محتويات
الخدمة الاجتماعية
يدل مفهوم الخدمة الاجتماعية على عمل مجتمعي يقوم به الفرد لغايات مد يد العون للأفراد في مجتمعه المحلي أو غيره، ويساعد مثل هذا النوع من العمل المجتمعي على الأخذ بيد الأفراد نحو الرفاهية والتعاون والتلاحم الأخلاقي بينهم، فيصبح الفرد قادرًا على حب المجتمع واستيعاب نفسه والاندماج بكل كفاءة وفاعلية مع أفراد المجتمع، وتحفز الخدمة الاجتماعية المهارات والقدرات لدى الأفراد وتطورها في تحقيق أعلى درجات المنفعة بالاعتماد على الموارد المتوفرة، وتسلط الضوء أيضًا على ضرورة حل المشكلات التي تغزو المجتمعات والظواهر على وجه الخصوص بطريقة جذرية كظاهرة الفقر والبطالة وتشغيل الأطفال وغيرها.[١]
بالإضافةِ إلى ما تقدّم؛ فإن مفهوم الخدمة الاجتماعية وفقًا للجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للمختصين الاجتماعيين يشير إلى أنه مهمة ضرورية في المجتمعات تعتمد على مجموعة من أهم الممارسات والقواعد الأكاديمية الهادفة إلى إحداث تغيير جذري في المجتمع نحو الأفضل، وتحقيق وترسيخ جذور العديد من القيم كالتماسك الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والتنمية والتعريف بأهمية حقوق الإنسان، بالإضافة إلى توكيل المهام على عاتق الجماعات والأفراد على حد سواء والتشجيع على احترام التنوع الثقافي واختلافه، ويتحقق ما تقدم من خلال اتباع العديد من النظريات والتعمق بالعلوم الاجتماعية المختلفة، وإشراك سكان المناطق بالخدمة الاجتماعية وتوعيتهم بأهميتها.[٢]
مجالات الخدمة الاجتماعية
نشأت الخدمة الاجتماعية لتغطية العديد من المجالات التي تعود بالنفع على المجتمعات من خلال تلبية الاحتياجات، ومن أبرز مجالات الخدمة الاجتماعية[٣]:
- مد يد العون لجميع المواطنين المتعطشين للخدمة بصرف النظر عن التفاوت في المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والصحي.
- إفادة فئات المجتمع المختلفة كالأسرة والموظفين وأتباع الديانات والمدارس وغيرهم من هذه الخدمات.
- عدم حرمان المراحل العمرية المختلفة من حقوقها من الخدمات سواء كانت للطفولة أو الشباب أو حتى الشيوخ من الجنسين.
- مساعدة البيئات المختلفة على الحصول على مثل هذه الخدمات في الريف والبادية والمدينة على حد سواء.
- تغطية كافة أنواع الخدمات والمجالات التي يحتاج إليها الفرد والمجتمع في آنٍ واحد، كالخدمات الطبية والأمنية والعمالية والاقتصادية والعمل التطوعي وغيرها.
أهمية الخدمة الاجتماعية
من أبرز الأهداف التي جاءت الخدمة الاجتماعية لتحقيقها وتعميق معانيها[٤]:
- التصدي للاحتياجات المستحدثة في المجتمعات وتلبيتها.
- وضع الظواهر المجتمعية على طاولة النقاش وإيجاد حلول جذرية لها، وتجهيز حلول للمشكلات التي من المتوقع أن تطرأ فجأة.
- مهنة من أبرز المهام المتوفرة في الساحة المهنية وتتخذ مكانة مرموقة في منافسة المهن سواء كانت تطبيقية أو عملية.
- رسم الخطط والأهداف وتحديد أبعادها بما يتماشى مع حل المشكلات التي تبرز في المجتمع، وتأتي الخطط بعد وضع الآليات الملائمة لحل كل مشكلة بالتعاون مع كافة المؤسسات الموجودة في المجتمع.
- الأخذ بيد المجتمعات نحو التقدم والتطور مع الحفاظ على الإنسانية وعدم المساس بها.
- وضع المواضيع ذات العلاقة بأفراد المجتمع تحت مجهر الدراسة انطلاقًا من الاحتياجات الأساسية وصولًا إلى الأمور الثانوية، وأخذها بعين الاعتبار على محمل الجد.
- تحقيق مستوى مرتفع من الرفاهية للأفراد في المجتمع وتوفير الراحة التي يطمحون إليها.
- إشباع الأفراد وإيصالهم إلى مصادر الثقافة والعلوم بكل سهولة.
- الحرص على الدفاع عن حقوق الإنسان بالحصول على الحاجات الأساسية كالصحة والتعليم والمأكل وغيرها.
- وضع الإنسان في مجتمع قادر على صون كرامته وحمايتها من الإهانة.
- إرشاد أفراد المجتمع لاعتناق الأفكار الصحيحة للوصول إلى الرقي الفكري والحضاري، وذلك من خلال مكافحة الأفكار الهدامة ومقاومتها.
- إشراك المواطن في المجتمع وتشجيعه على الانخراط في كافة الأنشطة التي تتماشى مع هواياته وخبراته.
- ترسيخ جذور الوعي الثقافي والصحي والرياضي ونشرها في كافةِ أرجاء المعمورة.
- البدء من الذات بتطويرها لتكون السبيل الأول في تطوير المجتمع بأكمله.
- مواكبة آخر التطورات والمستجدات التي تشهدها العلوم الاجتماعية على مستوى العالم.
نشأة الخدمة الاجتماعية
ظهرت العديد من الأساليب المختلفة في تطبيق الخدمة الاجتماعية منذ القِدم، إلا أن الأمر كان مختلفًا بين عصرٍ وآخر وفقًا للاختلاف في الطقوس الدينية والأفكار والمعتقدات التي يتشبثون بها، وكان الإجماع على تقديم الخدمات التي يحتاج إليها كل من ذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة والفقراء وغيرهم، ويشار إلى أن المجتمعات على مر العصور قد منحت الخدمة الاجتماعية أهمية كبيرة مما جعلها تتطور وتنمو وتتقدم نحو الأمام.
في مطلع القرن العشرين شهدت الخدمة الاجتماعية تطورًا غير مسبوق بالتزامنِ مع اتضاح المعالم الأساسية لها، وقد جاء بعد أن أخذت الشرائع السماوية المساواة والتعايش السلمي والعدالة بعين الاعتبار، وأنها لم ترسل لفئة محددة وإنما للمجتمعات أجمع، كما ساهمت الشرائع السماوية بالتأكيد على حقوق المستضعفين والمحتاجين ونصرتهم.[٣]
المراجع
- ↑ بسمة حسن (25-9-2017)، "مفهوم الخدمة الإجتماعية وأبرز مجالاتها"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "عرض التعريف العالمي للخدمة الاجتماعية"، INTERNATIONAL FEDERATION OF SOCIAL WORKERS، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب علاء إبراهيم رزوقي الربيعي (24-4-2011)، "الخدمة الاجتماعية"، جامعة بابل - كلية التربية الأساسية، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "5 أهداف رئيسية لمهنة الخدمات الاجتماعية "، Edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.