أشكال الخرائط المفاهيمية

أشكال الخرائط المفاهيمية

التعريف بالخرائط المفاهيمية

الخرائط المفاهيمية هي من التطبيقات التربوية التابعة لنظرية أوزبل في التعليم المعرفي، وعليه فهي إحدى طرق التدريس، وأول من أشار إليها كطريقة للتعليم هو العالم نوفاك في العام 1984م، وقد وضحها وزميله العالم جوين في كتابهما المشهور (تعلم كيف تتعلم).

عرّف العالم نوفاك الخرائط المفاهيمية بأنها تمثّل علاقةً لها معنى بين المفاهيم التي تكون على شكل محتويات، وأن هذه المفاهيم من الممكن أن تكون مفهومين بالحد الأدنى، وتصل بينها كلمات ضمن إطار له معنى، وفي تعريف آخر فإنّ الخرائط المفاهيمية هي رسم تخطيطي ثنائي الأبعاد من شأنه توضيح العلاقات المتسلسلة بين المفاهيم، وفي أي فرع من فروع المعرفة التي استمدت من البناء المفاهيمي لهذا الفرع.

تتكون الخرائط المفاهيمية عمومًا من المفهوم العلمي، وكلمات الربط، والوصلات العرضية، وأخيرًا تستخدم هذه الخرائط في تقديم معلومات مستحدثة، واكتشاف العلاقة بين هذه المفاهيم، وتعميق الفهم المعرفي وتلخيصه، وتقويم المحتوى بعد ذلك، وفي هذا المقال توضيح لجوانب عدة تتعلق بهذه الخرائط وأنواعها[١].


أشكال الخرائط المفاهيمية

تصنف الخرائط المفاهيمة تبعًا لعاملين؛ الأول منهما حسب طريقة تقديمها للطالب، والثاني تصنيفها حسب أشكالها، وهذه التصنيفات هي كالآتي[٢]:

  • الخرائط المفاهيمية تُقسم إلى أربعة أنواع حسب طريقة تقديمها للطالب، كالآتي:
    • خرائط للمفاهيم فقط؛ أي تُعطى للطالب خريطة لا توجد فيها أسهم أو كلمات ربط، وعلى الطالب ربط الأسهم للمفاهيم وكتابة الكلمات.
    • خرائط للكلمات فقط؛ أي تُعطى للطالب خريطة فيها أسهم وكلمات ربط وفراغات في أماكن معينة للمفاهيم، وعلى الطالب كتابة المفاهيم في الفراغات المناسبة؛ أي الناقصة.
    • خرائط افتراضية؛ أي تُعطي للطالب قائمة للمفاهيم والكلمات، بالاضافة إلى خريطة ناقصة، وعلى الطالب إتمام الخريطة بالمفاهيم والكلمات المناسبة.
    • خرائط مفتوحة، وفيها يبني الطالب خريطةً لموضوع معرفي ما، ولا يتقيد بقائمة مفاهيم محددة.
  • الخرائط المفاهيمية تُقسم إلى ثلاثة أنواع حسب أشكالها، كالآتي:
    • الخرائط المفاهيمية الهرمية؛ أي أن ترتيب المفاهيم فيها يكون بالتدرّج من مفاهيم شاملة وأقل خصوصيةً في قمة الهرم إلى مفاهيم أقل شموليةً وأكثر خصوصيةً في قاعدة الهرم، ويعدّ هذا الشكل من الخرائط الأكثر انتشارًا، وله معايير، أهمها العلاقة تكون درجة واحدة لكل علاقة بين مفهومين، ويجب أن لا يتجاوز التسلسل أكثر خمس درجات، وفي الوصلات العرضية يجب ألا تتجاوز عشر درجات.
    • الخرائط المفاهيمية المجمعة، فيها يكون المفهوم العام في المنتصف، ثم تليه بعد ذلك المفاهيم الأقل في عموميتها، وهكذا حتى تكتمل الخريطة.
    • الخرائط المفاهيمية المتسلسلة، فيها توضع المفاهيم بطريقة تسلسليّة توضيحية، فعند ذكر أشياء متسلسلة كدورة حياة الكائن أو دورة المياه تُستخدم هذه الخرائط.


فكرة إنشاء الخرائط المفاهيمية

من المعروف أن العلماء العرب عندما درسوا واقع الكرة الأرضية بما فيها من بحار ويابسة كان دليلهم الخرائط الجغرافية، وهي خطوط تدل على المواقع، وفيها إشارات تدل على الجبال، والسهول، والوديان، وغيرها، ولاحقًا بدأ تطبيق الفكرة نفسها على العملية التدريسية للمناهج العلمية؛ إذ كانت على شكل معادلات تؤدي إلى دالة ما، فمثلًا انتهج علماء النحو في تقسيم الدروس على شكل شجرة، وفي الأنساب وتفرعاتها استخدمت الخرائط، وهي الخرائط المفاهيمية بالمفهوم الحالي، ومع حلول القرن الواحد والعشرين تنامت فكرة التدريس ووضع المحتويات العلمية على شكل خرائط متسلسلة منطقيًا، لترُتب في الدماغ ليميّز الطالب المحتوى بطريقة أسلس وأكثر استيعابًا، إذ كانت هذه الخرائط تساعد الطلاب كثيرًا في ترتيب الأفكار ومعرفة أين وصل الطالب فيها، وما الذي بقي حتى تكتمل الفكرة العامة لديه.[٣].


أهداف الخرائط المفاهيمية وإجراءات تنفيذها

الخرائط المفاهيمية هي علم قائم بذاته لها أهداف وطريقة لإجرائها، هي كالآتي[٤][٥]:

  • تهدف الخرائط المفاهيمية في الأصل إلى تسهيل إيصال المعلومات المعرفية إلى الطالب، وفي ما يأتي توضيح لأهداف الخرائط المفاهيمية:
    • تنظم الخرائط المفاهيمية المعلومات في ذهن الطالب، بالتالي سيسهل عليه استرجاعها.
    • تبسّط هذه الخرائط المعلومات؛ أي تعرضها بطريقة أسهل عندما تكون على شكل صور وكلمات.
    • تساعد الطالب على تذكر المعلومات؛ كونها ترسّخت في ذهنه بشكل معين، وهو شكل الخريطة ومحتوياتها.
    • تساهم الخرائط المفاهيمية في ربط الجديد من المفاهيم العلمية مع البنية المعرفية للطالب.
    • تساهم في إيجاد العلاقة ما بين المفاهيم وتأكيدها.
    • تنمي الخرائط المفاهيمية العملية التنظيمية وكيفية تطبيقها لدى المتعلم.
    • تلخص هذه الخرائط على شكل مخطط المادة التعليمية التي يهدف إلى فهمها الطالب.
    • تساعد الخرائط المفاهيمية المتعلمين على التفريق بين المعلومات المهمة والمعلومات الأقل أهميةً.
    • تقلل الخرائط المفاهيمية من القلق الذي تنتجه المفاهيم الصعبة، بالتالي تحدّ من صعوبات الفهم.
    • تعزز الخرائط المفاهيمية الإبداع والتفكير لدى الطالب، لا سيما عندما يبني الطالب خريطةً ويعيد بناءها مرةً أخرى.
  • من الممكن تنفيذ الخرائط المفاهيمية من خلال اتباع ما يأتي:
    • الخطوة الأولى، اختيار الموضوع قيد الدراسة والفهم، ومن الطبيعي أن يكون هو المفهوم الرئيس للخريطة.
    • الخطوة الثانية، ترتيب المفاهيم في قائمة بدءًا من المفاهيم الأكثر شموليةً وانتهاءً بالمفاهيم الأكثر تحديدًا.
    • الخطوة الثالثة، تنظيم المفاهيم المرتبة في الخطوة السابقة بشكل يبين العلاقة في ما بينها.
    • الخطوة الرابعة، ربط المفاهيم بعد فهم العلاقة بينها بخطوط، ثم كتابة الكلمات التي توضح طبيعة هذه العلاقة.
    • الخطوة الخامسة، يمكن في هذه الخطوة إضافة الألوان أو الصور إن أمكن لزيادة الخريطة المفاهيمية وإثرائها.


الخريطة المفاهيمية من تطبيقات نظرية أوزبل

يرى العالم أوزبل أن كل مادة تعلمية تختلف في بنيتها التنظيمية التي تميزها عن بقية المواد التعليمية الأخرى، وفي العموم البنية التعلمية للمادة تشمل الأفكار والمفاهيم العامة التي تكون في القمة، ثم تندرج الأفكار والمفاهيم الأقل في شموليتها وصولًا إلى المعلومات التفصيلية الأكثر دقةً من سابقاتها، ويُعِدُّ أوزبل أن التعليم الذي له معنى يكون بدخول معلومات جديدة إلى الذهن تتصل بمعلومات سابقة ترتبط بها يسميها أوزبل المفاهيم المخزنة، بالتالي يحدث التعلم نتيجة ارتباط المعرفة الجديدة بالمعرفة القديمة (المخزنة)؛ أي بطريقة تفاعليّة للخبرات السابقة مع الخبرات الحالية للمتعلم، وإن هذا التفاعل هو من يعطي للحالة المُشكلة معنى علميًا جديدًا، والذي يُوظف المحتوى معرفيًا بأمر جديد ومستوعب وأكثر سلاسةً وسهولةً[٦].


المراجع

  1. zainab life (16-3-2010)، "الخرائط المفاهيمية:"، educationtechno، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019.
  2. محمود مسلم عطية قرمان، "فاعلية استخدام إستراتيجية خرائط المفاهيم على تحصيل البالغة واالتجاه نحوها لدى طالبات الصف الحادي عشر بغزة"، iugspace.iugaza، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019.
  3. "الخرائط المفاهيمية ... استراتيجية تدريس بقلم: سلامة عودة"، alwatanvoice، 15-12-2016، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019.
  4. "استراتيجية الخرائط المفاهيمية"، edu4qatar، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019.
  5. "13 أهمية لخرائط المفاهيم وكيفية إنشائها "، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019.
  6. "خرائط المفاهيم (عن فارس ام هانئ)"، educapsy، 18-11-2018، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019.

فيديو ذو صلة :

559 مشاهدة