الفرق بين الهبة والهدية

الفرق بين الهبة والهدية

الفرق بين الهبة والهدية

تدخل ألفاظ الهبة والهدية في عموم العطايا، وتعني الهدية بالتحديد إعطاء شيءٍ إلى شخصٍ ما، من أجل التودّد إليه أو التقرّب منه، وإن لم يقصد بها أيُّ غرض فإنّها هبة وعطية ونحلة، وهناك بعض الفروق البسيطة بيْنهما، مثل[١][٢]:

الهدية
الهبة
يقصد بها الإكرام والتودُّد.
يقصد بها النفع.
تختصّ بأشياء منقولة لإكرام وتعظيم المُهدى إليه.
تختصّ بأشياء منقولة وغير منقولة.
الغالب أن تكون من الأدنى إلى الأعلى؛ لأنّه لا يريد أن ينفع الأعلى، وإنما يريدُ التقرب منه.
الغالب أن تكون مع المتساوي أو مع من هو دون الواهب.


أدلة على فضل الهبة والهدية

تُوضّح الكثير من الأحاديث النبوية والآيات الكريمة فضل الهبة والهدية، ومن بينها ما يأتي[٣]:

  1. الهدية مستحبة عند العلماء، وقد وَرَدَ ذكرها في القرآن الكريم على لسان بلقيس، لقوله تعالى: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)[٤]، ولم يقبلها سليمان عليه السلام؛ لأنّه أحسّ أنّها من أجل صرفه عن دعوة قوم سبأ.
  2. حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على فضل الهدية في إفشاء المحبة بين المسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم في المقابل يُهدي هدية أخرى للمُهدي، وكان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها.
  3. توثيق الصلات بين الناس، مهما كانت الهدية بسيطة، فعن أب هريرة-رضي الله عنه- قال صلى الله عليه وسلم: (يَا نِسَاءَ المُسْلِمَاتِ، لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ)[٥].


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

ما هو الفرق بين الهبة والهدية والصدقة؟

يمكن التفريق بين الهبة والهدية والصدقة بالفروق الآتية[٦]:

  1. التمليك من دون عِوض يسمّى هبة، ويكون القصد منها الوصل والتودّد.
  2. يمكن أن تكون الهدية شيئًا محمولًا، وليس بالضرورة تمليكًا، والقصد منها تعظيم المُهدى إليه.
  3. إذا كانت العطية للمحتاج بغية التقرّب إلى الله طلبًا للأجر في الآخرة فهي صدقة.

أيهما أفضل، الهدية أم الصدقة؟

إعطاء الهدية لأحد الأقارب يمكن أن يكون أفضل من الصدقة؛ لأنّه يدخل ضمن صلة الرحم، كما أنّ الهدية أفضل من الصدقة إذا أُعطيت للأصدقاء؛ لتوثيق المحبة والتواصل[٧]، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (تَهَادَوْا تَحَابُّوا)[٨].

هل الهبة تدخل في الإرث؟

تختلف الهبات التي تدخل في توزيع الإرث من التي لا تدخل فيه، مثلًا إذا كان لدى الشخص أملاك سجّلها باسم أبنائه الذكور، في حالة مرض أو خوف، فإنّها تدخل في الميراث، ولكل وارث حق منها بقدر ما يقسمه له الشرع، بينما إذا كتبها لهم من دون أن يكون مريضًا أو خائفًا، وصاروا يتصرّفون بها لهم، ولا يتدخّل الوالد فيها، فإنّ هذه هبة، ولا تُعدّ من الميراث، لكن إذا لم تكن القسمة عادلة بين أولاده جميعًا (الذكور والإناث)، فإنّه ظالم في إعطاء الهبة من دون مسوّغ، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقوا اللهَ واعدِلوا في أولادِكم)[٩]، وقال بعض العلماء عن هذه الهبة أنّها تبطل، ويُقسّم الميراث بالعدل، أو تبقى كما هي، ويعدُّ الأب آثمًا[١٠].


المراجع

  1. "الفرق بين الهبة والعطية والصدقة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  2. "الفرْقُ بيْنَ الهِبةِ والهَديَّةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  3. أمين بن عبدالله الشقاوي (21/10/2017)، "الهدية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  4. سورة النمل، آية:35
  5. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:91، صحيح.
  6. عادل شاهين، كتاب أخذ المال على أعمال القرب، صفحة 76. بتصرّف.
  7. "أيهما أفضل الهدية أم الصدقة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.
  8. رواه ابن حجر العسقلاني، في التلخيص الحبير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:104، حسن.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:1623، صحيح.
  10. "حكم الهبة والوصية لبعض الورثة دون بعض"، إسلام ويب، 29/11/2016، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :