محتويات
علم الفلك
أول ما يخطر في أذهان الناس عند سماع كلمة علم الفلك هي التحديق والنظر إلى النجوم ومراقبتها، وهذا في الواقع صحيح كبداية لظهور علم الفلك من قبل الناس الأوائل الذين نظروا إلى السماء ورسموا وسجلوا ما رأوه، لكن يأتي علم الفلك من مصطلحين يونانيين قديمين هما نجم وقانون، أو قوانين النجوم، فهذا في الواقع هو تاريخ علم الفلك، وهو الطريق الطويل للتعرف للأشياء الموجودة في السماء وقوانين الطبيعة التي تحكمها، وللوصول لفهم الأجسام الكونية والأجرام السماوية كان على الناس مراقبة السماء وأجرامها ونجومها، وأدت تلك المراقبة الحثيثة للسماء وتسجيل ورسم ما رأوه إلى الفهم العلمي الأول[١].
يُعرف علم الفلك بأنَّه العلم الذي يُعنى بدراسة المجرات والنجوم والأقمار والشمس والكواكب والأجسام الفلكية بناءً على المعلومات المأخوذة من المناظيرالأرضية أو المسابير الفلكية، ويتطلب علم الفلك معرفةً شاملةً لعلوم الرياضيات والفيزياء، ويُطلق على العلماء الذين يدرسون الأجرام السماوية والكون وهدفهم استكشاف كيفية عمل الكون وفهمه اسم علماء الفلك أو الفلكيين، كما يحاول الفلكيون تفسير الظواهر الفلكية وتأثيراتها المختلفة، واحتمالية حدوثها وتكرارها، وقد يستخدمون هذه المعلومات لغايات بحثية تطبيقية، بالتعاون مع أصحاب الاختصاصات الأخرى كعلماء الفيزياء الفلكية والرياضيين[٢].
الفرق بين علم الفلك والتنجيم
استمر ما يُسمى علم التنجيم بكونه مُصنفًا ضمن العلوم السائدة حتى أواخر القرن السادس عشر، حينما ظهر إسحاق نيوتن باكتشافاته الفيزيائية الجديدة، في ذلك الوقت، التي تفسر العديد من الظواهر مثل سقوط التفاحة من الشجرة؛ إذ فسر نيوتن سقوطها بأنه ليس حدثًا عشوائيًا إنما هو ناتج لقوانين فيزيائية، وكذلك تفسرهذه القوانين حركة الأجرام السماوية، وفي ذلك الحين تطورعلم الفلك لحقل علوم منفصل، فأصبحت التنبؤات بالظواهرالسماوية تتم بطريقة علمية، وعلى النقيض من ذلك، يُعد علم التنجيم الآن هوايةً وعلمًا زائفًا على الرغم من أن الآلاف من الناس حول العالم ما زالوا يؤمنون بأحاديث المنجمين، بالرغم من أن الأبراج الحالية تعتمد على معلومات قديمة.
على الرغم من كون علم الفلك وما يُسمى بعلم التنجيم العلم الزائف لهما جذور مشتركة، إلا أنه يوجد اختلاف مهم، فعلم الفلك دراسة الكون ومحتوياته خارج الغلاف الجوي للأرض فيدرس الفلكيون مواقع الأجرام السماوية وحركاتها وخصائصها، أما التنجيم فهو دراسة كيفية تأثير هذه المواقع والحركات والخصائص على الأشخاص والأحداث على الأرض، ولعدة آلاف من السنين، كانت الرغبة بتحسين التنبؤات الفلكية واحدةً من الدوافع الرئيسية للرصد والنظريات الفلكية، لكن حقيقة التنجيم ليست لها علاقة بالكواكب والنجوم والأجرام السماوية وحركتها إنما هي شيء من التخمينات يُحالفها الحظ في بعض الأوقات ليس إلا[٣].
كيفية تعلم علم الفلك
علم الفلك من أقدم العلوم الإنسانية، الهدف الأساسي منه دراسة السماء والتعرف لما نراه في الكون، فعلم الفلك الرصدي هو نشاط يستمتع به المراقبون الهواة كهواية، ويوجد الملايين من الناس في العالم الذين يحدقون بالنجوم بانتظام من الفناء الخلفي أو المراصد الشخصية، ومعظمهم ليسوا مدربين بالضرورة على العلوم، لكن ببساطة يحبون مشاهدة النجوم والسماء، وعلى الجانب البحثي المهني يوجد أكثر من 11000 عالم فلك مدربون على إجراء دراسات متعمقة للنجوم والمجرات، فمن جهودههم وعملهم في هذا المجال من العلوم نحصل على فهمنا الأساسي للكون، فعلم الفلك موضوع مثير للاهتمام ويثير الكثير من الأسئلة في أذهان الناس حول الكون نفسه، وكيف بدأ، وما هو موجود هناك، وكيف نستكشفه[١].
لتعلم علم الفلك يجب الارتقاء لدرجة الدكتوراة في علم الفلك، إذ يجب قضاء تسع سنوات لذلك، بما فيها أربع سنوات في الحصول على شهادة البكالوريوس، وسنتان في برنامج الماجستير، وثلاث سنوات في الدكتوراه، فمعظم علماء الفلك لديهم شهادة دكتوراة في الفلسفة في علم الفلك أو الفيزياء أو مجال مشابه[٢]، وقد يشمل برنامج علم الفلك في المرحلة الجامعية دروسًا في التفاضل والتكامل والفيزياء الفلكية والهيكل النجمي والفيزياء الإحصائية والنظام الشمسي، هذا على مستوى درجة الماجستير، ويمكنك أخذ دوسا في التركيب المجري والبحث والتقنيات الفلكية، والرياضيات، والفيزياء الفلكية النجمية اذ إنَّ تلك المواضيع تُدرس في مرحلة الدكتوراة وسوف يركز المنهج كثيرًا على البحث العلمي، بالإضافة لذلك كله تُدرس مواضيع مثل الكيمياء الفلكية وعلم الكونيات والمجرات والفيزياء الذرية[٤].
تبين أن علم الفلك موضوع معقد ويتطلب العديد من التخصصات العلمية الأخرى، ولإجراء دراسة مناسبة لموضوعات علم الفلك، يجمع الفلكيون بين جوانب الرياضيات والكيمياء والجيولوجيا والبيولوجيا والفيزياء، وبالتالي يُقسم علم الفلك لفروع فرعية منفصلة، وعلى سبيل المثال يَدرس عُلماء الكواكب الكواكب والأقمار والمدارات والكويكبات والمذنبات داخل نظامنا الشمسي وكذلك النجوم التي تدور حولها، ويركز علماء الفيزياء الشمسية على الشمس وتأثيرها على النظام الشمسي، ويساعد عملهم أيضًا على التنبؤ بالنشاط الشمسي مثل التوهجات والبقع الشمسية.
يُطبق علماء الفيزياء الفلكية الفيزياء على دراسات النجوم والمجرات لشرح كيفية عملها بالضبط، ويَستخدم علماء الفلك الراديوي التلسكوبات الراديوية لدراسة الترددات الراديوية الناتجة عن العمليات في الكون، والأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية وأشعة جاما وعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء يكشف الكون في أطوال موجات الضوء الأخرى، وعلم الفلك هو علم قياس المسافات في الفضاء بين الأجسام، وأيضًا يوجد علماء فلك رياضيون يستخدمون الأرقام والحسابات وأجهزة الكمبيوتر والإحصاءات لشرح ما يلاحظه العلماء الآخرون في الكون، و أخيرًا يَدرس العلماء الكون ككل للمساعدة في شرح أصله وتطوره على مدار 14 مليار عام تقريبًا[١].
أهمية علم الفلك
على مدار تاريخ البشرية أدرك الناس أن علم الفلك ودراسته وملاحظاتهم عن السماء أعطتهم أدلةً على مرور الوقت، وبالتالي هذا لا ينبغي ان يكون مفاجئًا لنا بأن الناس بدؤوا باستخدام السماء ومعرفتهم بعلم الفلك منذ أكثر من 15000 عام، فلقد وفرت معرفتنا هذه مفاتيحَ سهلةً للملاحة وصُنع التقويم منذ آلاف السنين، وبعد ذلك اختُرعت أدوات عدة مثل التلسكوب، وبدأ المراقبون بمعرفة المزيد عن الخصائص الفيزيائية للنجوم والكواكب، وانتقلت دراسة السماء من الممارسة الثقافية والمدنية إلى عالم العلوم والرياضيات[١].
المراجع
- ^ أ ب ت ث Carolyn Collins Petersen (3-7-2019), "Astronomy: The Science of the Cosmos"، thoughtco, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "What Education Does an Astronomer Need?", learn, Retrieved 18-11-2019. Edited.
- ↑ Maria Temming (14-7-2014), "Astrology vs Astronomy: What’s the Difference? "، skyandtelescope, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ "What Is an Astronomer?", learn, Retrieved 18-11-2019. Edited.