بحث حول الولاية

مفهوم الولاية

تعرّف الولاية في الاصطلاح على أنها السلطان والترؤّس والإمرة والتولي، وبمعنى أدق هي السلطة التي تمكن صاحبها من إدارة الشؤون الخاصة بفرد أو بمجموعة من الأفراد يسمّون بالموالي، كما يدخل في مفهومها أيضًا إدارة الشخص الراشد الكبير لشؤون من هو أصغر منه أو أقل أهلية منه، ويُذكر بأن هذا المفهوم مفهوم شامل قد يدخل في مجالات عديدة، فيوجد الوالي على الدولة، والوالي على الأهل، والوالي في العمل وغير ذلك^[١].

الولاية في الإسلام

لم يكن مفهوم الولاية غريبًا منذ ظهور الإسلام وانتشاره؛ بل كان أقرب ما يكون له في الإسلام، إذ جاء ذلك في قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ ..)[النساء:59]، وفي الحديث الشريف: (إذا خرج ثلاثةٌ في سفرٍ فلْيُؤمِّروا أحدهم) [الجامع الصغير: صحيح]، وهذا يدلل على وجوب وجود الولاية وتطبيقها، حتى يصلح أمر المسلمين ويكتمل؛ فالولاة وأصحاب الأمر مهما اختلفت مستوياتهم لهم دور مهم في تطبيق النظام والتخلص من الفوضى، وقيادة المجموعة لما فيه صلاحها وتقدمها، وذلك يدخل في موضوع القيادة، وليس التسلط والتجبر؛ فخير ولي على المسلمين كان رسول الله عليه الصلاة والسلام، وخير الولاة من بعده أصحابه، فلقد ساروا على نهج القرآن والسنة القويمين، وكانوا أصحابًا للناس ويأمرونهم دون تجبّر وتكبّر^[٢].

شروط الوالي كما جاءت في نهج الصحابة

مع أن الولاية لها أهمية كبيرة في ضبط المجموعات وتسيير شؤون الدولة، إلا أن الأمر قد يتطلب بعض الشروط لنجاحه، وهذه الشروط جاءت في سلوك الصحابة وفي اختيارهم للخلفاء والولاة، ومن هذه الشروط^[٣]:

• أن يكون الوالي مختارًا من قبل الأمة والجماعة وبرأي أغلبيتهم؛ فأمر الأمة يعود لهم بدرجة أولى.
• يجب أن يتمتع الوالي بالصفات التي تؤهله للقيادة وأن يكون على حكمة ودراية بما يجري من حوله.
• يملك الوالي حق اتباعه وتأييده في حال أطاع أمر الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
• يملك الوالي حق نصحه وإرشاده أو ردعه في حال عدم امتثاله للقانون أو مخالفة القرآن الكريم.
• لا يعد الوالي أخير الناس وأفضلهم بمجرّد استلامه ولايته بل هو أكفؤهم في مجال الولاية والقيادة، وهو كذلك ليس معصومًا عن الخطأ بل إن الوالي إنسان بالدرجة الأولى قد يخطئ وقد يصيب وما يقيّمه هو سلوكه، فالرسول عليه الصلاة والسلام ولّى عمرو بن العاص غزوة ذات السلاسل، وجعل تحته أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب مع أنهما كانا خيرًا منه، ولكنه كان كفؤًا.
• يجب على الوالي معاملة الموالي أو المرؤوسين بالتساوي أمام القانون، وعدم التمييز بينهم أو تفضيل أحد على أحد.
• يجب طرح الخطط وطريقة سير العمل من قِبل الوالي للأفراد وذلك من حقوقهم، ولفتح مجال الشورى والنصح أيضًا.
• يجب على الوالي وعلى الأفراد الإيمان بالمسؤولية التشاركية فيما بينهم، وإدراك حقوق وواجبات كل منهما، فذلك يساعد في إزالة الحواجز الثقيلة مع المحافظة على مكانة واحترام كل منهما.

المراجع

1. ↑ "معنى الولاية في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-22.بتصرّف.
2. ↑ "مفهوم الولاية في الإسلام"، يمرس، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.
3. ↑ "أصول الولاية في الإسلام"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.