الأخلاق
الأخلاق هي الأساس الأهم لكي تُبنى المجتمعات بناءً سويًا يرضاه العرف والدين، والأخلاق لا تأتي مع الإنسان منذ ولادته، بل يحتاج إلى أن يتربى عليها، ومن أجل هذا كانت التريية، فالتربية تتمثل بزرع الأخلاق الصحيحة في الإنسان وإنشائه عليها منذ نعومة أظفاره وحتى يبلغ أشُدَّه، والصحيح أن التربية قد تحمل وجهين مختلفين عمومًا، فتوجد تربية سيئة وتوجد تربية جيدة، فالتربية تعتمد على القيم التي يزرعها المربي في الطفل، لكن الحديث غالبًا ما يكون عن المعنى الإيجابي للتربية بكونها العصب الأساسي الذي عليه تقوم الشعوب، فالتربية تعني الأخلاق والأخلاق تعني التربية[١].
التربية
كما ذكرنا أن التربية لها وجهان؛ وجهها الإيجابي الذي يضخ فيه المربي القيم والأخلاق الحسنة، فينشأ الطفل عليها منذ الصِغر، أما التربية السلبية ففيها يضخ المربي القيم والأخلاق السلبية للطفل منذ إدراكه، وبالطبع إن التربية هي التي تشكل شخصية الفرد وما سيكون عليه في المستقبل، والتربية في أساسها يجب أن تنبع من قيم حقيقية ثابتة وذات مصدر صحيح وموثوق، وأهم مصدر للقيم الأخلاقية في التربية هو القرآن الكريم، فالقرآن يبث للإنسان كل القيم والمثل التي أراد الله لعباده أن يتحلوا بها، ويبث الأخلاق التي تحلى بها الأنبياء، والذين على العباد بالضرورة الاقتداء بهم والتحلي بها.
توجد أيضًا العادات والتقاليد الصحيحة غير المغلوطة والمتوارثة من الأجيال السابقة، والصحيح أن العادات تحمل الغث والسمين، ولكن الإنسان الواعي قادر على تمييز الغث من السمين من هذه القيم والعادات ويعرف كيف يختار ما يريد لأولاده أن يتربوا عليه من هذه العادات والقيم[٢].
التربية هي الحياة
عندما تقال هذه العبارة فهي تدل على الدور الكبير الذي تلعبه التربية في تشكيل حياة الأفراد والمجتمع أيضًا، فعندما يتربى الأطفال على القيم والمثل السليمة، يكون الجيل واعيًا وقادرًا على تحمل المسؤولية وقادرًا على التعامل مع المشاكل التي تعصف به تعاملًا صحيحًا وسليمًا، وهذا ينعكس على تطور الأفراد أنفسهم وعلاقاتهم وعملهم وكل ما يخص حياتهم، فالشخص الذي تربى على القيم العليا والمثل يكون ناجحًا ومخلصًا في عمله ووفيًّا لأصدقائه ومحبًا لوطنه وأهله، والتربية السليمة لها انعكاسها على المجتمع، فالمجتمع ما هو إلا مجموعة من الأفراد، وطبيعة هؤلاء الأفراد وتصرفاتهم هي من تحكم وضع هذا المجتمع والحال الذي سيكون عليه في الحاضر وفي المستقبل، كما أن التربية أساس تشكيل هؤلاء الأفراد وبالتالي هي أساس تشكيل المجتمع كامًا.
يجب على الأهل أن يدركوا أن التربية تحتلف من عصر لعصر ومن مكان لمكان، فلا يمكن للأب أن يربي أبناءه بنفس الطريقة التي تربى عليها هو، وصحيح أن القيم والمثل ثابتة ولا تتغير مع الوقت ولا تبلى أبدًا، ولكن يبقى الفارق في الأسلوب، وفي طريقة زرع هذه القيم في الأطفال عند تربيتهم تربيةً تتلائم مع ما وصل إليه عصرهم من حداثة وتطور على كل الأصعدة وفي كل المجالات الخاصة والعامة[٣].
المراجع
- ↑ "مقدمة في التربية "، تعليم جديد ، اطّلع عليه بتاريخ 2-06-2019.بتصرف.
- ↑ "أسس التربية "، alserdaab، اطّلع عليه بتاريخ 02-06-2019. بتصرف.
- ↑ "التربية وعلاقتها بالمجتمع "، افاق علمية وترية ، اطّلع عليه بتاريخ 02-06-2019. بتصرف.