محتويات
بحيرة تشاد
بحيرة تشاد بحيرة ضحلة عابرة للدول؛ إذ تقطع حدود أربع دولٍ أفريقية وهي: نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون في آنٍ واحد؛ إلا أن المعلومات تشير إلى استحواذِ تشاد على المساحة الأكبر من بحيرة تشاد في أراضيها، وبناءً على ما تقدّم؛ فإن البحيرة تشغل مساحةً تمتد لنحو 25 ألف كيلومتر مربع في الجزء الشمالي الأوسط من القارة الأفريقية، ويشار إلى أن هذه المساحة كانت قبل أن تتعرض البحيرة للجفاف مؤخرًا؛ لتصبح مساحتها 2000 كيلومتر مربع.
تمتاز بحيرة تشاد بأنها واحدة من البحيرات الضحلة التي لا يتعدى عمقها سبعة أمتار، وتتناثر فوق سطحها العديد من الجزر المكسوة بالحشائش والأعشاب الخضراء حتى أصبحت تحمل لقب بحيرة المروج الخضراء، ولا بد من التنويه إلى أن هذه البحيرة مصدر للتغذية المائية للمناطق الريفية المحيطة بها، وتصنف كواحدة من أطلالِ البحيرات الضخمة بعد انتعاشها منذ مطلع العصر الجيولوجي الرابع، كما أنها كانت تتربع في مراتب متقدمة بين أكبر بحيرات المياه العذبة على مستوى القارة[١].
موقع بحيرة تشاد
تتموضع بحيرة تشاد جغرافيًّا في الجزء الغربي الأقصى بالنسبةِ لدولة تشاد، وتشرف على نيجيريا ونهر شاري من الجهة الشمالية الشرقية، ويشار إلى أن البحيرة تعتمد بنسبة 90% على نهر شاري في التغذية المائية، ومن المؤسف أن المنطقة تتعرض لنسب مرتفعة جدًّا من التبخر تحت تأثير التغير المناخي، وتفتقر البحيرة لوجودِ منفذ واضح المعالم؛ إلا أن ما هو مؤكد أن مياهها تتعرض للترشيح في ربوعِ سورو ومنخفضاتِ بوديلي، وفيما يتعلق بالحالة الجوية فإن المناخ يكون جافًّا جدًّا في غالبية أيام السنة؛ إلا أن الفترة الزمنية المحصورة ما بين شهري يونيو وحزيران تعد الأكثر احتمالية لسقوط الأمطار[٢].
جفاف بحيرة تشاد
بدأت بحيرة تشاد بالجفاف تدريجيًّا منذ سنة 1962م، إذ تراجعت مساحتها بما نسبته 90% من إجمالي ماسبق على مرِ العقود، فقد كشفت الدلائل أن البحيرة كانت تمتد لمساحة 25 ألف كيلومتر مربع في فترة الستينيات من القرن المنصرم؛ إلا أنها قد جفت تدريجيًّا حتى أصبحت في عام 2017م تشكل مساحة 2000 كيلومتر تحت تأثير العديد من التغيراتِ المناحية التي شهدتها المنطقة؛ كالجفاف وقلة الأمطار، كما أن فرط استخدام الموارد المائية وهدرها على يد السكان ساهم في ذلك؛ وقد أكدت لجنة حوض بحيرة تشاد على هذه المعلومات[١].
كما أن جفاف بحيرة تشاد قد جاء إثر النمو السكاني العظيم في محيطها؛ إذ يقطن المناطق نحو 20 مليون نسمة على الأقل يعتمدون على البحيرة في الحصول على الموارد المائية، كما أن أهالي هذه المناطق هم ممن يمتهنون الزراعة وتربية المواشي وتحديدًا الأغنام والماعز بعد أن كانوا قديمًا يمتهنون تربية الجمال والأبقار، وقد ساهم ذلك في استنزافِ الغطاء النباتي المحيط بالبحيرة، ومن المتوقع أن يزداد عدد السكان في غضونِ ربع قرنٍ قادم بمعدل الضعف تقريبًا[٣].
خطورة جفاف بحيرة تشاد
تعد مشكلة جفاف بحيرة تشاد أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للدول التي تعبر أراضيها، وذلك لاعتمادِ سكان الدول وخاصةً في المناطق المحيطة مباشرةً على هذه البحيرة بالحصولِ على المورد المائي منها؛ وقد تكاتفت جهود العديد من المنظمات الدولية والإقليمية لإيقاف انحسارِ مساحة البحيرة قدر الإمكان؛ فقد اهتمت منظمة الفاو ووكالة ناسا بهذا الشأن كثيرًا؛ إذ أشارتا إلى احتمالية غياب البحيرة تمامًا في غضونِ 20 عامًا من الآن، وبناءً على شدة خطورة جفاف البحيرة؛ فقد وُضِعت مقترحات بضرورة إنشاءِ سد بالمبو فوق مياه نهر أوبنغي؛ إذ يؤدي السد دورًا فعالًا في ربطِ نهر أوبنغي مع نهرِ شاري ثم إلى البحيرة وتغذيتها تغذية مكثفة[٤].
اقتصاد بحيرة تشاد
تتمتع بحيرة تشاد بمكانة اقتصادية بالغة الأهمية بالنسبةِ للدول التي تتموضع في أراضيها، إذ ترفد ما يفوق 20 مليون نسمة بالماء، ويعد كل من نهر شاري ولوغون المتدفقين من أعالي جبال جمهورية أفريقيا الوسطى هما الرافد الأهم والأكبر للبحيرة، إلا أنه يوجد تراجع ملحوظ في مستوى المياه المتدفقة في نهر شاري إثر تأثره بمواسم الجفاف التي حلت على السواحل الأفريقية لفتراتٍ طويلة، كما أن تكوّم الكثبان الرملية فوق مسارات النهر قد حالت دون استمرارية تدفق المياه بالسرعة والكمية السابقة نفسها، ولا بد من تثمين دور بحيرة تشاد اقتصاديًّا خلال الفترة الزمنية الماضية، إذ إنها مورد هام ورئيسي للثروة المائية والسمكية لأهالي المناطق المحيطة بها، فقد كانت تعج بالحياة البحرية والمائية؛ إلا أن الأعداد قد تراجعت تدريجيًّا بالتزامنِ مع بدء جفاف البحيرة، كما أن تدني إنتاج الأسماك فيها قد انخفض بنسبةٍ تصل إلى 60%[١].
المراجع
- ^ أ ب ت "بحيرة تشاد.. الجفاف يهددها بالاختفاء"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ محمود فكري، "بحيرة تشاد بأفريقيا"، كنانة أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "بحيرة تشاد"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد أحمد الفيلابي (3-11-2017)، "بحيرة تشاد تموت"، العربي، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.