تقاسم مسؤولية تربية الأبناء بين الأهل، كيف يؤثر على أطفالك؟

تقاسم مسؤولية تربية الأبناء بين الأهل، كيف يؤثر على أطفالك؟

تربية الأطفال ليست مسؤولية الزوجة وحدها

يلعب الآباءُ دورًا مهمًا في تربية الأطفال ومساعدتهم على تعزيز السلوكيات والمهارات التي يمتلكونها وتعليمهم كيفية استخدامها في الأوقات والمواقف اللازمة، فضلًا عن دعم الدوافع التي تعزز من صحتهم العقلية والبدنية والحفاظ على رفاهيتهم في العيش في جميع نواحي الحياة وفي كل المراحل التي يمرون بها في الطفولة والمراهقة وحتى في مرحلة البلوغ وفي هذه المرحلة تحديدًا يتعلم المرء من والديه دروسًا في الحياة فهم ذوي خبرة بها، فنجد أن تربية ورعاية الأبناء أمرٌ واجب على الأم والأب على حدٍ سواء حتى يكبر الطفل ويصبح مسؤولًا عن نفسه وقادرًا وقويًا على دعم أفكاره وأحلامه، فتربية الطفل تحتاج جهدًا متساويًا من الأبوين حتى يستطيع الطفل التعلم بشكلٍ جيدٍ ومتطورٍ، ولهذا الأمر أهمية كبيرة فإنه يمنع تفكك الأسرة أو الأعذار والحجج التي تسقط المسؤولية عن أحد الأبوين، ويجب علينا أن نوضح العلاقة والوضع النموذجي الذي يجب أن يتبعه أغلب الآباء وهو عدم انفصال الأب وتغيبه أثناء تربية الطفل فهذا أمرُ لا ينفك.

يتساوى كلا الوالدين في مسألةِ تربيةِ ورعايِة الأطفال وهذا يعود لأسبابٍ عدة فالأبُ مثلًا بذكوريته ورجلوته سيمنح طفله الشعور بالشجاعة ويعلمه كيفية الدفاع عن نفسه ضد أي مخلوقٍ يتعرض له بالأذى من المجتمعات المحيطةِ به، فهذه المشاركة في حياة الطفل من قبل الأب سيزيد بالتأكيد من تطوير طرق تحليل المشاكل التي قد تواجهه فضلًا عن مشاركته الكبيرة في المستقبل وتعزيز الحياة داخل نفسه وشعوره بالرضا والثقة والمسؤولية، وبعيدًا عند دور الأم الأكبر في إعطاء الطفل الحنان واللطافة إلا أنّ دور الأب بارزٌ في بناء شخصية الطفل، وتجدر الإشارة إلى كون الأب جزءًا أساسيًا في عملية تربية الأطفال لأن الرجل بشكلٍ عام يتصرف بحكمة في تعامله مع المشكلات على عكس طبيعة الأنثى فهي تحكم بعاطفتها وتتخذ القرارات بناءً عليها، فمن الضروري أن يتعلم الأطفال المنطقية واتخاذهم القرارت عن طريق عقولهم في حياتهم اليومية فبعض الأمور لن يتعلمها الأطفال فقط من الأم وإذا كان العمل والجهد من طرف واحدٍ لن ينشأ الطفل بشكلٍ منفتحٍ ومدركٍ بشكلٍ جيدٍ، فالمسؤولية في تربية الأبناء متساوية حتمًا عند الزوج والزوجة[١].


ما هو دور الزوج في تربية الأبناء؟

يعدُ الأب الملهم الأول والأهم للطفل ولسوء الحظ فإن معظم الآباء لا يشاركون في تربية الأطفال بشكل كبير كدور الأم، فيجب ألا يقتصر دور الأب على اللعب والدعم المالي لأطفاله فقط بل عليه أن يكون المرشد والمشارك الشامل في حياة أطفاله، وقد أُثبِت أن مشاركة الآباء في تربية الأطفال ستحدث فارقًا عظيمًا في تصحيح سلوكياتهم ودعم صحتهم النفسية، ومع هذا الدور العظيم للأب إلا أنه يمكن للأم وحدها أن تضمن تحقيق كل شروط التربية الصحيحة وتؤصل للحب والمودة بينها وبين أطفالها لكن يحتاج الأطفال إلى الكثير من الأمور ومن كلا الطرفين لتزيد ثقة الأطفال بأنفسهم ويشعرون بالأهمية والقيمة والقبول في المجتمع المحيط بهم.

يتضمن دور الأب في التربية أمر التنمية العاطفية للطفل كما هي حاضرة على الدوام عند الأم، فيتطلع الطفل لوالده على أنه المزود الرئيسيّ الذي يمده بالأمان العاطفي، فالأب المشارك في التربية يعزز من تطور الطفل ويزيد من القوة والثقة في نفسه، فالأب الداعم والعاطف للطفل سيؤثر وجوده ومشاركته في التربية بشكلٍ عظيمٍ على النمو الاجتماعيّ والتطور المعرفي له، وقد تساهم العلاقة بين الأب والطفل في تحديد علاقاتِ طفله مع الآخرين لإدراك الطفل لسمو العلاقة التي تربطه مع والده؛ فالطريقة التي يتعامل معها الأب مع طفله ستؤثر بشكل كبير في علاقة الطفل مع الأصدقاء وفي تقدم الوقت لاختيار الزملاء والأزواج.

وتجدر الإشارة لعلاقة الأب بابنته على وجه الخصوص فالفتيات يلجأن دائمًا للمكان الآمن والذي يوفر لهنّ الدعم العاطفيّ والودود، فيبني الأب بدوره في ذهن ابنته كيف يتعامل الرجل مع الأنوثة وكيف يكون محبًا ولطيفًا، فهذه الصفات ستنظر لها ابنته بطريقة مختلفة عند اختيارها لشريك حياتها، وكذلك الأمر في علاقة الأب بأبنائه الذكور فهم كما ذكرنا سيبنون علاقاتهم استنادًا لعلاقتهم بأبيهم لأنهم بطبيعتهم منذ الصغر يقومون بتقليد سلوك أبائهم بهوس فإذا كان الأب يعامل الناس باحترام وود سينشأ ابنه على هذه الصفات الحميدة[٢][٣].


كيف تتقاسمين مسؤولية تربية الأبناء مع زوجكِ؟

يجب على الزوجين أن يتفقا بكل ما يخص حياتهم الزوجية، وتربية الأبناء تعدّ من أسس الحياة الزوجية الرئيسية، فعند الاتفاق فيما بينكما وتقسيم مهام تربية الأطفال ستحظين حينها باتزانٍ في العلاقة الزوجية وفي الحياة بشكلٍ عام ولن تشعري بالإرهاق والعبء الثقيل على كاهلكِ وأنت تتولين كل المهمات، وكما تعلمين أننا وفي وقتنا الحالي أصبح دور الآباء أكثر فاعلية على عكس ما كان معروف في السابق في زمن جداتنا وأمهاتنا أن على الزوجة أن تتحمل كل المسؤوليات وهذا هو واجبها، فرعاية الأبناء تلزمها المشاركة والتعاون بالتساوي بين الأم والأب؛ فيجب عليك أن تفكري كيف ستجعلين من زوجك زميلًا وشريكًا يلتزم بالعمل المتساوي في رعاية الأبناء، وإليك بعض النصائح التي ستساعدك أنت وزوجك في تقسيم المهام والمسؤولية في تربية أبنائكما[٤][٥]:

  • ساعدي زوجك لمرةٍ واحدةٍ فقط في الوقت المخصص له لرعاية الأبناء: سيشعر زوجك في بعض الأحيان بالخوف من أن يفعل أمرًا خاطئًا أثناء رعايته للأطفال وهي نفس المخاوف التي واجهتك عندما تعاملت مع طفلك الأول ولأول مرة، وسيتغرق زوجك بعض الوقت للتأقلم على هذه المشاركة فسيتطلب الأمر الصبر والتروي، وأعليميه فقط عن الأمور الرئيسية التي يحتاجها الأطفال يوميًا وعلى الطرق والأساليب المعتادين عليها لينتبه لها وليكون الأمر أكثر سهولة وراحة له، فالطفل يتواصل ويوصل احتياجه لزوجك كما سيتواصل معك بالبكاء أو الإشارة أو الكلام فاتركي الفرصة لزوجك ليستجيب له دون أن تتدخلي لأن هذا الأمر سيؤثر على ثقة شريكك بتربية الأطفال.
  • تواصلي مع زوجكِ بشكلٍ مستمر حول رعاية الأبناء: يجب عليك تحديد ساعاتٍ كافية لجدولة مواعيد أعمالهم مع المهام التربوية وكيفية تقسيمها قبل كل يوم وعرض الخطط المنظمة والمشتركة لليوم التالي.
  • قسمي المهام بينك وين الشريك حسب القدرة: لا يضر إن قسمت المهام بينكِ وين زوجكِ بناءً على المهام التي يستمتع بها أو يقدمها بشكلٍ ممتازٍ لأنه سيكون أقل حماسًا إذا لم يستطع إنجاز بعض المهمات التي يراها غير مناسبة له، فمن الضروري مناقشة هذه الجزئيات بينكما لتتم عملية التربية بالشكل المثاليّ.
  • لا تغضبي وتقبلي سوء إدارة بعض المهام من قبل الزوج: الاختلافات بينكما لا بد منها لا سيما في هذا الأمر، لذا دعي زوجكِ يدير المهام بطريقته ويصلح المشاكل بطريقته، وقد تجدي طفلكِ يستمتع ببعض المهام عندما يقوم بها والده أكثر من استمتاعه معكِ فلا تقلقي لأن هذا الأمر سيظهر بشكلٍ أوضح عندما يكبر الطفل وتلمسين الصفات الجميلة التي اكتسبها منكِ ومن والده.


المراجع

  1. " 6. BOTH PARENTS SHOULD ASSUME EQUAL RESPONSIBILITY IN RAISING A CHILD (FOR)", scoilmhuireenglish, Retrieved 19-7-2020. Edited.
  2. "THE IMPORTANCE OF A FATHER IN A CHILD’S LIFE", pediatricsoffranklin, Retrieved 19-7-2020. Edited.
  3. "Fathers’ role in raising children", paikesekilluperekeskus, Retrieved 19-7-2020. Edited.
  4. "How to Share the Parenting Load With Your Partner", parents, Retrieved 20-7-2020. Edited.
  5. "The mental load of motherhood: 6 new ways to share parenting duties with your partner", motherly, Retrieved 20-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :