعرّف الطفل وفقًا للمنظور الإسلامي بأنه كل من لم يبلغ الحلم على ألا يتجاوز سنة 15، وامتدت عناية الإسلام بالطفل لتشمل ما قبل الولادة أيضًا إذ أوردَ حقوقًا للأجنّة، ومن هذه الحقوق تأكيد الإسلام على أهمية اختيار شريك حياة مناسب يتبع التعاليم الدينية من باب الحرص على تلقي الطفل الأخلاقيات اللازمة لتربيته، وحرصًا على تنشئته ضمن بيئة صحية، أمّا الحقوق المرتبطة بما بعد ولادته، فمنها الحق بالرضاعة لما له من أهمية صحية على الصعيد النفسي والجسدي، والحق بتسميته بأفضل الأسماء احترامًا لذاته وكينونته، كما كفل الإسلام للطفل حياةً كريمةً إلى حين بلوغه مرحلة الاعتماد على النفس وتحمل مسؤوليات الحياة، بالإضافة إلى إقرار حق المساواة، إذ نادى بعدم التفريق بين الأبناء في المعاملة، وأكَّد على حقوقهم في تلقي التعليم الجيد الذي من شأنه مساعدتهم على خوض الحياة وفهمها[٢].


أبرز حقوق الطفل الواجب توفيرها له

تتضمن اتفاقية حقوق الطفل قواعد عادلة تهدف إلى الحفاظ على مصلحة الطفل، إذ لا يجوز الانتقاص منها بأي شكل كان، ومن أبرز هذه الحقوق ما يلي[١]:

  • الحق في الحياة.
  • الحق في عيش الطفل مع والديه، ولا ينبغي إبعاده إلا إذ اقتضت المصلحة.
  • حق حرية التعبير عن رأيه في جميع المجالات المتعلقة به.
  • حق الخصوصية.
  • الحق في التعليم.
  • الحق في الحماية من الاستغلال والاعتداء الجنسي.
  • الحق في الحماية من الاتجار بالبشر أو الاختطاف.
  • تحمُّل الوالدين المسؤولية المشتركة في تربية الطفل، مع مراعاة تقديم مصلحة الطفل دائمًا كونها هي الأساس في هذه العملية.
  • تمتُّع الأطفال اللاجئين بنفس الحقوق التي يتمتع بها الأطفال من حملة جنسية تلك الدولة.
  • الحق في الحصول على الحماية القانونية لمن خرق القوانين وهو لا يزال طفلًا.
  • وجوب مصادقة جميع الدول على هذه الاتفاقية والالتزام بتطبيقها، مع توفير السبل اللازمة لضمان تنفيذها، ويتضمَّن ذلك تعديل تشريعاتها الداخلية بما يتناسب ومضمونها، علمًا أنه يمكن للدولة الاكتفاء بتطبيق تشريعاتها الداخلية في حال كانت هذه التشريعات توفر حمايةً أكبر للطفل فقط.


ما أهمية تطبيق حقوق الطفل؟

مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يختبرها الإنسان، وتعود أهمية تطبيق حقوق تلك الفئة العمرية إلى ما يأتي[٣]:

  • استمرار تأثير مرحلة الطفولة مدى الحياة إذ يمتدُّ إلى العديد من جوانب الإنسان، ومن ذلك فإنّ التركيز عليها يمنح الأطفال الرعاية النفسية والجسدية اللازمة للنمو والنضج السليم.
  • التأكيد على كرامة الطفل والتأكيد على حريته بكونه ليس مُلكيةً للوالدين أو للدولة.
  • توفير الرعاية والتوجيه اللازمين لدفع الطفل نحو الاستقلالية.


متى ظهرت اتفاقية حقوق الطفل؟

لم تكن هناك معايير كافية لحماية الأطفال لا سيما في أوائل القرن 20 وفي الدول الصناعية تحديدًا، إذ عمل الأطفال جنبًا إلى جنب مع البالغين تحت ظروف غير صحية وآمنة لهم، مما استدعى بدء البحث عن أساليب حماية تكفل لهم حقوقهم، وفيما يلي ذكر لتسلسلها[٤]:

  • ظهور إعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924م.
  • إنشاء صندوق الطوارئ الدولي للأطفال من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك عام 1946م.
  • إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إذ تمنح المادة 25 منه حمايةً خاصة للأطفال.
  • تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل والتطرق لموضوع حمايتهم أيضًا ضمن العهدين الدوليين لحقوق الإنسان.
  • تقديم مشروع اتفاقية حقوق الطفل في عام 1978م، والذي اعتمد لاحقًا عام 1989م من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما نال استحسانًا كبيرًا باعتباره إنجازًا رائدًا في مجال حقوق الإنسان عامّةً وحقوق الأطفال خاصةً.


إلى ماذا تهدف اتفاقية حقوق الطفل؟

تم التطرق إلى الحديث عن حقوق الطفل في الكثير من المناسبات الدولية، إلا أن اتفاقية حقوق الطفل كانت الأكثر شمولًا من ناحية حماية حقوقه عامةً، ومن أهم أهدافها ما يأتي[٥]:

  • حماية الأطفال بكافة أحوالهم الطبيعية منها وغير الطبيعية كالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال الأقليات واللاجئين.
  • التأكيد على عدم التمييز.
  • تحقيق مصلحة الطفل بأفضل الطرق الممكنة.
  • توسعة مفهوم حقوق الطفل لتشمل الحقوق المدنية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
  • التحقق من احترام جميع الدول المشاركة لما ورد في الاتفاقية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Our vision for every child is a life in all its fullness", worldvision, Retrieved 5/3/2021. Edited.
  2. روان الحربي (13/2/2020)، "من حقوق الطفل في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/3/2021. بتصرّف.
  3. "Child rights and why they matter", unicef, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  4. "History of child rights", unicef, Retrieved 6/3/2021. Edited.
  5. "Definition of the Convention on the Rights of the Child", humanium, Retrieved 7/3/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :