استخدام صابون الغار

استخدام صابون الغار

صابون الغار

صابون الغار أو صابون حلب هو صابون أطلق عليه هذا الاسم نسبةً للمدينة التي صنع فيها لأول مرة وهي حلب الموجودة في الجمهورية السورية، ووفقًا للدراسات الإحصائية والتاريخية فإنَّ إنتاج صابون حلب يعود للقرن الثامن رغم أنَّ كثير من الباحثين يعتقدون أنَّ هذا النوع هو أقدم صابون على المستوى العالمي، وفيما يتعلق بمكوناته فإنه يتكون من زيت الزيتون وهيدروكسيد الصوديوم الذي يُطلق عليه اسم الغسول، أمَّا المكوّن المهم والأساسي فهو زيت الغار الذي يُستخرج من ثمار شجرة الغار، وتكثر صناعة هذا الصابون في المناطق التي تحتوي على نسبة كبيرة من أشجار الغار، وهي المناطق الرطبة المحيطة بحوض البحر الأبيض المتوسط، وتتطلب صناعة هذا النوع من الصابون عملية يُخلط فيها زيت الزيتون وهيدروكسيد الصوديوم والمياه في وعاء كبير الحجم، ويتفاعل الخليط حتى يُصبح قوامه سميكًا ثمّ يُضاف إليه زيت الغار[١]..


استخدام صابون الغار

يُستخدم صابون الغار لأهداف مختلفة بسبب فوائده الكثيرة التي تعود على الشعر والبشرة، إذا يمنح الشعر التالف الحيوية والنضارة، كما أنه يُعالج الشعر التالف من الجذور، ويقوي البصيلات، ولديه القدرة على التخلص من القشرة، ويُعالج حساسية فروة الرأس، ويوحد لون البشرة، وهو يُستخدم بهدف علاج الأكزيما والصدفية وتأخير علامات الشيخوخة التي قد تظهر على البشرة، بالإضافة لاستخدامه في القضاء على حب الشباب والندوب التي تظهر عليها[٢].

بالإضافة لذلك يُستخدم الصابون في تحضير شامبو الشعر، ويكون ذلك من خلال بشر قالب من الصابون، ثمَّ نقع الشرائح الصغيرة في كوبين من المياه الساخنة لفترة زمنية مقدارها ليلة كاملة حتى تذوب كليًّا، وبعدها يُضاف لها ملعقة كبيرة من زيت اللوز، ثمَّ تخلط المكوّنات مع بعضها، ويُستخدم المزيج الناتج لغسل الشعر جيدًا، وهكذا ستلاحظ المرأة مدى النعومة واللمعان الذي سيظهر على الشعر دون الحاجة لأي من المنتجات التجارية الخاصة بالعناية في الشعر، بينما تتطلب عملية تحضير سائل الاستحمام بشر قالب من الصابون، ثمَّ إضافة كوبين من المياه الساخنة، ثمَّ ترك المزيج لفترة زمنية مقدارها يوم كامل حتى يذوب كليًّا، وبعدها يُضاف له زجاجة من ماء الورد بهدف الحصول على سائل استحمام، ويُمكن تحضير سائل استحمام مبيض للبشرة من خلال نقع برش صابونة غار في زجاجة من ماء الزهر لفترة زمنية مقدارها ليلة كاملة، وبعدها يُضاف علبة من الغليسيرين وكوب من مزيج ناتج عن خلط زيت اللوز والزيتون والخروع وملعقتين من مسحوق الكركم، وبعد مزيج جميع المكونات تُوضع الخلطة على الجسم، ويُدلك الجسم بالليفة لفترة زمنية مقدارها 10 دقائق، ثمَّ تُترك على البشرة لفترة زمنية مقدارها ثلاثين دقيقة قبل غسلها بالمياه الفاترة، وتُكرر العملية ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل بهدف الحصول على النتائج المرجوة، أي بهدف تبييض البشرة لأقصى حد والتخلص من جميع الشوائب الموجودة عليها[٣].


طريقة صناعة صابون الغار

يُمكن صناعة صابون الغار كما يلي[٤]:

المكوّنات

  • 113.4 غرام من زيت الزيتون.
  • 28.35 غرام من زيت الغار.
  • 18.4 غرام من مادة هيدروكسيد الصوديوم.
  • 30 ميلي لتر من الماء المقطر.

طريقة التحضير

  • تجهيز جميع معدات السلامة الخاصة بالصانع، إذ يتطلب تجهيز الخليط ارتداء زوج من القفازات الواقية وقميص طويل الأكمام، ثمَّ قياس الماء المقطر في وعاء عازل للحرارة، والقيام بمجموعة من القياسات الدقيقة عند صنع الصابون، لذا من الأفضل وزن الكميات بمقاديرها وبدقة تامة.
  • وزن المحلول الخاص بصنع الصابون ثمَّ إضافته للماء المقطر، والتأكد من أنّ نسبة هيدروكسيد الصوديوم تصل إلى 100%، ويُمكن العثور عليه من محلات الأجهزة في قسم تنظيف الصرف الصحي، وبعدها يجب تحريك المزيج جيدًا باستخدام ملعقة، والاستمرار في عملية المزج حتى يذوب الغسول كليًّا.
  • ترك الخليط حتى يبرد في مكان آمن، وعامةً تتطلب هذه العملية فترة زمنية تتراوح ما بين 30 إلى 40 دقيقة بحيث تصل درجة الحرارة ما بين 38 إلى 43 درجة مئوية.
  • قياس الزيوت ثمَّ وضعها في غلاية مزدوجة، ومن الضروري التأكد من زيت ثمار الغار إذ يصعب العثور عليه، ثمَّ تسخين الزيوت على درجة حرارة تتراوح ما بين 32 إلى 38 درجة مئوية، وتشغيل الموقد على حرارة منخفضة، ثمَّ البدء في عملية الاحماء، وهنا تجدر الإشارة أنَّ العملية تستغرق فترة زمنية تتراوح ما بين 5 إلى 7 دقائق بهدف الوصول لدرجة الحرارة المناسبة.
  • نزع الزيوت من الغلاية المزدوجة، وبمجرد الوصول لدرجة الحرارة المناسبة يجب رفع الوعاء بعناية، ثمَّ وضعه في المنطقة السفلية على سطح عازل للحرارة حتى لا يحدث أي انسكاب.
  • صب محلول الغسول في الزيوت، ثمَّ مزج كل منها جيدًا، وبمجرد وصول المحلول لدرجة الحرارة المناسبة يجب إضافته برفق وعناية إلى الزيوت، ثمَّ خلط المزيج جيدًا حتى ُصبح سميكًا، وبعدها يُضاف خليط الصابون للقالب، وهنا تجدر الإشارة أنَّ الوصفة تنتج حوالي 283 غرام من الصابون، ويُنصح تنعيم الصابون باستخدام ملعقة بهدف الحصول على سطح مستوي، كما يجب وضع الصابون في قوالب وفقًا للرغبة، وللحصول عليها يجب شراؤها من المتاجر الحرفية وتجار التجزئة عبر الشبكة العنكبوتية، ويُمكن اختيار قوالب صغيرة الحجم للاستخدامات التي تتطلب صابون لفترة زمنية قصيرة وقوالب كبيرة الحجم لاستخدامه لفترة زمنية طويلة.


صابون الغار والثقافة

تعرضت الجمهورية السورية المتخصصة في صناعة صابون الغار للحرب والدمار والقصف منذ عام 2011 للميلاد، وأصبحت مدينة حلب واحدةً من رموز الرعب الخاصة بالحرب الأهلية في سوريا، ومع ذلك فإنَّ تاريخ المدينة بقي بعيدًا عن الأحداث الواقعة حتى اليوم الحاضر، أي أنَّ حلب بقيت كأحد أهم المواقع التراثية العالمية التابعة لمنظمة اليونسكو، وهي مركزًا للموسيقى العربية الكلاسيكية التي لا زالت تحتفل بأهم التقاليد الأدبية الخاصة بها، ومن خلال الحديث مع صناع الصابون في سوريا فإنَّ هذا الصابون يُستورد إلى الدول الأوروبية، وهنا تجدر الإشارة أنَّ يُمثل رمزًا مهمًا للتراث الثقافي لحلب، بالإضافة لذلك إنَّ الحفاظ على صناعة الصابون التقليدية مهمة جدًا لدعم وتشجيع الثقافة السورية في جميع الدول الأوروبية، لذا فإنه من المهم الحفاظ على هذه الصناعة[٥].


المراجع

  1. CHANIE KIRSCHNER (26-1-2015)، "What is Aleppo soap?"، mnn، Retrieved 7-11-2019. Edited.
  2. "فوائد صابون الغار: توحيد لون البشرة والقضاء على حب الشباب"، مجلة لها، 30-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  3. رانيا لوقا (14-7-2014)، "هكذا تحضّرين شامبو وسائل استحمام من صابون الغار"، العربية، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2019. بتصرّف.
  4. wikiHow Staff (21-5-2019)، "How to Make Aleppo Soap"، wikihow، Retrieved 7-11-2019. Edited.
  5. " ALEPPO", aleppo, Retrieved 7-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :