خصائص الزئبق

خصائص الزئبق

الزئبق

يعود أصل تسمية الزئبق باللغة الإنجليزية إلى كوكب ميركوري، والذي يعود في أصله إلى الكلمة اللاتينية (hydrargyrum)؛ إذ يعني الفضة السائلة، أما عن تاريخ استخدام الزئبق؛ فقد استخدمه الهندوس والصينيون القدماء عام 2000 قبل الميلاد، كما عُثر عليه في بعض الأسطوانات التي وجدت في مقابر المصريين الفراعنة، والعائدة بتاريخها إلى 1500 قبل الميلاد، كما استُخدم لتشكيل مزيج مع معادن أخرى قبل الميلاد بنحو 500 عام، أما عن الحضارة اليونانية والرومانية فقد استخدم في العديد من المراهم، وعن تاريخ اكتشاف المعدن فهو غير معروف على وجه التحديد، وفي هذا المقال سنتحدث عن بعض المعلومات الخاصة بهذا العنصر[١].


خصائص الزئبق

توجد العديد من الخصائص التي يتميز بها عنصر الزئبق عن غيره من العناصر، وفيما يأتي بعضها[٢][٣]:

  • الزئيق يحمل العدد الذري 80، وتصل كثافته النوعية إلى 13.5غم/سم3، بينما تبلغ كتلته الذرية 200.592 غرام/مول.
  • الزئبق هو العنصر الوحيد الذي يكون في الحالة السائلة تحت الضغط والحرارة القياسية، كما أنه يتمتع بارتفاع خاصية التوتر السطحي؛ الأمر الذي يساهم في تشكله لحبات مستديرة الشكل ذات قوام سائل.
  • الزئبق من العناصر التي تحتوي على مركبات شديدة السميّة، الأمر الذي لم يمنع من استخدامه ضمن الطرق العلاجية على مر التاريخ.
  • الزئبق من العناصر شديدة الندرة على سطح الكرة الأرضية؛ إذ يُمثل 0.08 جزءًا من المليون، كما يتواجد في خامات الزنجفر المعدنية الطبيعية التي تُعرف بكبريتيد الزئبق الثنائي، وهو المصدر الذي تنتج عنه الأصباغ الحمراء في الخامات.
  • يُعد الزئبق شديد الاندماج مع الألمنيوم؛ مما يسبب تآكله بالطريقة ذاتها لتآكل الحديد بالصدأ، الأمر الذي يجعل منه معدنًا محظورًا في صناعة الطائرات؛ إذ يدخل عنصر الألمنيوم بكثرة في صناعتها.
  • الزئبق معدن عديم التفاعل مع غالبية الأحماض.
  • الزئبق معدن ضعيف التوصيل للحرارة، كما أنّه معتدل التوصيل بالنسبة للكهرباء، أما نقطة غليانه فهي 356 درجةً مئويةً، بينما نقطة التجمد فتبلغ -38.8 درجةً مئويةً.
  • الزئبق يتصرف في بعض الأحيان كالغازات النبيلة، كما تتسم الروابط الكيميائية بين الزئبق والعناصر الأخرى بالضعف، أما عن عدد الأكسدة للزئبق فهي عادةً ما تكون +1 أو +2، وربما احتوى في بعض الأحيان على عدد أكسدة +4.


استخدامات الزئبق

بسبب الخصائص الفيزيائية والكيميائية للزئبق؛ فإن له العديد من الاستخدامات الهامة؛ إذ إن كثافته العالية كانت السبب الرئيسي في استخدامه في البارومترات، وأجهزة قياس الضغط، كما أن ارتفاع معدل التمدد الحراري للعنصر والذي يترافق مع ثبوته مع درجات الحرارة جعل منه العنصر الأكثر انتشارًا في صناعة مقاييس الحرارة، ويستخدم أيضًا في استخلاص الذهب من خاماته الطبيعية؛ وذلك لأنه يندمج معه بسهولة كبيرة، ولم تقف استخدامات الزئبق عند هذا الحد بل إن له استخدامات كثيرة في القطاع الصناعي؛ إذ يستخدم في صناعة هيدروكسيد الصوديوم، والكلور بواسطة التحليل الكهربائي للمحلول الملحي، كما أنه لا يزال مستخدمًا في العديد من المعدات الكهربائية، لا سيما تلك التي تحتاج لدرجة عالية من الكفاءة مثل أزرار التحكم والمقوّمات، فضلًا عن كونه مستخدمًا في تصنيع مصابيح الفلوريسنت والبطاريات الاستهلاكية، أما في القطاع الكيميائي فإن المركبات التي يحتويها الزئبق لها العديد من الاستخدامات أيضًا؛ إذ يُستخدم كلوريد الزئبق في العديد من القياسات الكهروكيميائية، أما في القطاع الطبي؛ فمركب كلوريد الزئبق يستخدم كمُليّن، كما أن كلوريد الزئبق يُستخدم كأحد أنواع المبيدات الحشرية، مثل سموم الفئران، فضلًا عن استخدامه كمطهّر، أما أكسيد الزئبق فيستخدم كمرهم للجلد، بينما يستخدم كمحفّز في الكيمياء العضوية[٤].


الزئبق الأحمر بين الحقيقة والخيال

انتشرت الكثير من الحكايات حول ما يدعى بالزئبق الأحمر؛ إذ يعتقد البعض أن هذه المادة لها آثار سحرية كبيرة في حياة الإنسان، فالبعض يرى أنها ذات قوّة وغموض رهيب، والبعض يرى أنها إكسير الشفاء الذي يمكن العثور عليه في مجسمات المومياء المصرية القديمة، كما يظن البعض الآخر أنّ له أثرًا نوويًا ذا قوة مدمرة ستنهي العالم، كما ظهر في الأعوام الماضية الكثير من الشائعات التي تدور حول هذه المادة، فمنها ما يدعي أنها موجودة في بعض ماكينات الخياطة التراثية، بينما تحكي بعض الشائعات الأخرى أنها موجودة في أعشاش الخفافيش، أما الحقيقة التي تتضح من وراء كل تلك الشائعات أن هذه المادة لا وجود لها في الواقع بل هي مجرد حكايات، أما عن المادة الفعلية التي يمكن تسميتها بالزئبق الأحمر فإنها الرنجة الحمراء، وبالعودة إلى أساطير الحكايات فإن الكثير من الأشخاص أصبحوا مهووسين بالبحث عنها؛ إذ نجد الكثير منهم على وسائل التواصل الاجتماعي يعرضون أثمانًا باهظة لكميات صغيرة، كما أنها تنتشر بفيديوهات مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي مع بعض المعلومات التي لا تمت للواقع بصلة، كطلب التاجر دليلًا على وجود هذه المادة، الأمر الذي يقابله البائع بطلب دليل وجود المال، كما تُحيط بهذه السلعة الكثير من الأقاويل على أنها من المحظورات والأمور التي يمنع الحديث عنها.

أما عن أهل الاختصاص فإنهم يؤكدون أن ما يتداوله البعض عن هذه المادة لا حقيقة له، وأن الزئبق الأحمر لا عمل له إلا في خداع الغير، وهذا ما أثنت عليه رئيسة قسم الأنثروبولوجيا في جامعة ماكواري في مدينة سيدني؛ إذ إنها أكدت للجميع أن الزئبق الأحمر ليس سوى وسيلة لخداع الأشخاص، الأمر الذي تعرضت له أثناء تواجدها في الأهرامات المصرية برفقة عالم الآثار المصري والدكتور زاهي حواس، الذي أكد هو أيضًا ألا وجود لما يُدعى بالزئبق الأحمر، ومن الجدير بالذكر أن بعض الفيديوهات تُظهر أن الزئبق الأحمر ينفر من نبات الثوم، بينما ينجذب إلى عنصر الذهب.

فضلًا عن ذلك فإن البعض يدّعي أنه يستخدم لاستدعاء ملوك الجن، كما ظهر في الآونة الأخيرة أنه يوجد في أعشاش الخفافيش مصاصة الدماء، الأمر الذي نفاه الكثيرون معللين أن الخفافيش لا تبني أعشاشًا، كما أن البعض ينظر إليها على أنها تستخدم في تصنيع الأسلحة النووية، لا سيما للدولة الروسية، بينما البعض أشار بأن الزئبق الأحمر مصنوع في أساسه في المختبرات السوفييتية كمادة نووية متفجرة، أما بالعودة للزئبق الأحمر الموجود حقيقةً في الطبيعة فهو ما يدعى بكبريتيد الزئبق، أما عن استخداماته فهي مناسب لتزيين الفخار ولا شيء آخر؛ إلا أنه من الممكن أن يكون ضارًًا بصحة الإنسان، وفي ختام هذا الجدل لا يزال السؤال قائمًا هل بالفعل يوجد ما يُسمى بالزئبق الأحمر أم لا[٥].


المراجع

  1. "Mercury: historical information", webelements, Retrieved 1-1-2020. Edited.
  2. "10 Facts About the Element Mercury", thoughtco, Retrieved 1-1-2020. Edited.
  3. "Mercury: chemical properties", canada, Retrieved 1-1-2020. Edited.
  4. "Mercury - Hg", lenntech, Retrieved 1-1-2020. Edited.
  5. "'Red mercury': Why does this strange myth persist?", bbc, Retrieved 1-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :