التربية عن طريق الفن

الفن

يعد الفن من أهم الوسائل التي من خلالها يمكن للإنسان أن يعبر من خلالها عن كل ما يدور في خاطره بالأسلوب الذي يفضله، فالفن وسيلة حضارية للتواصل بين الناس للوصول إلى الرقي والتقدم.

وارتبط مصطلح الفن دائمًا بالجمال فحيثما يوجد فن يوجد الجمال، ومهما كانت نوعية هذا الفن وماهيته، فإنه حتمًا جزء لا يتجزأ من بناء المجتمعات، وله تاثير قوي لا يمكن الاستهانة به في بنائه.

والفن له أفرع وأنماط كثيرة فمنه الرسم ومنه الغناء ومنه التمثيل ومنه الكتابة ومنه الأعمال اليدوية والكثير من الأشياء والمجالات التي يمكن للإنسان من خلالها أن يُبدع ويوظف ما لديه من إمكانيات وقدرات في إظهار هذا الإبداع وبلورته بطريقة جميلة [١].


التربية عن طريق الفن

التربية هي أساس بناء المجتمعات الصغيرة والكبيرة، ففي حال تربى الفرد بطريقة صحيحة في أسرته فهذا يعني أن تكون الأسرة صالحةً ومنتجةً، وفي حال كان كل أفراد هذه الأسرة فاعلين ومنتجين، فإن هذا سيعود على المجتمع بالتطور والتقدم والازدهار.

والفن يمكن أن يكون له دور كبير في تربية أفراد المجتمع، فربما يربيهم على المثل والقيم والعليا، أو يربيهم على الإحساس والارتقاء بالشعور الإنساني إلى أقصى حد يمكن للعقل الشري أن يتخيله.

ولأن للفن دور كبير في التحكم في سلوك الفرد فيجب الانتباه إلى نوعية الفن الذي يُتلقى وانتقاء ما فيه الخير وتجنب ما يعود على الأفراد والمجتمعات بالضرر [٢].


تأثير الفن على التربية

يمكن النظر إلى تأثير الفن على التربية من خلال عدة صور أهمها ما يلي [٣]:

  • التأثر بالمادة المطروحة، ففي حال كان هذا الفن تمثيلًا أو غناءً أو حتى أعمالًا أدبيةً، فإنه سيطرح أفكار مباشرة للمتلقي، وسيكون في هذا دور كبير في توجيه أفكاره وتغييرها، ربما للأسوء أو للأحسن، ففي كثير من الأفلام والمسلسلات والروايات تُطرح قيم يمكن أن تزيد الحس الوطني أو الاجتماعي أو الديني لدى الأفراد وهذا دور إيجابي للفن في التربية، وقد تبث أيضًا قيمًا سيئةً وسلبيةً من شأنها أن توجه الأنظار إلى أفكار قد تدمر المجتمعات وتبعدها عن طريق التربية السوية.
  • ارتفاع الحس بالجمال، فالإنسان إذا ما تعلم الفن أيًا كان أو تفاعل معه مباشرةً فإن هذا سيزيد الإحساس بالجمال لديه، فمن المتعارف عليه أن الفنانين يملكون حِسًا مرهفًا أكثر من غيرهم وهذا يعود إلى أن الفنان يحتاج إلى أن يشعر بفنه ويتفاعل معه بكل حواسه ومشاعره أكثر من أن يكون هذا التفاعل ماديًا.
  • تهذيب الشخصية على احترام الجمال وتقدسيه واعتباره أحد أهم القيم التي يقوم عليها تطور البشرية.
  • تربية الفرد على النظر إلى ما وراء الحدث أو الصورة، فالفن يعطي الشخص فرصة للبحث خلف الأمور الظاهرة والتعمق لإيجاد ما لم يقال صراحةً، ومثال على ذلك البحث في مكنونات الروايات والقصص وقراءة ما بين السطور، والبحث فيما تعنيه اللوحات والأفكار التي تهدف إلى إيصالها، وكذلك البحث في ما تدل عليه المقطوعات الموسيقية، وهذا كله يحتاج إلى إحساس وذوق فني عالي.


المراجع

  1. "تأملات في معنى الفن والجمال "، ميدان الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرف.
  2. "ما هو الفن وما هو الفنان "، ايلاف ، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرف.
  3. "التربية عن طريق الفن "، جامعة بابل ، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2019. بتصرف.

فيديو ذو صلة :