فطر العفن

ما هو فطر العفن؟

يعدّ فطر العفن جزءًا طبيعيًا من البيئة ويمكن العثور عليه في أي مكان تتواجد فيه الرطوبة والأكسجين، وفطر العفن هو من الفطريات التي تتكون من كائنات صغيرة قد تكون موجودة في كل مكان، وتتفاوت ألوان فطر العفن من بقع سوداء أو بيضاء، كما أنها قد تتواجد باللون البرتقالي أو الأخضر أو الأرجواني، ويلعب فطر العفن دورًا مهمًا؛ إذ تحلل أوراق الشجر المتساقطة من الأشجار والنباتات والأشجار الميتة لكنه يحب البقاء وتتكاثر على الأسطح الرطبة، ويتعرض الإنسان يوميًّا لكميات قليلة جدًا لفطر العفن إذ تنتقل أبواغ هذا الفطر في الهواء الخارجي من منطقة لأخرى، لكن عند التعرض لهذه الكميات الضئيلة جدًا لا تؤذي صحة الانسان، وعندما تصل أبواغ فطر العفن إلى داخل المنزل ومع وجود منطقة رطبة داخله تبدأ هذه الابواغ بالنمو وعندها يتكون العفن على السطح ويبدأ بإنتاج أبواغ جديدة وإطلاقها داخل المنزل مما يزداد من التعرض لها ويصبح استنشاقها سهلًا للغاية من الجهاز التنفسي وهذا قد يسبب العديد من المشاكل الصحية لمن يعانون من الحساسية^[١][٢].

كيف يؤثر فطر العفن على صحتنا؟

إنَّ التعرض للرطوبة أو العيش في الأماكن الرطبة لا يعد جيدًا للصحة ويسبب العديد من التأثيرات عليها، فضلًا عن وجود بعض الأشخاص الذين يُعانون من الحساسية من العفن والذي يسبب لهم انسدادًا في الأنف أو الصفير، إضافةً إلى احمرار العينين أو الجلد والرغبة في الحكة، أمَّا الأشخاص الذين يعانون من الربو قد يتعرضون للعديد من الأعراض مثل الحمى وضيق شديد في التنفس لا سيما المزارعين عند تعرضهم لكميات كبيرة جدًا من التبن المتعفن، ويوجد ارتباط وثيق بين التعرض للعفن داخل المباني وأمراض الجهاز التنفسي العلوي والسعال والصفير لدى العديد من الأشخاص، فضلًا عن أعراض مرض الربو للمصابين به وأعراض التهاب فرط التحسس الرئوي لمن يعاني من أمراض المناعة الذاتية^[٣].

إنَّ تعرض الأطفال مبكرًا للعفن قد يُساهم في تطور مرض الربو لديهم لا سيما بين الأطفال الذين تكون لديهم العرضة للإصابة بمرض الربو وراثيًا، لكن تُساهم ظروف سكن الطفل في إصابته، إذ يُمكن أن تساهم في التقليل من الإصابة بمرض الربو فضلًا عن الحساسية التنفسية، ولم يثبت في الطب وجود أي علاقة بين النزيف الرئوي الحاد مجهول الأسباب عند الرضع وفقدان الذاكرة والإصابة بالخمول لديهم بوجود العفن أو تعرضهم إليه^[٣].

كيف يصل فطر العفن إلى المنازل؟

يوجد فطر العفن في كل مكان سواءً داخل المنازل أو خارجها لكنها تتميز بعدم قدرتنا على مشاهدتها بالعين المجردة، ويستطيع هذا النوع من الفطريات دخول المنازل من خلال الهواء عن طريق النوافذ المفتوحة ومداخل المنزل وأنظمة التكييف في المنازل، وقد ينتقل بواسطة الأشخاص عندما ينتقلون بمركباتهم أو ملابسهم أو أحذيتهم أو الحيوانات الأليفة من خارج المنزل إليه، ويبدأ فطر العفن بالنمو عندما تقع أبواغهُ على مكان تتوفر فيه الظروف المثالية لنموه، ومنها الرطوبة والغذاء المناسب لها؛ فإذا لم تتوفر هذه الظروف فإنَّ هذه الأبواغ لا تستطيع التطور والنمو ولا يسبب وجودها أيَّ مشكلة، وتعد أكثر مناطق وجود العفن في المنزل هي المناطق التي لا يصلها الهواء وتصعب تهويتها، مثل خلف الخزائن وغالبًا الخشبية؛ إذ يُعد السيليلوز الموجود بالخشب أكثر المواد دعمًا لنمو العفن، ومناطق وجود تسربات المياه فضلًا عن مناطق تكاثف بخار الماء مثل حواف النوافذ، وتعد كل من المنتجات الورقية مثل أوراق الجدران في المنزل وجميع المنتجات الخشبية ومواد العزل وبعض أنواع المفروشات والأسقف المصنوعة من القرميد أكثر ما يمكن نمو العفن عليه داخل المنزل وعادةً ما يكون نموهُ مرئيًا وذا رائحة تميزه، كما أنه قادر على إتلاف الأدوات المنزلية فضلًا عن ضرره على صحة الإنسان^[٤].

كيف تتخلصين من العفن في منزلك؟

يعد تخلصك من جميع العفن والجراثيم في منزلك مستحيلًا، لكن نظرًا لأنَّ فطر العفن لا يستطيع النمو دون توفر الرطوبة فإن التقليل من رطوبة المنزل تعد أفضل طريقة لمنع وتقليل نمو العفن داخل المنزل، وفي حال كان العفن ينمو دائمًا داخل منزلكِ فمن المهم أولًا أن تنظفي العفن بطريقة صحيحة، ثمَّ تحاولين حل المشكلة المسببة لنموه بشكل جذري؛ فإذا قمت بتنظيفهُ دون حل المشكلة فغالبًا سوف ينمو مرةً أخرى، كما تساعدُك التهوية الجيدة للمنزل لا سيما أماكن الاستحمام والطبخ والغسيل في التقليل من نمو العفن في منزلك وأيضًا يحبذ دائمًا عمل صيانة دورية للنوافذ والأسقف وأنابيب منزلك التالفة أو المثقوبة لتجنب وجود أي تسريب مياه وبالتالي نمو للعفن، هنا إليك بعض النصائح التي تساعدك للتقليل من رطوبة مناطق نمو العفن داخل منزلك^[١][٣]:

• احرصي على استخدامكِ للشفاط في المطبخ لا سيما عند الطهو أو غسل الأطباق أو تنظيفه، وذلك لنقل الرطوبة إلى خارج المنزل كما قد يساعدك إيقاف تشغيل بعض الأجهزة في المطبخ عند ملاحظتُك لوجود تعرق على زجاج النافذة والأسطح في التخلص منه.
• تأكدي من عدم وجود تشققات تسمح بتسريب الماء حول المجلى واحرصي على إصلاحه إن لزم الأمر.
• احرصي على عدم ترك الملابس رطبة في سلة الغسيل وحاولي دائمًا أن تغسليها وتجففيها فورًا.
• سيساعدك فتح نافذة الحمام عند الاستحمام على التقليل من حدوث الرطوبة داخل الحمام، فضلًا عن التأكد من عدم وجود أي تسريبات للماء حول المرحاض وحوض الاستحمام، وأسرعي في إصلاحها إن وجدت.
• حاولي استخدام السجاد ذي القطع الصغيرة بدلًا من القطع الكبيرة جدًا في غرف المنزل وذلك لسهولة غسلها وتجفيفها.
• حاولي إضافة مادة العزل إلى الأسطح الباردة مثل الجدران الخارجية والأرضيات والنوافذ للتقليل من عملية التكاثف.
• احرصي على تجفيف المناطق الرطبة خارج المنزل خلال 24-48 ساعة وذلك لمنع نمو العفن.
• تأكد من عمل مزاريب المياه.
• إن وجد في منزلك طابق التسوية تأكدي من عدم وجود أي تسريبات للمياه فيه إذ يمكن للمياه أن تدخل لمنزلك من منطقة التسريب أو الجدران.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Sabrina Felson (11-2-2019), "Moisture and Mold Problems: Preventing and Solving Them in Your Home"، webmd, Retrieved 17-6-2020. Edited.
2. ↑ "What Are Molds?", EPA, Retrieved 16-6-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت} "Basic Facts about Mold and Dampness", CDC,16-10-2019، Retrieved 16-6-2020. Edited.
4. ↑ James McIntosh (20-8-2019), "Mold in the home: How big a health problem is it?"، medical news today, Retrieved 16-6-2020. Edited.