ابعد كواكب المجموعة الشمسية عن الشمس

درب التبانة

هي مجموعة فضائية ضخمة تضمّ عددًا كبيرًا من الكواكب والجسيمات والنجوم والأقمار الفضائية، وتتخذ شكل الحلزونة، وتتفاعل مع بعضها عبر مجموعة الغازات والغبار المكونين لها، وتتكون داخلها العديد من الانفجارات الضخمة بسبب ارتفاع درجة حرارة بعض الغازات، أو تعرض أحد الجسيمات إلى شهاب ضخم، والأرض والمجموعة الشمس جزء طرفيٌّ من درب التبانة تتفاعل مع أجزائه وتتأثّر وتؤثّر به[١].


أبعد كواكب المجموعة الشمسية

يعدّ كوكب نبتون أبعد كوكب معروف في المجموعة الشمسية عن الشمس، وهو رابع أكبر كوكب من حيث القطر في النظام الشمسي، وثالث أكبر كوكب، والأكثر كثافةً، ويمتلك نبتون كتلةً تفوق كتلة الأرض بسبع عشرة مرةً، وأوجد علماء الفلك معظم الدراسات المتعلّقة به بواسطة التلسكوبات الأرضية؛ نظرًا لإقامة رحلة واحدة على الكوكب وذلك في العام 1989 ميلاديًا بواسطة المركبة الفضائية فوياجر 2[٢]، كما يُشار إلى أنّ نبتون يتكوّن من قرص كبير دوّار من الغاز والغبار، وقد تكوّن في الوقت ذاته الذي تكوّنت فيه أجزاء النظام الشمسي الأخرى، ويعتقد الفلكيون أنّ هذا حدث قبل ما يُقارب 4.6 بليون سنة[٣].


الخصائص المدارية لكوكب نبتون وتركيبه

يتميز مدار نبتون بالشكل البيضوي، ويبعد عن الشمس مسافةً متوسطةً تصل إلى 4.5 مليار كم تقريبًا، وهذا يعني أنّه غير مرئي للعين المجردة، ويدور نبتون حول الشمس مرّةً كل مئة وخمسة وستين عامًا تقريبًا، وقد أكمل أول مدار له منذ اكتشافه في عام 2011 م، وكل 248 سنةً يتحرّك كوكب بلوتو داخل مدار نبتون لمدّة عشرين عامًا تقريبًا، وفي هذه الحالة يُصبح أقرب إلى الشمس من بلوتو[٢].

من الجدير بالذكر أنّ التركيب الجوّي لنبتون يُشكّل فيه الهيدروجين ما نسبته 80%، والهيليوم ما نسبته 19%، والميثان 1.5%، ويمتلك مجالًا مغناطيسيًا أقوى من المجال المغناطيسي للأرض بسبعٍ وعشرين مرّةً، أمّا التركيب الشامل لنبتون فيحتوي على ما نسبته 25% من الصخور، و60 إلى 70% من الجليد، و5 إلى 15% من الهيدروجين والهيليوم، وتحتوي البنية الداخلية على الماء، والأمونيا، وغاز الميثان، والحديد والمغنيسيوم، وفقًا لما ورد في كتاب التصميمات الداخلية للكواكب العملاقة من داخل النظام الشمسي وخارجه لمؤلّفه تريستان غيو[٢].


معلومات عامة عن كوكب نبتون

  • أقمار نبتون: يمتلك نبتون ثلاثة عشر قمرًا معروفًا، وقمرًا آخر لم يؤكد وجوده بعد، ويعد أكبر أقماره ترايتون (Triton)، وهو أصغر بقليل من قمر الأرض، ويحتوي براكين نشطةً تثور وتقذف صقيع النيتروجين على سطح نبتون، ومن أقمار الكوكب الأخرى: نيريد (Nereid)، وبروتيوس (Proteus)، ولاريسا (Larissa)، وديسبينا (Despina)، وكالاتيا (Galatea)، وتالاسا (Thalassa)، وناياد (Naiad)، واكتُشِفت هذه الأقمار في رحلة فوياجر عام 1989م، باستثناء كوكب ترايتون الذي اكتشف سابقًا بواسطة التيليسكوبات[٣].
  • جاذبية نبتون: رغم أنّ مساحة نبتون أكبر من الأرض بكثير؛ إلّا أنّ جاذبيته السطحية مُقاربة للجاذبية السطحية الأرضية، وذلك لأنّ نبتون مكوّن من الغازات وليس صلبًا كما حال الأرض، وبهذا فإنّه خفيفٌ جدًا مقارنةً بحجمه؛ لذا فإنّ من يزن 45.5 كغم على الأرض سيزن 50 كغم على نبتون في حال افتراض وجود مكان يُمكن الوقوف عليه[٣].
  • طقس نبتون: يتميز طقس نبتون برياح وعواصف قوية يُمكن أن تصل إلى 2400 كم في الساعة، وهي الرياح الأسرع المكتشفة حتى الآن في النظام الشمسي، ويحتوي الغلاف الجوّي الخاص به بقعًا مظلمةً تظهر وتختفي، وغيومًا تتبدّل سريعًا، وتصل درجة الحرارة فيه إلى 178 تحت الصفر، وبما أنّ ضوء الشمس يتحكّم بالطقس، ونبتون يبتعد عنها مسافةً تجعله يحصل على ضوء أقل بآلاف المرات من الذي تحصل عليه الأرض؛ لذا فإنّ الكيفية التي يحصل من خلالها على الطاقة وتكوين هذا النوع من الطقس تعدّ أمرًا غامضًا[٢][٣].


اكتشاف كوكب نبتون

جرى التنبؤ بوجود كوكب نبتون قبل رؤيته؛ إذ أجرى العالم أرباين لافيرير حساباتٍ رياضيةً توقّع من خلالها وجود كوكب نبتون، ثمّ شاهده العالمان يوهان جال وهنريك إريست بواسطة التلسكوب في الرابع والعشرين من سبتمبر للعام 1864م في مرصد برلين في ألمانيا، ورغم أنّ نبتون كوكب معتم لا يُمكن أن يُرى بالعين المجرّدة، إلّا أنّه توجد أدلة تاريخية تُشير إلى مشاهدة نبتون في الفضاء قبل اكتشافه، مع عدم التعرّف عليه في حينها، وتوجد أدلة أخرى تُشير إلى أنّ العالم جاليليو جاليلي شاه نبتون قد رآه في العام 1613م إلّا أنّه اعتقد أنّه مجرّد نجم في السماء[٤].

من الجدير بالذكر أنّ نبتون اكتُشف في العام ذاته الذي اكتُشف فيه كوكب أورانوس؛ فعند اكتشاف الأخير عام 1781م وجد العلماء أنّه غير منتظمٍ في مداره، وقد رجعوا إلى قوانين نيوتن للجاذبية ووجدوا أنّه يوجد تأثير خارجي من كوكب آخر أدّى إلى حدوث اضطراب غير معروف في مسار أورانوس، وبدأ لافيري إلى جانب جون آدامز بإجراء حساباتهما لتحديد طبيعة الكوكب الجديد وهو نبتون وموقعه[٤].


تسمية كوكب نبتون

سمّى الرومانيون الأجسام الخمسة الأقرب إلى الشمس نسبةً لأهم آلهتهم، وكانت هي الوحيدة الساطعة التي تمكّنوا من رؤيتها، وعند استعمال التلسكوبات، اكتُشِفت كواكب أخرى، وقرّر الفلكيون تسميتها نسبةً للآلهة الرومانية أيضًا استكمالًا لما بدأه الرومانيون، ونبتون أو الكوكب الأزرق سُمي تيمنًا بإله البحر الروماني، وقد أخذ نبتون اللون الأزرق نتيجة تكوّن غلافه الجوي من الهيدروجين والهيليوم والميثان، ويمتص الميثان الموجود في الطبقات العليا من الغلاف الجوي الضوء الأحمر المنبعث من الشمس؛ إلّا أنّ الضوء الأزرق القادم من الأخيرة لا يُمتَص، إنّما ينبعث إلى الفضاء مجددًا؛ لهذا يظهر نبتون باللون الأزرق[٣].


كواكب المجموعة الشمسية وخصائص كل منها

أطلق عليها هذا الاسم بسبب وجود عدد من الكواكب التي تدور حول الشمس بحلقات بيضاوية، وتختلف حسب البعد عن الشمس وكل كوكب منها يمتلك خصائص تميزه عن غيره، وتتمثل كواكب المجموعة الشمسية بالتالي[٥]:

  • عطارد: هو الكوكب المشتعل، ومن أصغر الحلقات حول الشمس، ويستغرق دورانه حولها مدةً لا تتجاوز الثماني وثمانين يومًا، ويعاني الكوكب من تغير درجة الحرارة من وقت إلى آخر؛ فترتفع به إلى أكثر من 800 درجة فهرنهايتية، وفي بعض الأوقات تقل به إلى أكثر من 250 درجة فهرنهايتية، ويرجع السبب وراء ذلك إلى عدم وجود طبقة غازية محيطة به.
  • الزهرة: هو أكثر الكواكب من ناحية ارتفاع درجة الحرارة بسبب إحاطته بغلاف غازي قادر على امتصاص درجة الحرارة من المحيط ويمنع هذا الغلاف تفريغها إلى الخارج، ويستغرق الدوران حول الشمس مدةً تقدر بحوالي 224 يومًا، ويأخذ الكثير من الوقت للدوران حول نفسه وتتجاوز هذه المدة 260 يومًا؛ لذا يعاني الكوكب من طول فترة النهار والليل على حد سواء.
  • الأرض: هو كوكب الحياة ويستغرق للدوران حول نفسه مدة يوم واحد، وللدوران حول الشمس مدة 365 يومًا، ويمتاز عن غيره بوجود الماء على سطحه وبمكونات الطبقات الداخلية السبعة وباعتدال درجة حرارته المناسبة للعيش، وتنوع طبيعته الصخرية والمكونات المعدنية الخاصة به، كما يوجد له غلاف غازي يمكنه من امتصاص الأشعة من الخارج وطردها منه، ويلعب الغلاف دور تنقية الإشعاعات وذلك بالسماح للأشعة النافعة بالمرور وإطلاق الأشعة الضارة إلى الفضاء الخارجي قبل وصولها للأرض، ولهذا السبب يعد ثقب طبقة الأوزون التي هي إحدى مكونات الغلاف من أكثر القضايا التي تقلق العلماء في الوقت الحاضر.
  • المريخ: هذا الكوكب الأحمر هو أقرب كوكب إلى الأرض، ويمكن مشاهدته في ساعات الليل الصافي، ويتكون من مجموعة معادن قريبة بتركيبتها من مكونات الأرض، ومدة دورانه حول نفسه والشمس قريبة من مدة دوران الأرض أيضًا، ويأخذ اللون الأحمر المتوهج، ومنذ اكتشافه ومنذ الوصول إلى سطحه شغلت العلماء دراسة إمكانية وجود الحياة على سطحه، لكن عدم تكون الماء عليه أدى إلى نفي ذلك، واكتشف العلماء لاحقًا وجود الجليد المعرض للذوبان الذي يمكن أن يملأ الكوكب بالماء لاحقًا، ولا تزال الدراسات مستمرةً من أجل ترحيل البشر من الأرض إليه، لتخفيف حدة الكثافة السكانية على سطح الكرة الأرضية.
  • المشتري: يطلق عليه اسم الكوكب العملاق بسبب كبر حجمه المساوي لأكثر من ألف وثلاثمئة ضعفًا بالمقارنة مع حجم الكرة الأرضية، ويتكون سطحه من مجموعة من المكونات الصلبة القاسية، وبسبب الضغط المرتفع فإن أجزاءه الداخلية صلبة أيضًا.
  • زحل: من الكواكب ذات الحجم الكبير المساوي لأكثر من 250 ضعفًا بالمقارنة مع حجم الكرة الأرضية، وهو ذو لون ذهبي باهت، ويتكون من مجموعة من الصخور التي يغطيها الجليد في بعض المناطق من الكوكب، وتدور حوله الكثير من الأقمار التي أحصى العلماء منها إلى الوقت الحاضر 150 قمرًا، وأطلقت الأسماء على ثلاث وخمسين فقط، وبسبب ذلك لا يعاني الكوكب من الظلام الشديد أثناء ساعات الليل، ويتكون غلافه من غازي الهيدروجين والهيليوم.
  • أورانوس: هو الكوكب المتجمد طوال العام بسبب الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة، بسبب عدم اختزان الحرارة داخل مكوناته الداخلية وذلك بسبب خفة حجم مكوناته التي لا تسبب أي نوع من الضغط على النواة المكونة له لتقل درجة حرارته إلى أكثر من 220 درجةً مئويةً.
  • نبتون: يمتاز بطول المدة التي يحتاجها للدوران حول الشمس التي تزيد عن 164 يومًا، ويعاني الكوكب من هبوب رياح قوية عليه، وهو مكون من مجموعة غازات مشتعلة ومتفجرة مثل: غاز الميثان، ويتكون غلافه الخارجي من الهيليوم والهيدروجين، ويدور حوله أربعة عشر قمرًا أكبرهم تريتون.
  • بلوتو: آخر كواكب المجموعة، وذكرت خصائصه سابقًا.


من حياتكِ لكِ

قد تُواجه الأمّ بعض المشاكل أثناء محاولتها إجابة أسئلة الأطفال المتعلقة بالكواكب والسماء والنجوم وما شابه ذلك، لكن يمكنها أن تلجأ لتبسيط المعلومات وشرحها بما يتناسب مع عقل الطفل لتتمكّن من إجابة فضوله وتعزيز علاقته بالعلوم. فيُمكنكِ عزيزتي الأم مثلًا أن تشرحي للطفل عن المجموعة الشمسية عبر رواية قصة تكونين فيها أنت وطفلك أبطالًا يسافرون في الفضاء ويتعرّفون على الكواكب وتنتهي القصة بعودتكما للمنزل، أو قد تحاولين شرح ذلك عن طريق البرامج المفيدة ومقاطع الفيديو التعليمية المناسبة للأطفال التي تتحدث عن الفضاء وهي موجودة بكثرة على شبكة الانترنت. أيضًا يمكنك أن تحاولي مشاركة الطفل بصنع هيكل أو مجسم صغير للمجموعة الشمسية من الكرتون أو من الكرات البلاستيكية بأحجام متنوعة وكل هذا سيعزز علاقة الطفل بالعلوم وسيوسع مداركهُ كما سيعزّز علاقتكما معًا.


المراجع

  1. "ما هو درب التبانة؟"، المرسال، 9-1-2019، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرف.
  2. ^ أ ب ت ث "معلومات عن كوكب نبتون"، almrsal، 3-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ziad abdullah (18-2-2017)، "كوكب نبتون"، real-sciences.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "قصة اكتشاف كوكب نبتون - الكوكب الازرق "، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  5. "كم عدد الكواكب في المجموعة الشمسية ؟"، أنا أصدق العلم، 17-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرف.

فيديو ذو صلة :