الملل الزوجي
عادةً ما تكون البداية في مرحلة الزواج تحتوي على الكثير من الأمور والمواضيع التي من شأنها أن تبقي على العديد من المشاعر المتجددة بين الزوجين، لا سيّما وأن كلاهما لا يزال في جعبته الكثير مما يقدمه للآخر من مشاعر وأحاسيس جيّاشة، ولكن مع مرور الوقت تصبح حياة الزوجين أكثر انشغالًا، ويسيطر الروتين على العلاقة، وتمضي الأيام والليالي دون اتقاد جذوة الحب بينهما، وتكثر أعباء الحياة والضغوطات النفسية، ثم يتسلل الملل بين الزوجين رويدًا رويدًا، والذي يمكن أن يؤدي إلى الانفصال إذا لم يُتدارك الأمر.
ما يجهله الكثير من الأزواج أن الإحساس بالملل أمر طبيعي وغالبًا ما يحدث في أي علاقة، وإذا ما عولج فيمكن أن يؤدي لاتخاذ قرارات خاطئة تسير بمركب الحياة الزوجية إلى الهاوية، فضلًا عن الاستياء العام من حالة الملل والركود العاطفي والذي من المحتمل أن يؤدي بأحد الزوجين أو كلاهما إلى الخيانة أو النفور أو غيرها من السلوكيات الخاطئة، ولذلك يجب عليهما العمل معًا لإيجاد الحلول المناسبة لحالة الملل، والخروج منها بأقل الخسائر لكلا الطرفين، وهذا هو محور حديثنا في هذا المقال.[١]
أسباب الملل الزوجي
توجد العديد من الأسباب التي من شأنها أن تصل بالحياة الزوجية إلى بؤرة الملل، وهذا ما قد يسبب الكثير من النتائج السلبية في العلاقة الزوجية برمّتها، وفيما يأتي بعض تلك الأسباب:[٢]
- أسباب مادية: تعد الأسباب المادية من أكثر المسببات للمل الزوجي، وذلك لأنه وبطبيعة الحال عند انغماس كلٍّ من الزوجين في عمله يحدث بعض الضجر من الحال المعيشي، فعندما تنعدم الخيارات وتقل الأوقات الحرة لممارسة النشاطات المختلفة لخلق حياة جديدة مفعمة بالحيوية والنشاط، يبدأ تسرب الملل إلى الحياة الزوجية، فبدلًا من التفكير في قضاء بعض الأوقات الاستجمامية والترفيهية يفكر كلاهما في كيفية سداد الاحتياجات المالية للأسرة، لا سيّما إذا كان لديهما بعض الأطفال الذين يحتاجون الكثير من المستلزمات الضرورية.
- الاختلافات الشخصية: بالطبع لا بد من بعض الاختلافات بين اهتمامات وأفكار كلا الزوجين، ولكن في حال كانت فجوات الاختلاف كبيرة فهذا ما قد يدفع بهما للملل من الحياة الزوجية، بما في ذلك من اختلافات في مفهومهما للعلاقة الحميمة فيما بينهما، إذ يعاني الكثير من الأزواج من تكرار الاقتراحات نفسها فيما يخص تلك العلاقة، مما يؤدي بها إلى أن تصبح روتينًا معتادًا يخلو من الإثارة والمتعة، وربما كان احتياج أحدهما لتجارب جديدة مع شريكه تكون أكثر متعةً من ذي قبل من الأمور الضرورية، ولكن إذا ما رفضه الطرف الآخر، قد يؤدي للإحباط والشعور الكبير بالملل من الحياة الزوجية.
- العوامل الخارجية: قد تؤدي العزلة الاجتماعية للكثير من الملل في الحياة الزوجية، خاصةً إذا ما كان لأحدهما حياة اجتماعية مفعمة بالنشاط قبل الزواج، كأن يكون لهما عائلة كبيرة وأصدقاء كثر، وربما كان ذلك بسبب بعض الهجرات وانتقالهم للعيش من مكان لآخر، وفي هذه الحالة يستغرق كلاهما الكثير من الوقت لتكوين علاقات جديدة، وبالتالي يسيطر الروتين اليومي على حياة كلا الزوجين مما يؤدي بهما للملل الكبير، ولكن في هذه الحالة من الممكن القيام بنشاطات ترفيهية لكسر هذا الروتين، لا سيّما إن وجدت المرافق المخصصة لذلك في مستقرّهم الجديد.
طرق التخلص من الملل الزوجي
مع مرور الوقت يزداد الزواج صعوبةً عمّا مضى، إذ تصبح الحياة الزوجية روتينًا يتكرر في كل يوم، مما يؤدي إلى تلاشي الإثارة رويدًا رويدًا، ولذلك يجب اتخاذ إجراءات ووسائل من شأنها أن تعيد النشاط والحيوية للحياة الزوجية، وفيما يأتي بعض النصائح والإرشادات لهذا الغرض:[٣]
- حل المشكلات: من الواجب على كلا الزوجين البحث عن حلول لمشكلاتهم وعدم الاستسلام لها، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والمشكلات المادية وغيرها من المشكلات، كما يجب خلق الشعور بالسعادة في قرارة نفسيهما، إذ إن السعادة هي الدافع الأكبر لتغيير واقع الحال، والتي من شأنها طرد المشاعر السلبية المعبأة داخلهما.
- تغيير وجهة النظر: من المفترض أن ينظر الزوجان لعلاقتهما من وجهة نظرٍ مختلفة، فإذا كان قد سيطر عليهما الملل، أو أي شعور سلبي فيجب إعادة النظر في هذا الأمر، ومحاولة البدء بحياة جديدة يشترك بها الطرفان بالحب والوئام، ومحاولة إعادة مشاعر الماضي بما فيها من لحظات مميزة وجميلة.
- التجديد: من الممتع والمفيد في الحياة الزوجية البحث عن نشاطات جديدة وهوايات مشتركة، يشترك فيها الزوجان، فمثلًا من الممكن عمل مشروع تجاري مشترك، أو عمل نشاط رياضي أو ترفيهي جديد، ومن الممكن أن يعيد الزوجان ذكريات وعادات رافقتهما في بداية العلاقة الزوجية، لتجديد مشاعر قديمة، وإعادة بث الروح في قلبيهما من جديد، والطرق لهذا الأمر كثيرة جدًّا ولا تتطلب الكثير من الجهد والمشقة.
- الحوار والتواصل: من الأشياء التي تجعل الحياة الزوجية أكثر تفاهمًا هي عفوية الحوار، ولذلك من الواجب تخصيص الوقت الكافي لمشاركة الوقت لتجاذب أطراف الحديث، كما يمكن تخصيص الوقت بمفاجآت مثيرة لبعضهما، كأن يبادر الزوج في عمل مفاجأة لزوجته، كهدية أو نشاط ترفيهي، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة.
- التجديد في العلاقة الحميمة: من أكثر المسببات للملل الزوجي الاعتياد على نمط معين من العلاقة الزوجية الخاصة، ولتبديد هذا الملل من الممكن التنويع والتجديد في الأساليب والوسائل التي تزيد من المتعة الزوجية فيما بينهما، كما أن هذا مما يجدد مشاعر الحب والشبق لدى الطرفين، والذي بدوره يمحو عتمة الملل الزوجي، ويبعث روح الحب من جديد في علاقتهما.
- زيادة الوعي الثقافي: من الممكن الاهتمام بأشياء جديدة في الحياة الزوجية، كالاطلاع على جديد العالم، وتعلم المهارات الجديدة، ومحاولة التقرب لبعضهما أكثر وأكثر، ومشاركة المعارف الجديدة والمهارات المكتسبة، فهذا ما قد يساهم في بحث كل منهما عن نشاطات ومهارات تقربه من الآخر.
- صنع حياة خاصة: لعل قضاء بعض الوقت في تطوير الذات، والاهتمام بالعمل، والتعامل مع أشخاص آخرين من الأمور المهمة في حياة كلا الزوجين، فالاستمرار في الروتين اليومي نفسه أمر ممل للغاية، كما أن رؤية العالم يستمر بالنمو بينما يقف كلاهما في مكانه، قد يؤدي إلى الإحباط والملل من الحياة برمّتها، مما ينعكس سلبًا على الحياة الزوجية.
المراجع
- ↑ "Feel Bored in Marriage? Keep This Relationship Advice in Mind", fatherly, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ "Boredom in Marriage – Are There Problems in Your Marriage", professorshouse, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ "7 Ways To Save A Boring Marriage Before It's Too Late", yourtango, Retrieved 8-10-2019. Edited.